الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام، فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه، فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول، في مقام واحد يعطي هذا الرجل، فقال عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت به أبداً، ولكني سمعته أكثر من ذلك
(1)
.
الحديث الثالث:
(774 - 3) ما رواه أحمد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه،
أنه سمع ثوبان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
(2)
.
[إسناد حسن إن شاء الله، والحديث صحيح]
(3)
.
(1)
صحيح مسلم (832).
(2)
المسند (5/ 282).
(3)
رجاله ثقات إلا ابن ثوبان، واسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، وقد توبع، جاء في ترجمته:
قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين قال: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صالح الحديث. الجرح والتعديل (5/ 219). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال يحيى في رواية عثمان بن سعيد عنه: عبد الرحمن ضعيف، وأبوه ثقة. الكامل (4/ 281).
وقال معاوية عن يحيى: ضعيف يكتب حديثه على ضعفه، وكان رجلاً صالحاً. المرجع السابق.
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: ابن ثوبان أحاديثه مناكير. الجرح والتعديل (5/ 219).
وقال أيضاً: لم يكن بالقوي في الحديث. ضعفاء العقيلي (2/ 326).
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة. الجرح والتعديل (5/ 219).
وسئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: فقال شامي لا بأس به. المرجع السابق.
وقال العجلي: شامي لا بأس به. معرفة الثقات (2/ 73).
وقال ابن حبان: من صالحي أهل الشام، ممن صحب نافعاً زماناً، وكان ثبتاً قد عمر. المشاهير (1439)، وذكره في الثقات (7/ 92).
وقال النسائي: ليس بالقوي. الكامل (4/ 281).
وقال ابن عدي: كان رجلا صالحاً ويكتب حديثه على ضعفه. المرجع السابق.
وقال يعقوب بن شيبة: اختلف أصحابنا فيه، فأما ابن معين فكان يضعفه، وأما علي فكان حسن الرأي فيه، وقال: ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به، وقد حمل عنه الناس. تهذيب التهذيب (6/ 136).
وقال عمرو بن علي: حديث الشاميين ضعيف إلا نفيراً فاستثناه منهم. المرجع السابق. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: ثقة يرمي بالقدر. المرجع السابق، ودحيم من أعلم الناس بأهل الشام.
وفي التقريب: صدوق يخطئ، ورمي بالقدر وتغير بآخرة.
قلت: ما كان من خطئه فقد توبع كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
[تخريج الحديث]
الحديث روي عن ثوبان من عدة طرق،
فقيل: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن ثوبان. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقيل: عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، وهو منقطع.
وقيل: عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان، وهو ضعيف.
الطريق الأول: عن أبي كبشة السلولي، عن ثوبان.
أخرج الحديث أحمد كما في إسناد الباب، والدارمي (656) والطبراني في الكبير (1444) وابن حبان في صحيحه (1037) والبيهقي في شعب الإيمان (2715) من طريق الوليد بن مسلم به.
وأخرجه الطبراني (217) من طريق علي بن الجعد، عن ابن ثوبان به. وهذا الطريق سبق الكلام عليه عند الكلام على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
الطريق الثاني: عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان.
وأخرجه أحمد (5/ 280) والطبراني في مسند الشاميين (1078) عن علي بن عياش زاد أحمد: عصام بن خالد، كلاهما عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان به.
وفي إسناده عبد الرحمن بن ميسرة، ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (5/ 285).
وقال العجلي: شامي تابعي ثقة. معرفة الثقات (2/ 88).
وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 109).
وقال ابن المديني: مجهول. ميزان الاعتدال (4986).
وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. تهذيب التهذيب (6/ 254).
وفي التقريب: مقبول، يعني: إن توبع، وقد توبع.
الطريق الثالث: سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
أخرجه أبو داود الطيالسي (996) والحاكم في المستدرك (447) عن شعبة،
وأحمد (5/ 276) ثنا أبو معاوية،
وأخرجه أيضاً (5/ 282) ثنا وكيع ويعلى،
وأخرجه الحاكم في المستدرك (448) من طريق زائدة،
وأخرجه البيهقي (1/ 82) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن المبارك في الزهد (1040) والحاكم (448)، والبيهقي في شعب الإيمان (2713) وفي السنن الكبرى (1/ 82) من طريق محمد بن عبيد.
وأخرجه البيهقي أيضاً (1/ 457) من طريق ابن نمير، كلهم (شعبة وأبو معاوية ويعلى ووكيع ويعلى وزائدة وأبو بدر شجاع بن الوليد ومحمد بن عبيد وابن نمير رووه) عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان.
وتابع كل من منصور وابن عتيبة: الأعمش في روايته عن سالم.
أخرجه ابن أبي شيبة (35)، وابن ماجه (277) والدارمي (655)، وأبو عبيد في كتاب الطهور (16)، والطبراني في المعجم الأوسط (7019)، وفي المعجم الصغير (1011)، والروياني في مسنده (614)، والحاكم (449)، والبيهقي في شعب الإيمان (2802)، أبو عمر العدني في الإيمان (22)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص: 214)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 293)، من طرق عن منصور، عن سالم به. ولفظ ابن أبي شيبة مختصراً: لا يحافظ على الطهور إلا مؤمن.
ورواه الحارث في مسنده كما في المطالب العالية (218) من طريق منصور، عن سالم ابن أبي الجعد، عن ابن عمر مرفوعاً، فجعله من مسند ابن عمر، قال ابن حجر: هذا مقلوب، والمحفوظ عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. اهـ
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1335) وفي المعجم الصغير (8) من طريق الحكم ابن عتيبة، عن سالم به.
وهذا إسناد منقطع، سالم بن أبي الجعد لم يلق ثوبان، قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى، انظر المراسيل لابن أبي حاتم (79 - 80)، وجامع التحصيل (217)، وتحفة الأشراف (2/ 131).
وقال في مصباح الزجاجة (1/ 41): هذا الحديث رجاله ثقات اثبات، إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان؛ فإنه لم يسمع منه بلا خلاف، لكن له طريق أخرى متصلة، أخرجها أبو داود الطيالسي في مسنده، وأبو يعلى الموصلي، والدارمي في مسنده، وابن حبان في صحيحه من طريق حسان بن عطية، أن أبا كبشة حدثه أنه سمع ثوبان.
ورواه الحاكم من طريق سالم عن ثوبان وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة، قلت: علته أن سالماً لم يسمع من ثوبان، قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيره. الخ كلامه رحمه الله. =