الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنو عبس بن بغيض
أما عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان فإن بطونها اقتصرت في النسب إليها، وليست من الجماجم.
قال البيهقي: وعبس إحدى جمرات العرب.
ولها أعلام في الجاهلية والإسلام.
زهير بن جذيمة
من بني رواحة بن الحارث بن قطيعة بن عبس؛ كان سيد غطفان في الجاهلية، وقتله خالد بن جعفر بن كلاب. وهو القائل: الحرب ثكل، والدعة مذلة.
ورقاء بن زهير
ورث ياسة غطفان عن أبيه. وكان لما قتل أباه خالد في الجاهلية أقبل ورقاء بسيفه على خالد، وكان عليه درع، فنبا السيف، فقال ورقاء:
رأيت زهيراً تحت كلكل خالد
…
فأقبلت أسعى كالعجول أبادر
فشلت يميني حين أضرب خالداً
…
فيمنعه مني الحديد المظاهر
أخوه قيس الحفاظ بن زهير
من واجب الأدب: فارس حرب داحس، وصاحب تدبيرها، والمشار إليه فيها.
وسبب حرب داحس - وهي من أعظم حروب الجاهلية، تفانت فيها رؤساء عبس وذبيان - أن قيس بن زهير سيد عبس، وحذيفة بن بدر الفزاري سيد ذبيان تخاطرا على سباق، فأجرى قيس داحساً والغبراء، وأجرى حذيفة قزرلا والخطار والخيفاء؛ فجلس أهل حذيفة على الطريق _ وكان المضمار أربعين ليلة، والغاية مائة غلوة - فجاءت الغبراء سابقة فلطموها وردوها، فقال قيس: سبقت! فدفعوه عن ذلك وتشاجروا، فقال قيس: أعطونا بعيراً واحداً ننحره لأهل الماء؛ فقال جذيفة: ما كنا لنقر لك بالسبق! فرحل عنهم، وكان ذلك سبب الحرب.
وقتل قيس حذيفة وأخاه حملا، وقال:
شفيت النفس من حمل بن بدر
…
وسيفي من حذيفة قد شفاني
فان أك قد بردت بهم غليلي
…
فلم أقطع بهم إلا بناني
ولم يرث أحد من قتله إلا قيس.
وقال في حمل بن بدر:
تعلم أن خير الناس ميت
…
على جفر الهباءة ما يريم
ولولا بغيه مازلت أبكي
…
عليه الدهر ما بدت النجوم
ولكن الفتى حمل بن بدر
…
بغى والبغي مرتعه وخيم
أظن الحلم دل علي قومي
…
وقد يستجهل الرجل الحليم
وقتل في هذه الحرب مالك بن زهير أخو قيس، وكان من عظماء غطفان، ورثاه الربيع بن زياد، وعنترة بقوله:
فلله عينا من رأى مثل مالك
…
عقيرة قوم أن جرى فرسان
فليتهما لم يجريا نصف غلوة
…
وليتهما لم يرسلا لرهان
وليتهما ماتا جميعاً ببلدة
…
وليتهما غابا فلا يريان
ويضرب المثل بقيس بن زهير في الدهاء، ومن كلامه، أربعة لا يطاقون: عبد إذا ملك، ونذل إذا شبع، وأمة إذا ورثت، وقبيحة إذا تزوجت.
وتغرب قيس وأسن، وضعف عن طلب الحرب. وحكى العسكري في الرسالة الشاملة أنه لما أسن، وقعد عن الغارات، اشتدت فاقته؛ فخرج يوماً وأبصر قوما يشتوون لحماً، فلما وجد رائحة القتار دب إليهم، فسألهم أن يطعموه _ ولم يعرفوه _ فردوه أقبح رد؛ فقال: إن بطناً حملتني على هذه الخطة لحقيق ألا يدخلها طعام ولا شراب! وأمسك عن ذلك حتى مات.
ومن نثر الدر: لما قتل قيس بن زهير أهل الهباءة، وخرج حتى لحق بالنمر بن قاسط، قال: يا معشر النمر، أنا قيس بن زهير، غريب حديب طريد شريد موتور، فانظروا لي امرأة قد أدبها الغنى، وأذلها الفقر؛ فزوجوه امرأة منهم. فقال: إني لا أقيم فيكم حتى أخبركم بأخلاقي: إني فخور غيور آنف، ولست أفخر حتى أبتلى، ولا أغار حتى أرى، ولا آنف حتى أظلم! فرضوا أخلاقه، وأقام فيهم حتى ولد له، ثم أراد التحول فقال: إني أرى لكم علي حقاً بمصاهرتي إياكم، ومقامي بين أظهركم، وإني أوصيكم بخصال آمركم بها، وأنهاكم عن خصال: عليكم بالأناة فإن بها تدرك الحاجة وتنال الفرصة، وتسويد من لا تعابون بتسويده، والوفاء فان به يعيش الناس، وإعطاء ما تريدون إعطاءه قبل المسألة، ومنع ما تريدون منعه قبل [الإلحاح] ، وإجارة الجار على الدهر، وتنفيس البيوت عن منازل الأيامى، وخلط الضيف بالعيال. وأنهاكم عن الرهان ففيه ثكلت مالكاً أخي، وعن البغي فإنه صرع زهيراً أبي، وعن السرف في