الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعد بن مالك بن ضبيعة البكري
من واجب الأدب: هو جد طرفة بن العبد، وهو من فرسان حرب وائل. وله الأبيات التي أنشدها أبو تمام في حماسته يحرض بها الحارث بن عباد على طلب ثأر ابنه بجير من مهلهل:
يا بؤس للحرب التي
…
وضعت أراهط فاستراحوا
والحرب لا يبقى لجا
…
حمها التحيل والمراح
إلا الفتى الصبار ذو النجدات والفرس الوقاح
من صد عن نيرانها
…
فأنا ابن قيس لا براح
طرفة بن العبد بن سعد البكري
هو أحد الشعراء الستة الجاهلية؛ لقد لخصت ترجمته من عدة كتب.
قيل للبيد: من أشعر الناس؟ فقال: الملك الضليل، والشاب القتيل، ثم الشيخ أبو عقيل _ يعني امرأ القيس، وطرفة، ونفسه.
قالوا: وطرفة أحسن الثلاثة واحدة عند العلماء، وهي إحدى المعلقات التي منها:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وكان النبي صلى الله عليه يتمثل بهذا البيت. ومن هذه القصيدة:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه
…
خشاشاً كراس الحية المتوقد
إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني
…
عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى
…
[لك الطول] المرخى وثنياه باليد
ومنها في وصف السفينة، وهو من التشبيهات العقم:
يشق حباب الماء حيزومها بها
…
كما قسم الترب المفايل باليد
ومنها:
ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى
…
وجدك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبق العاذلات بشربة
…
كميت متى ما تعل بالماء تزبد
وكري إذا نادى المضاف محنباً
…
كسيد الغضا نبهته المتورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب
…
ببهكنة تحت الخباء الممدد
ومنها:
رأيت بني غبراء لا ينكرونني
…
ولا أهل هذاك الطراف الممدد
وله:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
…
ولن تلين إذا قومتها الخشب
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل
…
وليس ينفع بعد الكبرة الأدب
وله:
تقارب أرواح الرجال إذا التقت
…
فمنهم عدو يتقى وخليل
وإن امرأ لم يعف يوماً فكاهة
…
لمن لم يرد سوءاً بها لجهول
وله:
وفرق عن بيتيك سعد بن مالك
…
وعمراً وعوفا ما تشي وتقول
فأنت على الأدنى شمال عرية
…
شآمية تزوي الوجوه بليل
وأنت على الأقصى صبا غير قرة
…
تذاءب منها مرزغ ومسيل
وأعلم علماً ليس بالظن أنه
…
إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
وإن لسان المرء مالم تكن له
…
حصاة على عوراته لدليل
وله:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى
…
لا ترى الآدب فينا ينتقر
وله:
فسقى ديارك غير مفسدها
…
صوب الربيع وديمة تهمي
وهذا ينشدونه في بديع التتميم.
ومن حديثه أنه كان ينادم النعمان بن المنذر، فأشرفت المتجردة وفي يده جام زجاج فيه شراب، فرأى ظلها فيه، فقال ولم يعقل سكراً:
ألا باء بي الظبي ال
…
ذي يبرق شنفاه
ولولا الملك القاع
…
د قد ألثمني فاه
فرفع النعمان رأسه فرآها، وقد كان اتصل به أنه هجاه، فكره أن يقتله بمحضر قومه، فكتب له وللمتلمس لعامله على البحرين بأن يقتلهما. فأما المتلمس فإنه فك صحيفته فأعطاها غلاماً فقرأها، فرأى فيها ما لم يبعد عن ظنه من القتل، فطرحها وقال ذلك لطرفة فلم يصدقه، وقال: إنك حسدتني على ما في كتابي من خير، وأنا لا أفك خاتم الملك!
ثم وفد على عامل البحرين، فلما قرأ كتابه قال: اختر أي قتلة أقتلك بها، فاختار الفصد في الأكحل، ففصده وجرى دمه حتى هلك.
وقد قيل: إن عمرو بن هند هو الذي أمر بقتله، وإياه يخاطب بقوله:
أبا منذر كانت غروراً صحيفتي
…
ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي
فان كنت مأكولا فكن أنت آكلي
…
فبعض منايا القوم أشرف من بعض
قال الحاتمي: "وأخذ هذا عبد الله بن الحجاج الثعلبي، فقال: