الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التيمم، فقال لي: يا أسلع، قم فتيمم صعيدًا طيبًا: ضربتين، ضربة لوجهك، وضربة لذراعيك، ظاهرهما وباطنهما، فلما انتهينا إلى الماء، قال: يا أسلع قم، فاغتسل
(1)
.
[حديث منكر، وقصة نزول آية التيمم مشهورة في الصحيحين، حين كان الصحابة في سفر، وقد ضاع عقد لعائشة، فقاموا، وليس معهم ماء، وليسوا على ماء، فنزلت آية التيمم، ولم تنزل الآية لهذه الحادثة]
(2)
.
الدليل الرابع:
(1003 - 80) ما رواه الدارقطني من طريق محمد بن إسحاق، عن أبي صالح، حدثني الليث، حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عمير
(1)
شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 113).
(2)
وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 298) رقم 875 من طريق روح بن الفرج المصري وعمرو بن خالد الحراني.
كما رواه أيضًا (876) من طريق يحيى الحماني.
ورواه الدارقطني (1/ 179)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 181) من طريق سعيد بن سليمان ويحيى بن إسحاق
وأخرجه البيهقي في السنن (1/ 208) من طريق آدم بن إياس، ستتهم (روح، وعمرو، والحماني، وسعيد، ويحيى، وآدم)، عن الربيع بن بدر به.
وفي إسناده الربيع بن بدر، قال فيه أحمد بن حنبل: لا يساوي حديثه شيئًا. بحر الدم (289).
وقال أبو حاتم الرازي: لا يشتغل به. الجرح والتعديل (3/ 455).
وقال فيه النسائي والدارقطني: متروك الحديث، الضعفاء والمتروكين (200)، سنن الدارقطني (1/ 99).
كما أن جده عمرو بن جراد، قال عنه الحافظ في التقريب مجهول، وقد ذكرنا في بدء مشروعية التيمم، قصة نزول آية التيمم في الصحيحين، وهي مخالفة لما تفرد به الربيع بن بدر، عن أبيه، عن جده، عن أسلع.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 262): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه الربيع بن بدر مجمع على ضعفه» .
وقال الحافظ في التلخيص (1/ 153): «رواه الدارقطني والطبراني وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف» .
مولى بن عباس، أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث بن الصمة الأنصاري،
فقال أبو الجهيم: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل، فلقيه رجل، فسلم عليه، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه وذراعيه، ثم رد عليه السلام
(1)
.
[ذكر الذراعين في الحديث ليس بمحفوظ، وقد اختلف على أبي صالح عبد الله ابن صالح كاتب الليث في ذكر هذه الزيادة، والحديث في صحيح البخاري، وليس فيه مسح الذراعين]
(2)
.
(1)
سنن الدارقطني (1/ 177)، ومن طريقه البيهقي في السنن (1/ 205).
(2)
اختلف فيه على أبي صالح كاتب الليث:
فرواه محمد بن إسحاق الصغاني، وهو ثقة ثبت، عن أبي صالح به بذكر الذراعين.
ورواه ابن الجارود في المنتقى (127) حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو صالح به، وليس فيه مسح الذراعين، وهو المحفوظ؛ لأنه موافق للفظ البخاري ومسلم.
فقد رواه البخاري من طريق يحيى بن بكير، حدثنا الليث به، وفيه: فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رد عليه. ولم يقل: ذراعيه.
وذكره مسلمًا تعليقًا في صحيحه (369) قال مسلم: وروى الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، فذكر إسناد البخاري ولفظه.
ورواه أبو داود (329) وابن خزيمة (274) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه به، بلفظ البخاري.
قال ابن الجوزي في التحقيق مع التنقيح (1/ 567): «وقد روي من حديث كاتب الليث، وهو مطعون فيه» .
قلت: والذي يجعلنا نجعل الوهم من أبي صالح؛ لأن من روى عنه محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسحاق كلاهما أوثق من أبي صالح، فكان الحمل عليه.
ورواه الدارقطني (1/ 177) من طريق أبي معاذ، أخبرنا أبو عصمة، عن موسى بن عقبة، عن الأعرج،
عن أبي جهيم، قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر جمل، إما من غائط أو من بول، فسلمت عليه، فلم يرد علي السلام، فضرب الحائط بيده ضربة، فمسح بها وجهه، ثم ضرب أخرى، فمسح بها ذراعيه إلى المرفقين، ثم رد السلام.
قال الدارقطني: قال أبو معاذ: وحدثني خارجة، عن عبد الله بن عطاء، عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن أبي جهيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال ابن الجوزي في التحقيق (1/ 567)«وأما حديث أبي جهم فإن أبا عصمة وخارجه متكلم فيهما» .
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (1/ 569): «أبو عصمة في حديث أبي جهيم: هو نوح بن أبي مريم متروك، وخارجه هو ابن مصعب، وقد ضعفوه، وقال محمد بن سعد: تركوه، والأعرج لم يسمع الحديث من أبي جهيم، بل بينهم عمير مولى ابن عباس كما تقدم» .
ورواه الشافعي في الأم (1/ 51) عن إبراهيم بن محمد، عن أبي الحويرث، عن الأعرج، عن ابن الصمة، قال: مررت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبول، فسلمت عليه، فلم يرد علي حتى قام إلى جدار، فحته بعصا كانت معه، ثم مسح يديه على الجدار، فمسح وجهه وذراعيه، ثم رد علي.
ورواه البيهقي (1/ 205) من طريق الشافعي به. قال البيهقي: هذا منقطع: عبد الرحمن الأعرج لم يسمعه من ابن الصمة، إنما سمعه من عمير مولى ابن عباس، عن ابن الصمة
…
إلخ كلامه.
ونقل ابن دقيق العيد في كتاب الإمام (2/ 155) كلام البيهقي، وقال:«قال الأثرم: وأما حديث أبي جهم، فإنما هو حديث إبراهيم بن أبي يحيى، وهو متروك» .
فالمحفوظ من حديث أبي جهم أنه ليس فيه ذكر للذراعين، وإنما المعروف من حديثه أنه مسح وجهه ويديه، والله أعلم.