الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خبر نيل مصر
(184)
قال الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحسن اللَاّلكائي الطبري (1): أنا محمد بن أبي بكر، ثنا محمد بن مَخلد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن لَهِيعة، عن قيس بن حجَّاج، عمَّن حدَّثه قال: لما فُتحَت مصرُ أتى أهلُها عمرو بن العاص حين دخل بؤونةُ -من أشهر العجم-، فقالوا: أيها الأميرُ، إنَّ لِنيِلِنا هذا سُنَّةً لا يَجري إلا بها. قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كانت ثنتى (2) عشرةَ ليلةً خَلَتْ من هذا الشهرِ عَمَدنا إلى جاريةٍ بِكر بين أبويها، فأَرضَينا أبويها، / (ق 72) وجَعَلنا عليها من الحلي والثيابِ أفضلَ ما يكونُ، ثم ألقيناها في هذا النِّيل. فقال لهم عمرو رضي الله عنه: إنَّ هذا ما لا يكونُ في الإسلامِ، إنَّ الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قبلَهُ. فأقاموا بَؤونة، والنِّيلُ لا يَجري قليلاً ولا كثيرًا!
وفي رواية: قاموا بؤونة وأبيب ومسرى وهو لا يَجري، حتى همُّوا بالجلاءِ. فكَتَب عمرو إلى عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه بذلك. فكَتَب إليه: إنكَ قد أصبتَ بالذي فعلتَ، وإنِّي قد بَعثتُ إليكَ ببطاقةٍ داخلَ كتابي هذا، فأَلْقِهَا في النِّيلِ. فلما قَدِمَ كتابُهُ، أخذ عمرو البطاقةَ، فَفَتَحها، فإذا فيها: من عبد الله عمرَ أميرِ المؤمنينَ إلى نيلِ أهلِ مصرَ، أما بعدُ، فإنْ كنتَ إنما تَجري من قِبَلكَ فلا تَجْرِ، وإنْ كان اللهُ الواحدُ القهَّارُ هو الذي يُجريك،
(1) في «كرامات أولياء الله» (ص 126 رقم 66).
وأخرجه -أيضًا- ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 176) وأبو الشيخ في «العظمة» (4/ 1424 رقم 937) من طريق ابن لَهِيعة، به.
وإسناده ضعيف؛ لضعف ابن لَهِيعة، وجهالة مَن حدَّث عنه قيس بن الحجَّاج.
(2)
كَتَب المؤلِّف فوقها: «كذا» . وفي المطبوع من «كرامات الأولياء» : «ثنتا» .
فنسألُ اللهَ أَنْ يُجرِيكَ.
قال: فأَلقى البطاقةَ في النِّيل، فأَصبَحوا يومَ السبتِ، وقد أجرى اللهُ النِّيلَ ستةَ عشرَ ذراعًا في ليلةٍ واحدةٍ، وقطع اللهُ تلك السُّنَّةَ عن أهلِ مصرَ إلى اليومِ.
(185)
ورواه خير بن عرفة (1)، عن هانئ بن المتوكِّل، عن ابن لَهِيعة، عن قيس بن الحجَّاج قال: لما فُتِحَتْ مصرُ، أتى أهلُها عمرو بن العاص
…
، وذَكَره.
(186)
وقال أبو الحسن محمد بن علي الحسني العَلَوي رحمه الله: سَمِعتُ يعقوب بن أحمد بمصر يقول: (ق 73) سَمِعتُ عبد الرحمن بن محمد -مولى بني أُميَّة- يقول: زاد نيلُ مصرَ حتى خَشِيَ الناسُ الغرقَ، قال: فوَقَفتُ عليه، فقلتُ: بحُرمةِ عمرَ بن الخطاب (2) عليك إلَاّ سَكَنتَ فسَكَنَ!
أثر آخر
(187)
قال أبو بكر ابن أبي الدُّنيا رحمه الله (3):
حدَّثني قاسم بن
(1) ومن هذا الوجه: أخرجه المبارك بن عبد الجبار الطُّيوري في «الطيوريات» (ص 566 رقم 1005).
وهذا الإسناد كسابقه.
(2)
القسم بحُرمة فلان منكر لا يجوز، قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (27/ 83): وأما القسم الثالث، وهو أن يقول: اللهمَّ بجاه فلان عندك، أو ببركة فلان، أو بحُرمة فلان عندك: افعل بي كذا وكذا. فهذا يفعله كثير من الناس، لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسَلَف الأمَّة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء.
وقد فات الشيخ بكر أبو زيد التنبيه على هذه اللفظة في كتابه «معجم المناهي اللَّفظية» ، فليُستدرك
(3)
في «المطر والرعد والبرق» (ص 90 رقم 56).
وإسناده ضعيف؛ لضعف سعيد بن عُمارة. انظر: «تهذيب الكمال» (11/ 13).
هاشم، ثنا علي بن عيَّاش، ثنا سعيد بن عُمارة، عن الحارث بن النُّعمان قال: سَمِعتُ أنسَ بن مالك يقول: قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: إنَّ الرَّجفَ (1) من كثرةِ الزِّنى، وإنَّ قحوطَ المطرِ من قضاةِ السُّوءِ وأئمَّةِ الجورِ.
أثر آخر
(188)
قال ابن أبي الدُّنيا -أيضًا- (2): حدَّثني عبد الرحمن بن عبد الله الباهلي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عُبيد بن عُمَير (3)، عن نافع، عن صفية -يعني: بنت أبي عُبيد-، زوجة عبد الله بن عمر، قالت: زُلزِلتْ الأرضُ على عهدِ عمرَ، فقال: أيها الناسُ، ما هذا؟! ما أسرعَ ما أحدثتُم! إنْ عادت لا أُساكنُكُم فيها.
إسناد صحيح (4).
(1) أصل الرَّجْف: الحركة والاضطراب، والمراد هنا: الزلازل. انظر: «النهاية» (2/ 203).
(2)
في «العقوبات» (ص 31 رقم 20).
(3)
كذا ورد بالأصل. والذي في مطبوع ابن أبي الدُّنيا، و «مصنَّف ابن أبي شيبة» (2/ 222 رقم 83359) في الصلاة، باب في الصلاة في الزلزلة، و «سنن البيهقي» (3/ 342):«عبيد الله بن عمر» ، وهو الموافق لما في كُتُب الرجال.
(4)
تنبيه: جاء بحاشية الأصل ما نصُّه: بلغت قراءة على شيخنا.