الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنجزيه نعمى لم تكن بصغيرة
…
بإعطائه الرمح الطويل المقوما
فقد أدركت كفاه فينا جزاءه
…
وأهل بأن يجزى الذي كان أنعما
فأطلقوه ولحق بقومه، فلم يزل كافاً عن غزوهم.
ربيعة بن مكدم بن جذل الطعان
من الأغاني: المعروف في الجاهلية بحامي الظعائن، "أحد فرسان مضر المعدودين وشجعانهم. قتله نبيشة بن حبيب السلمي يوم الكديد"، لقيه مع ظعن من قومه فحماهن، فرماه نبيشة، فقال للظعائن: أوصعن ركابكن حتى تنتهين إلى البيوت، فاني [ميت] لما بي، وسوف أبقى دونكن لهم على العقبة، واعتمد على رمي، فلن يقدموا عليكن ما أقمت مكاني؛ فأوضعن ونجون. وكانت القضية على ما قدره، ولم يتجاسر أحد أن يقربه وهو معتمد على رمحه وقد مات. ولا يعلم قتيل حمى ظعائن قبله، وكان يومئذ غلاما. ولم يقدم عليه القوم إلى أن قال نبيشة: إنه مائل العنق، وما أظنه إلا قد مات! فرمى فرسه فقمصت، فوقع عنها ميتاً.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن معدي كرب: أخبرني عن أشجع الناس؛ فقال: ربيعة بن مكدم، وكان قد طارده، فطرده ربيعة، وأسره وجز ناصيته، وقال له: إني أنفس بمثلك عن القتل لما رأى من شجاعته وفروسيته.
وقد ذكر قضيته في حماية الظعائن الأصفهاني في كتاب أفعل؛ وفيها طول، وتلخيصها أنه قتل كل من تعرض له من الفرسان في شأن الظعائن من أصحاب دريد بن الصمة إلى أن انكسر رمحه، ولحقه دريد وقد دنا من حيه، ووجد أصحابه قد قتلوا، فقال: أيها الفارس، إن مثلك لا يقتل، ولا أدري معك رمحاً والخيل ثائرة بأصحابها، فدونك هذا الرمح، فاني منصرف إلى أصحابي فمثبطهم عنك! فانصرف دريد، وقال لأصحابه: إن فارس الظعائن قد حماها، وقتل أصحابكم، وانتزع رمحي، ولا مطمع لكم فيه فانصرفوا! وقال دريد:
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
…
حامي الظعائن فارساً لم يقتل
أردى فوارس لم يكونوا نهزة
…
ثم استمر كأنه لم يفعل
متهلل تندى أسرة وجهه
…
مثل الحسام جلته كف الصيقل
يزجى ظعائنه ويسحب ذيله
…
متوجها يمناه نحو المنزل
وترى الفوارس من مخافة رمحه
…
مثل البغاث خشين وقع الأجدل
وقال ربيعة بن مكدم:
إن كان ينفعك اليقين فسائلي
…
عني الظعائن يوم الأخرم
إذ هي لأول من أتاها نهزة
…
لولا طعان ربيعة بن مكدم
إذ قال لي أدنى الفوارس ميتة
…
خل الظعائن طائعاً لا تندم
فهتكت بالرمح الطويل إهابه
…
فهوى صريعاً لليدين وللفم