الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنه أمية بن أبي الصلت
من الأغاني: "أمه رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف"، وكان قد قرأ كتب الله عز وجل، وكان يأتي في شعره بأشياء لا يعرفها العرب: كان يسمي الله في شعره السليطيط، وفي مكان آخر التغرور، فقال:"إن السليطيط فوق الأرض مقتدر" قال ابن قتيبة: "علماؤنا لا يحتجون بشعره لهذه العلة".
"وكان قد لبس المسوح، وتبع _ على زعمه _ دين إبراهيم وإسماعيل، وحرم الخمر، وشك في الأوثان، وطمع في النبوة؛ لأنه قرأ في الكتب أن نبياً سيبعث من العرب، وكان يرجو أن يكون هو. فلما بعث النبي عليه السلام، فقيل له: هذا الذي كنت تقول فيه، فحسده وقال: إنما كنت أرجو أن أكونه؛ فأنزل الله عز وجل "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها" (الآية)، وهو القائل:
كل دين يوم القيامة عند ال
…
له إلا دين الخنيفة زور
وكان يحرض قريشاً بعد وقعة بدر، وكان يرثي من قتل فيها من قريش: فمن ذلك قوله:
ماذا ببدر والعقن
…
قل من مرازبة جحاجح
وهي قصيدة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن روايتها".
"وقال الزهري: خرج أمية في سفر، فنزلوا منزلا، فأم أمية وجها وصعد في كثيب، فرفعت له كنيسة فانتهى إليها، فإذا شيخ جالس، فقال لأمية حين رآه: إنك لمتبوع، فمن أين يأتيك رئيك؟ قال: من شقي الأيسر؛ قال: فأي الثياب أحب إليك أن يلقك فيها؟ قال: السواد، قال كدت والله أن تكون نبي العرب ولست به، هذا خاطر من الجن وليس بملك؛ فإن نبي العرب صاحب هذا الأمر
يأتيه تابعه من شقه الأيمن، وأحب الثياب أن يلقاه فيها البياض".
ومن مشهور شعر أمية قوله يعاتب ابناً له:
غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً
…
تعل بما أجبي إليك وتنهل
إذا ليلة نالتك بالشكو لم أبت
…
لشكواك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
…
طرقت به دوني فعيناي تهمل
تخاف الردى روحي عليك وإنها
…
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي
…
إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت حبائي منك جبهاً وغلظة
…
كأنك أنت المنعم المتطول
وسميتني باسم المفند رأيه
…
وقلت ولم تصدق: أنا منك أفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
…
فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن
…
علي بمالي دون مالك تبخل
تراخ معداً للخلاف كأنه
…
برد على أهل الصواب موكل
"ولما مرض أمية مرضه الذي مات فيه جعل يقول: قد دنا أجلي، وهذه المرضة آخر مدتي، وأنا أعلم علماً يقيناً أن الحنيفة حق، ولكن الشك يداخلني في محمد! ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا، وأفاق وهو يقول: لبيكما لبيكما هأنذا لديكما لا مالي يفديني! ولا عشيرتي تحميني! ثم أغمي عليه بعد ذلك ساعة أفاق وهو يقول: لبيكما لبيكما هأنذا لديكما لا بري فأعتذر، ولا قوي فأنتصر! ثم أغمي عليه حتى ظنوا أنه قضي نحبه، ثم أفاق وهو يقول: لبيكما لبيكما هأنذا لديكما
محفوف بالنعم
إن تغفر اللهم تغفر جما
…
وأي عبد لك لا ألما
ثم أقبل على القوم وقال: قد جاء وقتي، فكونوا في أهبتي! وحدثهم قليلا حتى أيس القوم من موته، ثم أنشأ يقول:
كل عيش وإن تطاول دهراً
…
قصره مرة إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي
…
في قلال الجبال أرعى الوعولا
اجعل الموت نصب عينيك واحذر
…
غولة الدهر إن للدهر غولا
ثم قضى نحبه، ولم يؤمن بالنبي عليه السلام".
ومن قطب السرور للرقيق أنه كان ينادم عبد الله بن جدعان جواد قريش، فرأى عنده جارية ذهبت بعقله، فكتب إليه:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
…
حياؤك إن شيمتك الحياء