الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد له أيضاً:
فلأرسلن مع الرياح قصيدة
…
مني مغلغلة إلى القعقاع
ترد المياه فلا تزال غريبة
…
في القوم بين تمثل وسماع
المتلمس الضبيعي
من واجب الأدب والكمائم: اسمه جرير بن عبد المسيح بن ضبيعة بن ربيعة. وهو خال طرفة بن العبد الشاعر، وكانا قد هجيا عمرو بن هند ملك الحيرة، واشتهر قول المتلمس في أمه هند:
ملك يلاعب أمه وقطينها
…
رخو المفاصل أيره كالمرود
بالباب يطلب كل طالب حاجة
…
فإذا خلا فالمرء غير مسدد
ثم حمله الحين على أن وفد عليه مع طرفة واستجدياه، فكتب إليهما كتابين لعامله على البحرين بأن يقتلهما. فاستراب المتلمس بالكتاب، وقال: والله ما أحمله بعد أن عرفني هجوته وأحقدته حتى أعلم ما فيه، ثم دفعه إلى غلام من الكتاب، فوجد فيه أمر العامل بأن يقتله، فألقى الكتاب في نهر، وقال:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله
…
والزاد حتى نعله ألقاها
ونجا هارباً. ولم يسمع منه طرفة، فسعى إلى حينه برجله.
للمتلمس البيت السائر:
قليل المال تصلحه فيبقى
…
ولا يبقى الكثير مع الفساد
وقال أحد الشعراء في أديب بخيل يكثر التمثل بهذا البيت:
ولا يروي من الأشعار شيئاً
…
سوى البيت الثقيل على الفؤاد
قليل المال تصلحه فيبقى=ولا يبقى الكثير مع الفساد ومن مشهور شعر المتلمس قوله:
ولا يقيم على ذل يراد به
…
إلا الأذلان: عير الدار والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته
…
وإذ يشخ فما يرثي له أحد
وله القصيدة ذات الحكم التي منها:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
…
وما علم الإنسان إلا ليعلما
ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي
…
جعلت لهم فوق العرانين ميسما
وما كنت إلا مثل قاطع طفه
…
بكف له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه
…
فلم تجد الأخرى عليها تقدما
أحارث إنا لو تشاط دماؤنا
…
تزايلن حتى لا يمس دم دما
وله:
تفرق أهلي من مقيم وظاعن
…
فلله قلبي أي إلفي يتبع
أقام الذين لا أبالي فراقهم
…
وشط الذين بينهم أتوقع