الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمهات. قال ربيعة: والغسق والشفق ما لبني كلاب ورباب من حق، فانصرف يا عبد المطلب على الصواب وفصل الخطاب! فوهب عبد المطلب المال لحرب بن أمية.
الحارث بن السليل الأسدي
من حلى العلا: كان حليفا لعلقمة الطائي، فزاره في بعض الأوقات، فرأى بنتاً له لم يكن في وقتها أجمل منها، فأعجب بها فخطبها لأبيها. فقال علقمة: امرؤ كريم نقبل منه الصفو ونأخذ العفو، فأقم ننظر في أمرك.
ثم انكفأ إلى أمها فقال لها: إن الحارث بن السليل سيد قومه، فلا ينصرف إلا بحاجته، فأديري ابنتك على رأيها في أمره. فقالت لها: أي بنية، أي الرجال أحب إليك: الكهل الجحجاح، الفاضل المناح، أم الفتى الوضاح، الدموك الطماح؟ فقالت: الفتى الوضاح! قالت: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك؛ وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل كالحدث السن الكثير المن. قالت:
يا أمتاه، إن الفتاة تحب الفتى كما تحب الرعاء لين الكلا. فقالت لها: أي بنية، إن الفتى كثير الحجاب، كثير العتاب. قالت: يا أمتاه، أخشى الشيخ أن يدنس ثيابي، ويشمت بي أترابي! فلم تزل بها أمها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها وحملها إلى قومه. فبينا هو ذات يوم بفناء بيته، وهي جالسة إلى جنبه، إذ أقبل فتيان يعتجلون في مشيهم، فتنفست الصعداء، وأرخت عينيها [بالبكاء] فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: مالي وللشيوخ الناهضين كالفروخ! [فقال] : ثكلتك أمك "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، أما وأبيك لرب غارة شهدتها، وخيل وزعتها، وسبية أردفتها، وخمر سباتها، فالحقي بأهلك! ثم قال:
تهزأت أن رأتني لابساً كبراً
…
وغاية الناس بين الموت والكبر