الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه فقال له عمر: لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه؟ قال: عمداً صنعته يا عمر
(1)
.
فكان الغالب على فعله صلى الله عليه وسلم الوضوء لكل صلاة، سواء كان طاهراً أو غير طاهر، ولذلك استغرب عمر صنيعه صلى الله عليه وسلم حين صلى الصلوات بوضوء واحد.
الدليل الثالث:
(921 - 150) ما رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن الإفريقي، عن أبي غطيف،
عن ابن عمر يقول: من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات
(2)
.
[إسناده ضعيف، وإن كان من حيث المعنى صحيحاً؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها]
(3)
.
(1)
مسلم (217).
(2)
المصنف (1/ 16) رقم 53. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه عبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (859).
(3)
في إسناده أبو غطيف، قال الذهبي: روى عنه الإفريقي فقط، قال البخاري: لم يتابع عليه. قال الذهبي: والإفريقي عبد الرحمن ضعيف. اهـ ميزان الاعتدال (4/ 561).
وقال أبو زرعة: لا أعرف اسمه. الجرح والتعديل (9/ 422).
وضعف حديثه الترمذي كما سيأتي.
والحديث رواه الترمذي (59) من طريق محمد بن يزيد الواسطي.
ورواه أبو داود (62) ومن طريقه البيهقي (1/ 162) من طريق عيسى بن يونس.
ورواه أبو داود أيضاً (62) وابن ماجه (512) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، =
وهذه الأحاديث تدل على استحباب الوضوء على الوضوء، وقد علمت الأقوال في وقت استحبابه، ولو قيل: إن الوضوء يستحب كلما تجددت أسبابه المختلفة لكان له وجه، فإذا توضأ للصلاة، ثم أراد أن يقرأ القرآن استحب له التجديد، لتجدد سبب آخر يقتضي الطهارة، ومثله لو توضأ للصلاة، ثم أرد أن يطوف بالكعبة استحب له التجديد، إلا الصلاتين المجموعتين فلا يستحب تجديده لهما، وكذلك إذا كانت الصلاة صلاة تراويح أو وتر، فلا يستحب أن يتخللها تجديد؛ لعدم النقل.
(922 - 151) وقد روى البخاري ومسلم من حديث إسامة بن زيد أنه قال:
دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل، فبال، ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء، فقلت له: الصلاة يا رسول الله. فقال: الصلاة أمامك، فركب فلما جاء المزدلفة نزل، فتوضأ، فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت لصلاة، فصلى المغرب. الحديث.
فظاهر فعله صلى الله عليه وسلم أنه لم يتخلل الوضوءين حدث أو صلاة، أما الحدث فيبعد وقوعه بعد ما قضى حاجته في الشعب، فكان الوضوء الأول بعد قضاء الحاجة، والوضوء الثاني لم يبعد وقوعه، فالظاهر أن الوضوء الثاني كان بمثابة التجديد، والله أعلم.
= كلهم عن الإفريقي به.
قال الترمذي: وهو إسناد ضعيف.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 74): هذا إسناد فيه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف.