الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنت كبيرنا لم يكن لتخف إليه. قال: فليأت من يبلغه عني؛ فانتدب رجلان لرسالته. فلما وصلا إلى النبي عليه السلام قالا: نحن رسولا أكثم بن صيفي، وهو يسألك: من أنت؟ وما أنت؟ وفيم جئت؟ فقال صلى الله عليه: أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله؛ ثم تلا عليهما "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" (الآية) . فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألنا عنه فوجدناه زاكي النسب، واسطاً في مضر، وقد رمى إلينا بكلمات قد حفظناها. فلما سمعها أكثم قال: أي قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوساً ولا تكونوا أذناباً، وكونوا فيها أولا ولا تكونوا فيه آخراً.
ولم يلبث أن حضرته الوفاة ولم يصح إسلامه، فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فإنه لا بُقيا عليهما".
أوس بن حجر الأسيدي
من الأغاني: "من شعراء الجاهلية وفحولها. قال أبو عمرو بن العلاء: كان أوس بن حجر شاعر مضر حتى أسطقه النابغة وزهير، وهو شاعر تميم في الجاهلية غير مدافع".
"وكان غزلا مغرماً بالنساء. وخرج في سفر، حتى إذا كان بأرض بني أسد في جهة ناظرة، وبينا هو يسبر إذ جالت ناقته فصرعته فاندقت فخذه، فبات مكانه؛ حتى إذا أصبح غدا جواري الحي يجنين الكمأة وغيرها من نبات الأرض، والناس في ربيع، فأبصرنه ملقى ففزعن وهربن، فدعا بجارية منهن فقال لها: من أنت؟ قالت: حليمة بنت فضالة بن كلدة _ وكانت أصغرهن، فأعطاها حجراً وقال: اذهبي إلى أبيك، فقولي: ابن هذا يقرئك السلام! فأتته فأخبرته، فقال: يا بنية، لقد أتيت أباك بمدح طويل أو هجاء طويل. ثم احتمل [هو] وأهله حتى بنى عليه بيته حيث صرع، وقال: لا أتحول أبداً أو تبرأ. وكانت حليمة تقوم عليه حتى استقل".
قال: ثم مات فضالة، فقال أوس يرثيه في عدة قصائد، أجلها وأشهرها قصيدته التي منها:
أيتها النفس أجملي جزعاً
…
إن الذي تحذرين قد وقعا
إن الذي جمع السياة والن
…
جدة والحزم والتقى جمعا
المخلف المتلف المرزأ لم
…
يمتع بضعف ولم يمت طبعا
وشعره الذي يغنى به قوله:
إني أرقت ولم تأرق معي صاح
…
لمستكف بعيد النوم لماح
دان مسف فويق الأرض هيدبه
…
يكاد يدفعه من قام بالراح
كأنما بين أعلاه وأسفله
…
ريط منشرة أو ضوء مصباح
ومن العمدة أن زهيراً كان راويته، وكان يتوكأ على شعره، وقد حكى الحاتمي في ابتداءات المراثي قوله: أيتها النفس أجملي جزعاً (البيت) وكان الأصمعي يقول: هذا أحسن ابتداء وقع للعرب؛ ألا تراه كيف دلك من أول ما نطق به على مراده؟ ومن واجب الأدب: من فرائد أوس بن حجر قوله: