الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حلبت الدهر أشطره حياتي
…
ونلت من المنى فوق المزيد
وكافحت الأمور وكافحتني
…
فلم أخضع لمعضلة كؤود
وكدت أنال بالشرف الثريا
…
ولكن لا سبيل إلى الخلود"
ثم ملك بعده ابنه:
مضاض بن عبد المسيح
فغزا وعلا ذكره، "وكان مكتوباً على قبره: عشت ثلاثمائة عام، وأخذت مصر وبيت المقدس، وهزمت الروم بالدرب، ولم يكن لي بد مما تراه؛ وأبيات منها:
كل شيء تأتي عليه الليالي
…
آخر الحزن والسرور الممات"
ثم ملك بعده ابنه:
عمرو بن مضاض
ذكر صاحب التيجان "أنه كان من عادتهم أن يعلقوا التاج على رؤوسهم يوماً، وعلى رتاج الكعبة يوماً؛ وأنه أتى رجل من بني إسرائيل، ومعه در وياقوت للتجارة. فلما وصل إلى مكة غيب عن عمرو أفخر ما عنده، فغضب عمرو، ونزع ما وجد عند التاجر وجعله في التاج. فترصد
التاجر الإسرائيلي الغفلة في الذي يحمل التاج إلى الكعبة في يومها، فقتله وأخذ التاج، وركب وسرى تحت الليل، وخفي أمره إلى أن جاء الخبر من بيت المقدس؛ وكان صاحب أمرهم فاران بن يعقوب من سبط يامين. فأرسل له في التاج أن يرده، فأبى وقال: إني أعلقته على بيت المقدس! فنشأ بينهما في ذلك حرب، فخرج إليه عمرو في مائة ألف فارس، ونصرته قضاعة، ونصر فاران إخوته الروم".
وسار فاران حتى نزل جبل فاران عند مكة، فسمي باسمه، وكان معه ابن ملك الروم. ولما تقعقعت السلاح بينهم سمي ذلك الموضع: قعيقعان. وأدرك عمر وفاران على تل فقتله، فسمي: تل فاران؛ وقتل ابن ملك الروم.
ثم مضى عمرو إلى بيت المقدس وأخذ التاج، فأذعن له بنو إسرائيل بالطاعة، وتزوج برة بنت شمعون أجمل نسائها، ورحل بها.
فلما نزلوا أجياداً عند مكة، عمدت برة إلى حسكة من حديد فسمتها، ثم ألقتها على فراش عمرو عند نومه، وأعدت جمالاً وخيلاً وهربوا بها، ومضوا هاربين إلى بيت الحسكة، وداخله السم فمات. وركبت الخيل في طلب الهاربين، فأدركوهم وردوهم، فقتلوا بأجياد. وكان الأول منهم قد قال للسياف: تحفظ ولا ترفع ولا تخفض، وأنزل السيف على الأجياد؛ فسمي ذلك المكان بأجياد.