الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنو عمير بن مقاعس
ومن بني عمير بن مقاعس:
السليك بن السلكة
الذي كان يعدو على رجليه فلا تلحقه الخيل. نص ابن حزم على أنه منهم، وأنه أحد أغربة العرب. كانت أمه سوداء، ولذلك يقول من شعر أنشده المبرد في الكامل:
أشاب الرأس أني كل يوم
…
أرى لي خالة وسط الرحال
يشق علي أن يلقين بؤساً
…
ويعجز عن تخلصهن مالي
ومن الأغاني: "
أمه السلكة
، وأبوه عمير بن يثربي، وهو أحد الصعاليك من العرب العدائين الذين كانوا لا تلحقهم الخيل إذا عدوا، منهم: الشنفرى، وتأبط شراً، وعمرو بن براق". "وكان السليك إذا كان الشتاء استودع بيض النعام ماء السماء ودفنه، فإذا كان الصيف وانقطعت إغارة الخيل أغار"، فإذا عطش استخرج ذلك البيض من مواضعه.
"ويقال: إنه أملق مرة فخرج علبى رجليه رجاء أن يصيب غرة من بعض من يمر به، فيذهب بابله، حتى أمسى في ليلة من ليالي الشتاء مقمرة، فاشتمل الصماء ونام. فبينا هو نائم إذ جثم عليه رجل فقال: استأسر! فرفع إليه السليك رأسه، وقال: "الليل طويل وأنت مقمر"، فأرسلها مثلا. فجعل الرجل يهمزه ويقول: استأسر يا خبيث! فلما آذاه ذلك أخرج السليك يده، فضم الرجل ضمة ضرط منها وهو فوقه، فقال السليك: "أضرطاً وأنت الأعلى"! فأرسلها مثلا. ثم قال له السليك: ما أنت؟ فقال: أنا رجل افتقرت، فقلت: لأخرجن فما أرجع إلى أهلي حتى أستغني. قال: فانطلقا فوجدا رجلا قصته مثل قصتهما، فاصطحبوا جميعاً حتى أتوا جوف مراد.
فلما أشرفوا عليه إذا فيه نعم قد ملأ كل شيء من كثرته، فقال لهما السليك: كونا قريبا مني حتى آتي الرعاء، فأعلم [لكما] علم الحي أقريب هو أم بعيد؛
فإن كانوا قريباً رجعت [إليكما] ، وإن كانوا بعيداً قلت [لكما] قولا أومئ [إليكما] فيه.
فانطلق حتى أتى الرعاء، فأعلموه أن الحي بعيد؛ فقال السليك للرعاء: ألا أغنيكم؟ قالوا: بلى! فرفع صوته وأخذ يغني:
يا صاحبي ألا لا حي بالوادي
…
سوى عبيد وآم بين أذواد
أتنظران قريباً ريث غفلتهم
…
أم تغدوان فإن الريح للغادي
فلما سمعا ذلك أتيا السليك، فأطردوا الإبل وذهبوا بها، ولم يبلغ الصريخ الحي حتى فأتوهم بالإبل".
وكان السليك قد لقي رجلاً من خثعم يقال له: مالك بن عمير؛ معه امرأة له من خفاجة يقال لها: النوار. فقال له الخثعمي: أنا أفدي نفسي منك،
فرجع إلى قومها وخلف امرأته رهينة معه فنكحها السليك. وبلغ ذلك شبيل بن قلادة، وأنس بن مدرك الخثعميين، فخالفا إلى السليك على غفلة، فشد عليه أنس فقتله وقتل شبيل وأصحابه من كان معه.
والذي يغنى به من شعر السليك قوله:
من الخفرات لم تفضح أخاها
…
ولم ترفع لوالدها شنارا
يعاف وصال ذات البذل قلبي
…
ويتبع الممنعة النوارا
أمه السلكة
من واجب الأدب: السلكة هي الحجلة، وكان الأصمعي يقدم قولها في رثاء ابنها:
طاف يبغي نجوة
…
من هلاك فهلك
ليت شعري ضلة
…
أي شيء قتلك؟
أمريض لم تعد
…
أم عدو خلتك؟
أم نزال من فتى
…
جد حتى جدلك؟