الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجيب:
بأن التسمية ليست مشروعة عند كل حال، بل لا تشرع التسمية للأذان والإقامة، وكذلك لا تشرع عند تكبيرة الإحرام، فلا بد من دليل صحيح صريح في مشروعية التسمية، وإلا فالأصل عدم المشروعية.
الدليل الثاني:
أحاديث لا صلاة لمن لا وضوء له
(1)
، وإن كانت ضعيفة في آحادها، لكنها بالمجموع صالحة للاحتجاج، والنفي فيها للكمال، أي: لا وضوء كامل؛ لأن صفة الوضوء الصحيح قد ثبتت في أحاديث صحيحة بدون التسمية كحديث عبد الله بن زيد، وعثمان وابن عباس، وسيأتي ذكرها قريباً إن شاء الله تعالى، فيبقى النفي للكمال، كما جاء في الحديث:«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»
(2)
،: أي لا يؤمن الإيمان الكامل، فالنفي دال على استحباب التسمية في الوضوء، لا على وجوبها.
الدليل الثالث:
(808 - 37) حمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ثابت وقتادة،
عن أنس قال: نظر بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءا فلم يجدوا، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هاهنا ماء؟ قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثم قال: توضؤوا بسم الله، فرأيت الماء يفور: يعني بين أصابعه، والقوم يتوضؤون حتى توضؤوا عن آخرهم.
(1)
سيأتي ذكرها بالتفصيل عند الكلام على أدلة القائلين بوجوب التسمية.
(2)
متفق عليه: البخاري (13)، ومسلم (45).
قال ثابت: قلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحواً من سبعين
(1)
.
[تفرد بزيادة التسمية معمر، عن قتادة وثابت، وروايته عنهما فيها كلام]
(2)
.
(1)
المسند (3/ 165).
(2)
الحديث في مصنف عبد الرزاق (20535)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي (1/ 61)، وأبو يعلى (3036)، وابن خزيمة (144)، وابن حبان (6544)، والدارقطني (1/ 71)، والبيهقي (1/ 43).
وقد انفرد معمر في زيادة " التسمية " عن كل من رواه عن قتادة وثابت،
فقد رواه حماد بن زيد وحماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة عن ثابت.
كما رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وهشام الدستوائي عن قتادة، ولم يذكروا ما ذكره معمر عن قتادة وثابت،
كما جاء الحديث عن أنس من طرق أخرى، فقد رواه الحسن البصري وحميد الطويل وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة كلهم رووه عن أنس بدون بذكر التسمية.
وقد تكلم العلماء في رواية معمر عن قتادة وثابت.
قال ابن رجب في شرحه للبخاري (1/ 299): " رواية معمر عن قتادة ليست بالقوية. قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير، فلم أحفظ عنه الأسانيد. وقال الدارقطني في العلل: معمر سيء الحفظ لحديث قتادة " ا. هـ
وجاء في التهذيب: وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام.
وفي التقريب قال الحافظ عن معمر: ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهاشم شيئاً. ا. هـ
وإليك تخريج الحديث:
أما رواية ثابت، عن أنس.
فقد أخرجها أحمد (3/ 147)، وعبد بن حميد (1365)، والبخاري (200)، ومسلم (2279)، وأبو يعلى (3329)، وابن خزيمة (124)، وابن حبان (6546) وأبو عوانة في المناقب كما في إتحاف المهرة (1/ 455) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه أحمد (3/ 248، 249) وابن سعد في الطبقات (1/ 178) عن عفان،
ورواه أحمد (3/ 175) عن مؤمل مقروناً بعفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت به.
وأخرجه أحمد (3/ 139) وابن سعد في الطبقات (1/ 177 - 178)، وعبد بن حميد (1284)، وأبو يعلى (3327)، وابن حبان (6543) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت به.
وأما طريق قتادة عن أنس.
فقد أخرجه أحمد (3/ 170) و (3/ 215) والبخاري (3572)، ومسلم (2279)، وأبو يعلى (3193) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه مسلم (2279) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة به.
وأخرجه أحمد (3/ 289) وأبو يعلى (2895)، وابن حبان (6547) من طريق همام، عن قتادة، عن أنس به.
وأما طريق حميد الطويل عن أنس.
وأخرجه أحمد (3/ 106) وابن أبي شيبة (6/ 316) والبخاري (3575،195)، وابن حبان (6545) من طريق حميد الطويل، عن أنس به.
وأما طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 32) ومن طريقه أخرجه الشافعي في مسنده (2/ 186)، وأحمد (3/ 132)، والبخاري (169، 3573)، ومسلم (2279)، والترمذي (3631)، والنسائي (76)، وابن حبان (6539) وأبو عوانة كما في إتحاف المهرة (1/ 413)، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس.
وأما طريق الحسن البصري، عن أنس.
وأخرجه أحمد (3/ 216) والبخاري (3574)، وأبو يعلى (2759) من طريق الحسن البصري، حدثنا أنس بن مالك به.
فكل هذه الطرق تجعل الباحث يجزم بوهم معمر في روايته عن قتادة وثابت في زيادة التسمية في قوله: " توضؤوا باسم الله " هذا مع أن زيادة التسمية لو صحت لم يكن فيه دليل على أمرهم بالتسمية على الوضوء، والله أعلم.
وانظر لمراجعة طرق الحديث: أطراف مسند أحمد (1/ 313، 471)، وتحفة الأشراف (201، 297، 484، 527، 700، 1183، 1888، 1379)، وإتحاف المهرة (333، 438، 457، 647).