الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقولة الأولى: الدفع الإسلامي إلى التعلم والتعليم
ولما كان العلم هو الوسيلة الأولى لبناء الحضارة الإسلامية بناء واقعيا في كل مجال من مجالاتها، وجدنا الإسلام يهيئ كل ما يلزم لدفع المسلمين، صغارهم وكبارهم، رجالهم ونسائهم إلى العلم، عن طريق التعلم والتعليم.
وفي كنوز النصوص والتطبيقات الإسلامية ثروة ضخمة تعلن هذه الحقيقة بإلحاح وتأكيد شديدين.
فمنها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كلها مدرسة تعلم وتعليم كبرى، منذ أول ما بدئ به من الوحي، حتى آخر نفس لفظه من رحلة الحياة الدنيا، إذ توفاه الله.
فأول ما بدئ به من الوحي قول الله تعالى في سورة "العلق: 96 مصحف/ 1 نزول":
ولما اشتد به وجعه قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم قال:
"ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده ".
رواه البخاري عن ابن عباس.
وعلمنا ما يقوله المحتضر إذ كان يقول صلى الله عليه وسلم وهو في حالة الاختصار:
"اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى"1.
ويقول:
"اللهم أعني على غمرات الموت وسكرات الموت"2.
ومن النصوص التي حث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على التعلم والتعليم النصوص التالية:
1-
قوله فيما رواه مسلم عن أبي هريرة:
1 رواه البخاري ومسلم عن عائشة.
2 رواه الترمذي عن عائشة.
"ومن سلك طريقًا يلتمس به علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة".
2-
قوله أيضًا:
"من دعا إلى هُدًى له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا". رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة.
3-
وقوله أيضًا: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم عن أبي هريرة.
4-
ولما خطب صلوات الله عليه في حجة الوداع قال فيما رواه البخاري عن أبي بكرة:
"ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه".
أي: أكثر فهمًا واستيعابًا لمعاني ما يبلغه من الذي سمعه مباشرة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
5-
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"1.
6-
وعن أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير"2.
7-
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
1 رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
2 رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
"من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما صنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر"1.
8-
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"نضر الله امرأً، سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع"2.
9-
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"3.
ووضع القرآن للمسلمين في توجيهاته أسس حوافز المتابعة الدائمة للمعرفة، فمنها النصوص التالية:
الأول: قول الله تعالى في سورة "الإسراء: 17 مصحف/ 50 نزول":
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} .
الثاني: قول الله تعالى في سورة "يوسف: 12 مصحف/ 53 نزول":
{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} .
هذان النصان أساسان فيهما هدم للاغترار بالنفس وحفز على المتابعة.
الثالث: قول الله تعالى في سورة "فصلت: 41 مصحف/ 61 نزول":
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} .
الرابع: قول الله لرسوله في سورة "طه: 20 مصحف/ 45 نزول":
1 رواه أبو داود والترمذي.
2 رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
3 رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.