الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو أبي هو المقتول في أولها، وخالي قاتله لم يقتل إلى الآن؟ ثم اغتال خاله فقتله، ورجع إلى قومه تغلب، وفارق أمه وقومها.
وكذلك طرأ لهمام بن مرة: وجد غلاماً مطروحاً، فالتقطه فرباه وسماه ناشرة. فلما شب تبين أنه من تغلب، فاغتال همام بن مرة وقتله، وعاد إلى قومه.
وقام بحرب وائل في رياسة بني تغلب من أولها إلى آخرها:
مهلهل بن ربيعة
وهو أخو كليب، وسمي مهلهلا لأنه أول من هلهل الشعر، أي رققه.
واسمه امرؤ القيس، وتلخيص ترجمته من الأغاني والكمائم وواجب الأدب.
قيل: إنه أول من غنى بالشعر من العرب وهلهل صوته، فقيل له مهلهل. وقيل: إن اسمه عدي، واحتجوا بقوله:
ضربت صدرها إلي، وقالت:
…
يا عدياً لقد وقتك الأواقي
وبنته هند أم عمرو بن كلثوم سيد تغلب، وأخته أم امرئ القيس الكندي.
وقالوا: إن هذه البداءة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل له: وأن امرأ القيس الكندي أغار عليها.
ومن يؤثر الأنفة وسهولة الكلام والقدرة على الصنعة والتجويد في فن واحد يقول: الشعراء ثلاثة: جاهلي وهو مهلهل، وإسلامي وهو ابن أبي ربيعة، ومولد وهو ابن الأحنف.
ومن مشهور شعر مهلهل قوله في رثاء أخيه:
أنبئت أن النار بعدك أوقدت
…
واستب بعدك يا كليب المجلس
وتحدثوا في أمر كل عظيمة
…
لو كنت حاضر أمرهم لم ينبسوا
وكان كليب لعظمته لا توقد نار في حيه غير ناره، ولا يتكلم بمحضره لمهابته. وكان كليب يسميه: زير نساء، ويقول له: ما أنت والحرب؟ فلما قتل كليب، وقام مهلهل بحرب البسوس قال في قصيدته المشهورة:
فلو نبش المقابر عن كليب
…
فيخبر بالذنائب أي زير!
ولم يقل في إدراك الثأر أبلغ من قوله:
لقد قتلت بني بكر بربهم
…
حتى بكيت وما يبكي لهم أحد
ومن رثائه قوله:
أزجر العين أن تبكي الطلولا
…
إن في الصدر من كليب غليلا
أنبضوا معجس القسى وأنبض
…
نا كما توعد الفحول الفحولا
لم يطيقوا أن ينزلوا ونزلنا
…
وأخو الحرب من أطاق النزولا
وآل الأمر به إلى أن لم يبق من ينصره ولا من يعينه على القيام بطلب الثأر، ففر إلى اليمن، وجاور جنباً من قبائل اليمن وليست لهم نباهة، فخطبوا بنته فزوجها فيهم، وقال:
أنكحها فقدها الأراقم في
…
جنب، وكان الحباء من أدم
لو بأبانين جاء خاطبها
…
ضرج ما أنف خاطب بدم
ولما ضعف وأسن خرج في بعض أسفاره مع عبدين له، وكان يكلفهما ما تقتضيه همته مما يشق عليهما، فعزما على قتله. فلما أحس ذلك منهما قال: أوصيكما أن ترويا عني بيت شعر، وهو:
من مبلغ الحيين أن مهلهلا
…
لله دركما ودر أبيكما