الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وولده عبد الله بن الزبير في الصحابة.
أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب
ذكر الأزرقي في كتاب مكة أن أبا طالب ورث الرفادة وهي إطعام الحجاج. وأقامه في الإسلام أبو بكر ثم من بعده من ولاة الأمر.
ومن صحيح مسلم: "قال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبا طالب يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: "نعم، وجدته في غمرات النار، فأخرجته إلى ضحضاح".
ومنه: "أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".
وفي السيرة من نصرته النبي صلى الله عليه، وأشعاره في مخاطبة قريش من أجله، ما يطول ذكره. وأحسن مدحه له عليه السلام قوله من قصيدة أنشدها صاحب السيرة:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
…
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم
…
فهم عنده في نعمة وتواصل
كذبتم وبيت الله نقتل محمداً
…
ولما نقاتل دونه ونناضل
ولا ننتهي حتى نصرع دونه
…
ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ومن المشهور أن النبي عليه السلام لما استسقى فسقي، وجاء الناس يصيحون: الغرق! الغرق! فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فانجابت عن المدينة حتى صارت كالإكليل، ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: "لله در أبي طالب لو كان حياً لأقررت عينه! من ينشدها
قوله؟ فقام علي وقال: يا رسول الله، أردت قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه؟ قال: أجل".
وكان صلى الله عليه حريصاً على إسلامه حتى نزلت "إنك لا تهدي من أحببت". ولما احتضر حرص به أن يقول الكلمة ليموت على الإسلام، وتشهد له بها، فقال: لولا أن تعيرني قريش لأقررت بها عينك! ومن المعارف: "مات أبو طالب قبل الهجرة بثلاث سنين وأربعة أشهر"، و"كان أعرج".
وقال البيهقي: كان معدوداً في خطباء قريش. وذكر أن أبا جهل وغيره من مردة قريش قالوا له: كم تحامي عن محمد! إن كنت تعلم أن على الحق فصدقه واتبعه؛ فقال: الأنفة تمنعني أن أكون تبعاً لابن أخي، وأن أقر أن أبي كان ضالا، وكذلك أنا حتى هداني؛ والحمية تمنعني أن أسلمه إليكم. وذكر أنه كان يرى ابنه علياً يصلي، فيقول له: نعم ما تصنع! اتبع ابن عمك! وكانوا يحرضون به أن يصلي فيقول: والله لا علتني أبداً! يعني عجيزته عند السجدة.