الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ورد فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن النهي عن سبه، والإشارة إلى أنه كان مسلماً.
ثم انصرف إلى اليمن. وكانت باليمن نار تعبدها حمير، فإذا قرب منها الظالم أهلكته، فطالبهم أسعد بأن يرجعوا إلى دين اليهودية وما ألقى إليه الحبران من شريعة موسى، فجاء أكبرهما إلى تلك النار، فسلم منها الحبران ومعهما التوراة، وأكلت الأوثان. فاتفقت حمير على اليهودية من ذلك الزمان، وهدموا بيتهم الذي كانوا يعبدونه، وكان فيه شيطان يكلمهم؛ واسم البيت المذكور ريام.
قال: ثم اشتدت وطأته على حمير، وكثرت غزواته، فقتلته حمير؛ وثقل عليهم ما كان يأخذهم به من الغزو، فسألوا
ابنه حسان بن أسعد
أن يمالئهم على قتله ويملكوه، فأبى ذلك. ثم قتلوه، واختلفوا فيمن يملكونه بعده، فاضطرتهم الأمور إلى أن ملكوا ابنه حسان بن أسعد، وأخذوا عليه المواثق ألا يؤاخذهم بما كان في أبيه. وكانت مدة عمره ثلاثمائة وعشرين سنة.
وقد ذكر المسعودي في المروج "أن تبعا أبا كرب خرج من ظفار، وهدم ملك العراق في مدة ملوك الطائف، وملك العراق والشام وكثيراً من الشرق، وقال في ذلك شعرا يفتخر به، منه:
إذ حثثنا جيادنا من ظفار
…
ثم سرنا بها مسيراً بعيدا"
ابنه حسان بن أسعد
ذكر المؤرخون وصاحب التيجان أن حمير اجتمعت على حسان بعدما اتفقوا معه على قتل أبيه، فلم يفعل - كما تقدم - واضطروا إلى تقديمه، فأسر في نفسه الفتك بهم. واتفقت في صدر دولته كائنة طسم وجديس باليمامة. وقد تقدم ذلك في تاريخ العرب المبلبلة.
قالوا: ثم رجع حسان من اليمامة بعدما غزا جديساً، وعزم على أن يطيل مغاره، ويطأ أرض العجم والعرب على عادة التبابعة. فتبرمت حمير من معاودة المسير معه، وتشاورت فيما بينها، ولم يخف عنهم أنه يريد إهلاكهم ويتتبع قتلة أبيه، وقد بان لهم ذلك في كيده وسياسته.
فجاءوا إلى أخيه عمرو بن أسعد، وتشاوروا معه في قتله، وقالوا: نحن لا غرض لنا في إخراج الملك عنكم، ولكن نسعى إلى حقن دمائنا، ونطلب حسن سياستنا. فكلهم اتفق على ذلك غير رجل من ذي الكلاع، يقال له: ذو رعين، فإنه حذر عمراً سوء العاقبة، وقال له: إن فعلت ذلك منعت من النوم! فحمله حب الملك على رفض النصيحة، فقال له ذو رعين: أما وقد أبيت إلا ما حملك قومك عليه، فخذ إليك هذه الرقعة، فإذا رأيت أن رأي قومك كان خطأ ففكها وأبصر ما فيها.