الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمه عنبة أم حاتم
من واجب الأدب: كانت نهاية في الجود، وأسرفت حتى لم تبق شيئاً، فقال قومها: لو سلبناها مالها فقاست الفقر لرجعت! فلما فعلوا ذلك ثم ردوا إليها مالها - وقد ظنوا أنها تصير أبخل خلق الله لما كابدته من الحاجة - أنهبته، وأفرطت في الإحسان به، وقالت:
لعمري لقدماً عضني الجوع عضة
…
فاليت ألا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني
…
وإن أنت لم تسطع فعض الأصابعا
وهل ما ترون اليوم إلا طبيعة
…
وكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا!
أوس بن حارثة بن لأم
من بني ثعلبة بن جدعان بن طيء، وكان يضارع حاتماً في الكرم والرياسة. ومن العقد أنه "كان سيد وطيء". وهو ابن سعدي الذي عناه جرير بقوله لعمر بن عبد العزيز:
وما كعب بن مامة وابن سعدي
…
بأجود منك يا عمر الجوادا
ومن واجب الأدب: كان سيد قومه، ونشر الله عقبه، فمنهم بنو لأم الذين هم الآن مشهورون في بلاد طيء، وإن كان فيهم من أولاد حارثة بن لأم من خرج عن عقبة، فإنهم قليل والأغلب ولده.
وكان بينه وبين حاتم على الاشتراك في الرياسة والمنافسة ألطف ما يكون بين اثنين، فتحدث في ذلك جلساء النعمان بن المنذر، وأظهروا التعجب منه. فقال النعمان: والله لأفسدن بينهما! قالوا: لا تقدر على ذلك؛ قال: قلما جرت الرجال في شيء إلا بلغته.
فدخل عليه أوس، فقال: يا أوس، ما الذي يقول حاتم؟ قال: وما يقول؟ قال: يزعم أنه أفضل منك وأشرف. قال: صدق أبيت اللعن، لو كنت أنا وأهلي وولدي لأنهبنا حاتم في مجلس واحد! ثم خرج وهو يقول:
يقول لي النعمان لا من نصيحة
…
أرى حاتماً في فعله متطاولا
له فوقنا باع كما قال حاتم
…
وما النصح فيما بيننا كان حاولا
ثم دخل حاتم على النعمان، فقال له مثل ذلك، فقال: صدق، وأين أقع منه، وله عشرة ذكور [أخسهم] أفضل مني؟ ثم خرج، وهو يقول