الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمرو الذي هشم الثريد لمعشر
…
بفناء مكة مسنتين عجاف
قال البيهقي: وهاشم معدود في خطباء العرب وبلغائهم، وكان مولده بغزة من بلاد الشام. ولما رحل في شأن الإيلاف على قيصر، قال له قيصر: وما قدر الحاجة إليكم حتى نتكلف لكم هذه الذمة؟ قال: ليس كل من يحسن إليه الملك يكون الملك محتاجاً لما عنده، ولو كان ذلك لقل إحسان الملوك؛ ولأن نأتيك بوجه الضراعة والحاجة إليك خير من أن نأتيك بوجه الاستغناء عنك والدالة عليك! ففسر له كلامه فأعجبه، وأمضى له ما أحب.
وهو كان أكبر ولد عبد مناف سنا وقدراً، وكانت له من رياسات قريش الرفادة والسقاية، ولم يكن له ولد ذكر غير:
عبد المطلب بن هاشم
وبنو هاشم كلها ترجع إليه. قال البيهقي: الصحيح في اسمه أنه شيبة، وعاش مائة وأربعين سنة. وذكر ابن
قتيبة أن شيبة "كان عند أخواله بالمدينة، فقدم به عمه المطلب إلى مكة، فقالوا: عبد المطلب؛ ولزمه هذا الاسم".
قال البيهقي: أما بنو هاشم فذهبوا في الشرف كل مذهب نبوة وخلافة وكثرة وشهرة.
ومن كتاب الإنباه: "إن النبي عليه السلام قال: "إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
ومن كتاب المعاقل: عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي عليه السلام، عن جبريل قال:"فتشت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أر بني أب أفضل من بني هاشم"؛ وهم الموصوفون بالأشراف.
وذكر صاحب الكمائم أن عبد المطلب معدود في خطباء قريش وبلغائهم. ولما وفد وفدهم على سيف بن ذي يزن يهنئونه بأخذ ثأره من الحبشة والاستيلاء على اليمن، خلا معه سيف وبشره بأن النبي صلى الله عليه من ولده، ووهب له وخلع عليه، فخرج وقومه يهنئونه بما يبصرونه عليه وفي يده؛ فقال لهم تهنئوني بما تبصرون، وأنا أهنئ نفسي بما أودعه الملك خاطري مما لم تطلعوا عليه!
ولما جاء ملك الحبشة صاحب الفيل إلى هدم الكعبة خرج له عبد المطلب، فحسب أنه يكلمه في البيت، فلم يقل له في ذلك حرفاً بل سأله في إبل له أغارت الحبشة عليها، فاستقصر همته في ذلك وقال: كنت أحسب أنك تكلمني في هذا البيت الذي هو شرفكم! فقال: إن الإبل لي فكلمتك فيها، وأما البيت فله رب غيري سيمنعه منك! فرد عليه الإبل، وأصبح عبد المطلب ممسكاً بباب الكعبة وهو يقول:
لا غرو أن المرء يم
…
نع رحله فامنع حلالك
لا يغلبن محالهم
…
وصليبهم كيداً محالك
وانصر على آل الصلي_ب وعابديه اليوم آلك
وكانت قريش لعظمتها في العرب، وتوارثها حماية البيت يقال لهم: آل الله.