الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ ربيعة
ابن نزار بن معد بن عدنان
بين ربيعة ومضر من الفخر والمناقضات بالأشعار ما يطول ذكره. وكلاهما كثير في العدد والشرف والعز، إلا أن النبوة والخلافة في مضر.
وكان معظم العز لمن حاز البيت من ولد إسماعيل فحازته المضرية، وخرجت ربيعة عن أرجائه، فتشتتت قبائلها، وتفرقت في البلاد، فاختص منهم تغلب وبكر بن وائل بأطراف نجد من شمال الحجاز وشرقه، والبلاد الجزرية والفراتية التي تعرف الآن بديار ربيعة، منها سنجار ونصيبين.
ثم إن تغلب وبكراً وقعت بينهما حرب وائل، فانحازت بكر إلى الجبال، وهي جهات ماردين وميافارقين، فعرفت بديار بكر إلى اليوم. وسكن بنو عجل منهم
مما يلي أرض العراق في جهات ذي قار وقراقر، وسكن بنو حنيفة باليمامة، وسكن عبد القيس بالبحرين، وسكن عنزة في جهة عبد القيس.
ولم يبق الآن من ربيعة طائل على ما كان فيها من الكثرة والعظمة، وتفرقت قبائلها وبطونها في الحواضر والقرارات. ولقد دوخت بلاد ربيعة بالجزيرة الفراتية فلم أجد فيها من يركب فرساً من تغلب ولا بكر، ولا لهم قائمة. وقد صارت دولة العرب هنالك لزبيد من طيء ولعبادة من المضرية، وتغلب وبكر دخلوا في الفلاحين، وامحي عنهم اسم العرب.
ودخلت جزيرة العرب، فسألت: هل بقي في أقطارها أحد من ربيعة؟ فقالوا: لم يبق من يركب الخيل وفيه عربية وحل وترحال غير عنزة، وهم بجهات خيبر، وبني شعبة المشهورين بقطع الطرقات وهتك الأستار في أطراف الحجاز مما يلي اليمن والبحر، وبني عنز في جهة تبالة؛ وغير ذلك لا نعلمه في المشرق ولا في المغرب.
وولدا ربيعة اللذان اشتهر إليهما النسب: أسد وفيه العدد والبيت، وضبيعة.
فأما أسد بن ربيعة فولداه جديلة وعنزة. فأما جديلة فمنها: وائل بن قاسط بن أفصى بن هنب بن دعمي بن جديلة، وأخوه النمر بن قاسط، وعبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة.