الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد تقدم في تاريخ بني إسرائيل سبب دخول آبائهم إلى ديار العرب، وأن ذلك كان في زمن موسى ويوشع عليهما السلام، فسكنوا بالمدينة، وخيبر وحصونها.
واشتهر من أعلامهم ملوك مارد والأبلق. قال أبو عبيدة في الأمثال: مارد هو حصن دومة الجندل، والأبلق حصن تيماء.
وقال البيهقي: كان أحدهما بالحجارة البيض، والآخر بالحجارة السود. وقيل الأبلق بحجارة سود وبيض.
وغزتهما الزباء، وبهما اليهود من نسل هرون، فقالت حين استصعبا عليها:"تمرد مارد وعز الأبلق".
وفي معجم ياقوت: أن مارداً هو حصن دومة الجندل قرب جبل طيء، وهو حصن أكيدر بن عبد الملك الكلبي، وقيل: السكوني. ولما نقض الصلح أجلاه عمر رضي الله عنه من مارد.
شريح بن عاديا الهروني
من واجب الأدب: هو من ولد هرون بن عمران عليه السلام، ورث ملك درمة الجندل وأرض تيماء عن سلفه الذين دخلوا بلاد العرب من الشام، وغلبوا على بأيديهم منها.
وهو من شعراء الأغاني، وإليه تنسب القصيدة التي تنسب لابنه السموأل، أنشدها أبو تمام في حماسته، وهي من غر القصائد، وهي:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
…
فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
…
فليس إلى حسن الثناء سبيل
تعيرنا أنا قليل عديدنا
…
فقلت لها: إن الكرام قليل
وما ضرنا أنا قليل وجارنا
…
عزيز وجار الأكثرين ذليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا
…
شباب تسامى للعلا وكهول
لنا جبل يحتله من نجيره
…
منيع يرد الطرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى وسما به
…
إلى النجم فرع لا ينال طويل
هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكره
…
يعز على من راقه ويطول
وإنا لقوم لا نرى القتل سبه
…
إذا ما رأته عامر وسلول
يقرب حب الموت آجالنا لنا
…
وتكرهه آجالهم فتطول
وما مات منا سيد حتف أنفه
…
ولا طل منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا
…
وليست على غير الظبات تسيل
صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا
…
إناث أطابت حملنا وفحول
فنحن كماء المزن ما في نصابنا
…
كهام، ولا فينا يعد بخيل