الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأصاب [خاصرة الرجل الذي فيها]، فضرط. فقال النبطي:"في الجواليق شر"، فذهبت مثلا.
"فلما توسطت الإبل المدينة أنيخت. ودل قصير عمراً على باب النفق قبل ذلك، وخرجت الرجال من الغرائر، وصاحوا بأهل المدينة ووضعوا فيهم السلاح. وقال عمرو على باب النفق، وأقبلت الزباء مبادرة النفق لتدخله، فأبصرت عمراً واقفاً، فعرفته بالصورة التي كان مصورها قد أتقنها، فمصت خاتمها وكان فيه سم، وقالت: "بيدي لا بيدك يا عمرو". فذهبت مثلاً. وجللها عمرو بالسيف فقتلها، وأصاب ما أصاب من أهل المدينة، وانكفأ راجعاً إلى العراق".
قال البيهقي: وتفرق جند الزباء، وليس بعدها للعمالقة هنالك خبر مذكور.
تاريخ أميم بن لاود بن سام
قال البيهقي: ليس لها من النباهة من العرب البائدة ما لأخوتها، ومع ذلك فإنها مذكورة في أشعار العرب وأخبارها. وكانت قد نزلت أبان من ديار نجد [الذي]
سكنته بعد هذا فزاره. ولحقها ما لحق العرب البائدة، وتغلب عليها بنو إسماعيل فأهلكوها.
وقيل: إن أميم كان له ولدان: فارس، وهو أبو الفرس نزل بأرضهم المنسوبة إليهم، وتوارث بنوه الملك هنالك، وانفصلوا عن العرب، والولد الآخر وبار، وهي أمة مشهورة، في القدم نزلت رمل عالج ما بين اليمامة والشحر، فطغت وكفرت، فأهلكها الله وخرب بلادها، فسكنتها الجن فلا يألفها بعدها إنسي. وضربت العرب بها الأمثال، وخوفت من سلوك أقطارها.
وذكر الطبري أن جذيمة الوضاح ملك العرب بريف العراق من وبار بن أميم. قال: "وكان من أفضل ملوك العرب رأيا، وأبعدهم مغاراً، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزماً، وغزا بالجيوش. وكان به برص فكانت العرب تكني عن ذلك فتقول: جذيمة الوضاح وجذيمة الأبرش. وكانت منازله فيما بين الحيرة والأنبار وبقة وهيت وناحيتها وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير وخفية وتجبى إليه الأموال، وتفد
عليه الوفود. وكان غزا طسما وجديسا في منازلهم من اليمامة، فأصاب حسان بن تبع قد غزاها، فانكفأ راجعا لجذيمة. وأتت سرية لتبع على خيل لجذيمة فاجتاحها، فبلغه خبرهم، فقال شعراً منه البيت المشهور الذي يستشهد به النحاة:
ربما أوفيت في علم
…
ترفعن ثوبي شمالات
ومنه:
ثم أبنا غانمي نعم
…
وأناس بعدنا ماتوا"
قال الطبري: "في مغازيه وغاراته على الأمم الخالية من العاربة الأولى يقول الشاعر:
أضحى جذيمة في يبرين موطنه
…
قد حاز ما جمعت في دهرها عاد
قال: "وكان جذيمة قد تنبأ وتكهن، واتخذ صنمين يقال لهما: الضيزنان، ومكانهما بالحيرة معروف، وكان يستسقى بهما، ويستنصر بهما على العدو. وكانت إياد بعين أباغ، وكان يغزوها جذيمة. فأرسلت إياد من سقى سدنة الصنمين خمراً وسرق الصنمين، فأصبحا في إياد. فبعثت إلى جذيمة: إن صنميك أصبحا فنيا زهدا فيك