الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنو فهم بن عمرو
لا ذكر لهم الآن في الحجاز ولا في غيره، ولهم أعلام في الجاهلية والإسلام.
تأبط شراً الفهمي
من واجب الأدب: قيل: اسمه ثابت بن جابر؛ وقيل ابن عميثل. واختلف في سبب لقبه: لأنه جاء إلى أهله بجراب فيه حيات، فقيل: تأبط شراً؛ وقيل: لأنه قتل الغول، ثم جاء بها في جوف الليل إلى أصحابه.
"وكان يكثر الغارات على هذيل، فرصدته حتى أتى مع أصحابه إلى غار في جوف جبل، فتدلى له بحبل، فعلمت به هذيل فجاءت، وهرب أصحابه. وحركوا الحبل، فرفع رأسهم فرآهم، فقالوا له: اطلع! فقال: على أن تطلقوني بالفداء! فقالوا: لا شرط لك، فقال: فأراكم قاتلي وأخذي جناي - وكان قد اشتار من الغار عسلاً - والله لا أفعل! ثم جعل يسيل العسل على فم الغار، وعمد إلى الزق فشده على صدره وألصقه بالعسل، فلم يزل يزلق إلى أن أنزله إلى أسفل الجبل، ففاتهم وبين الموضع الذي وقع فيه وموضعهم مسيرة ثلاثة أيام. وفي ذلك يقول أبياته التي في الحماسة:
إذا المرء لم يحتل وقد جد جده
…
أضاع وقاسى أمره وهو مدبر
ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلا
…
به الخطب إلا وهو للقصد مبصر
فذاك قريع الدهر ما عاش حول
…
إذا جاش منه منخر جاش منخر
أقول للحيان وقد صفرت لهم
…
وطابي ويومي ضيق الباع معسر
هما خطتا: إما إسار ومنة
…
وإما دم والقتل بالحر أجدر
وأخرى أصادي النفس عنها وإنها
…
لمورد حزم إن فعلت ومصدر
فرشت لها صدري فزل عن الصفا
…
به جؤجؤ عبل ومتن محضر
فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا
…
به كدحة والموت خزيان ينظر
فأبت إلى فهم وما كنت آبياً
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ومما أنشده صاحب الحماسة من مختار شعره قوله:
وإني لمهد من ثنائي فقاصد
…
به لابن عم الصدق شمس بن مالك
أهز به في ندوة الحي عطفه
…
كما هز عطفي بالهجان الأوارك
قليل التشكي للمهم يصيبه
…
كثير النوى شتى الهوى والمسالك
يظل بموماة ويضحي بغيرها
…
وحيداً ويعروري ظهور المهالك
ويسبق وفد الريح من حيث تنتحي
…
بمنخرق من شده المتدارك
إذا حاص عينيه كرى النوم لم يزل
…
له كالئ من حد أخلق صائك
يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي
…
بحيث
اهتدت أم النجوم الشوابك
[بنو عدوان بن عمرو] 000000000000000000000000000000000000000000000000 [عامر بن الظرب] 000000000000000000000000000000000000000000000000
وأرمي بطرفي إذا ما نظرت
…
كأن على الطرف مني غماما
وقال في أثناء كلامه: ولا تسألوا أميركم أكثر من ماله، فيعجز ويموت في أيديكم، فتكون حسرة عليكم. وأوصيكم بالضيف فلا يخرج إلا وهو مكموم الفم باحسانكم. وإذا نكح فيكم الغريب فاختاروا له أهل العفاف من نسائكم؛ فإنه
أستر لعرضكم. وعليكم بالصلات فإنها تزرع المودة. وإياكم والغيبة فإنها توغر القلوب، وتفرق الجماعة. واذكروا قومكم إذا غالوا عنكم بما تحبون أن يذكروه منكم إذا غبتم.
وذكر أنه أدرك كنانة بن جذيمة وهو شيخ محجوب، فأخبره أنه قد آن خروج نبي اسمه محمد صلى الله عليه، وأوصى بأتباعه.
ثم قال: وإياكم وعهد الملك قابوس، فإنه حليم ما استحلم، سفيه ما استسفه.
وذكر أنه كان خطيب سوق عكاظ غير مدافع في زمانه.
ومن واجب الأدب: كان حكيم العرب، وحرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال:
إن أشرب الخمر أشربها للذتها
…
وإن أدعها فاني فارك قال
سئالة للفتي ما ليس في يده
…
ذهابة بعقول القوم والمال
ولما طال عمره صار بما يهفو في أحكامه، فتقرع له العصا بنته، فيعود إلى الإصابة ويتنبه. وفي ذلك يقول الشاعر:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
…
وما علم الإنسان إلا ليعلما
وفي الأغاني ذكره.
ومن نثر الدر: زوج ابنته من ابن أخيه، فلما أراد تحويلها إليه قال لأمها: مري ابنتك ألا تنزل مفازة إلا ومعها الماء؛ فإنه للأعلى جلاء، وللأسفل نقاء. ولا تكثر مضاجعة الرجل؛ فإنه إذا مل البدن مل القلب، ولا تمنعه شهوته؛ فإن الحظوة الموافقة.
فلم تلبث شهراً أن جاءته مشجوجة، فقال له: يا ابن أخي، ارفع عصاك عن بكرتك [تسكن] ؛ فإن كانت نفرت من غير أن تنفر فذاك الداء الذي ليس له دواء، وإن لم يكن بينكما وماق فمذاق الخلع خير من الطلاق! فرد عليه صداقه وخلعها منه، وهو أول خلع كان في العرب.