الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنه الرائش الحارث بن ذي شدد
يقال له: الرائش الأصغر، ويعرف أيضاً بذي مراثد. وهنا اختلاف كثير بين المصنفين. ومن الرائش الحارث ابتدأ ابن قتيبة في المعارف بعد حمير بن سبأ، وكلك الأصفهاني في طبقات تواريخ الأمم.
وقال ابن قتيبة: "إن الملك لم يزل في ولد حمير بعده، لكن ملكهم لا يعدو اليمن، ولا يغزو أحد منهم حتى مضت قرون، وصار الملك إلى الرائش الحارث، فكان أول من غزا منهم وأصاب الغنائم، وأدخلها اليمن، فسمي: الرائش، لأنه راش الناس بتلك النعم.
وقال الأصفهاني: "هو تبع الأول، وكان الملك قبله مقسماً بين صاحب سبأ وصاحب حضرموت وغيرهما، فاجتمع له ذلك، وتبعه الجميع، فقيل له: تبع". وذكر انه كان بينه وبين حمير خمسة عشر أباً، وذكر نسبه على هذه الصورة: الحارث [بن قيس] بن صيفي بن سبأ الأصغر.
والاعتماد على ما ذكره ابن هشام في التيجان عن علماء اليمن، وهو عمود الترتيب الذي بنينا عليه.
وكان لقب الملك قبله من ملوك اليمن: مأرب، باسم المدينة التي كانوا ينزلونها، إلى أن تبع أهل اليمن وحضرموت الرائش الحارث، فعرف بتبع، فجرى عليهم هذا الاسم.
قال صاحب التيجان: "كان قد غزا الهند قبل الرائش من ملوكهم أربعة: سبأ، وحمير، وواثل، والسكسك. وأبقوا عليهم خراجاً يحملونه إلى اليمن. فلما ولي الرائش، وجاءته هدايا الهند، رأى فيها من العجائب واللطائف ما حمله على غزو الهند، فوصل إليها، وبنى فيها مدينة سماها: الرائش". قال: "وهي مدينة الهند العظمى التي تسميها الهند: الرائد، وبها ملكهم إلى اليوم".
"وأوقع بالسند، ودوخ أذربيجان وأرمينية، وقابلته ملوك الأرض بما يقابل به الملوك العظماء، وكتب على صخور في الأقطار ما سنح لخاطره، فكان من ذلك:
يا جازعاً أرض خراسان
…
ملججاً في أرض تركان
ومنه: إن الرائش ذا مراثد، سيد الأوابد، بلغ من الدنيا أمله، وبقي ينتظر أجله.
ثم نزل غمدان، ومات عن مائة عام وخمسة وأربعين عاماً".