الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقولة الثانية: أمثلة جدالية من القرآن الكريم
يمر المتبصر في القرآن الكريم بأمثلة جدالية كثيرة، منها صور علمها الله، ومنها صور جرت بين الرسل وأقوامهم حكاها الله لنا، ومنها إجابات وردود تولاها الله بنفسه للرد على مجادلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستطيع المتبصر في هذه الصور أن يتمثل الجدال بالتي هي أحسن في أرقى نماذجه، وأن ينتزع جميع الشروط المطلوبة للجدال بالتي هي أحسن، وجميع القواعد التي يجب مراعاتها فيه، نظرًا إلى أنها هي التطبيقات العملية الراقية له.
وفيما يلي طائفة من هذه الأمثلة:
المثال الأول:
علم الله رسوله محمدًا صلوات الله عليه طريقة من طرق مجادلته المشركين في آية من سورة "الرعد: 13 مصحف/ 96 نزول" وهي قوله تعالى:
الشرح: مرت سورة الرعد بدءًا من مطلعها حتى آخر الآية الخامسة عشر بمراحل من معالجة المشركين بوسائل الإقناع المختلفة، التي تكشف لهم عدم جدوى ما هم به مستمسكون، ثم دعت أساليب الدعوة الحكيمة إلى الانتقال بهم إلى مرحلة المجادلة بالتي هي أحسن، فأنزل الله على رسوله هذه الآية، يعلمه فيها أسلوب المجادلة بالحق، ويرشده إلى أن يستعمل معهم شيئًا من العنف في معاريض القول ردًّا على تهجماتهم الكثيرة، التي أفصحت عنها الآيات السابقات، مع التزام الأدب القولي الرفيع في ذلك.
في هذه الآية يعلم الله رسوله كيف يجادل المشكرين ليردهم بالبرهان القاطع إلى توحيد الإلهية لله وحده، وذلك بنقلهم من الحقائق المسلم بها إلى حقائق أخرى لازمة لها لزومًا عقليًّا، ومرتكزة عليها بحكم البداهة.
وذلك بأن يضع المشركين أمام احتمالين لا ثالث لهما بالنسبة إلى ما هم عليه من شرك:
الاحتمال الأول: أن يكونوا ممن يعتقدون أن الله هو خالق السماوات
والأرض، وهؤلاء هم معظم كفار العرب، وبشأنهم قال الله تعالى في سورة "لقمان: 31 مصحف/ 57 نزول":
وقال أيضًا بشأنهم في سورة "العنكبوت: 29 مصحف/ 85 نزول":
وهذا الاحتمال هو ما أشار إليه صدر الآية التي نُعالج ما فيها من تعليم جدالي للرسول صلوات الله عليه بقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} مع إضافة كل ما فيه معنى الخلق، كالرزق والحياة والموت والنفع والضر، والنصر والهزيمة، أخذًا من دلالة لفظ "رب" الشاملة لكل ذلك في الكون.
الاحتمال الثاني: أن يكونوا ممن يعتقدون تعدد الخالقين، وأن لشركائهم خلقًا مثل خلق الله، وأن ما خلقوه مختلط مع آثار خلق الله من غير تمييز، أو أن لآلهتهم تأثيرات في بعض أعمال الربوبية كالرزق والنصر والهزيمة والنفع والضر ونحو ذلك.
وهذا الاحتمال هو ما أشار إليه آخر الآية بقوله الله تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .
أما الاحتمال الأول فيقول الله لرسوله فيه: قل لهم على سبيل الاستفهام لتنتزع منهم الإقرار: {مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وبما أن معظمهم ممن يعتقدون أن الله هو الخالق الأعظم، فلا بد أن يدركوا أن الله هو الرب فيقولوا في جواب السؤال:"الله" فإذا قالوا هذا فهو نقطة اتفاق بينكم، فأعلنها كما يعلنونها وثبتها كما يثبتونها "قل: الله" أي هو الله.
ثم انتقل بهم من هذه النقطة المسلم بها إلى النقطة الأخرى التي هي محل خلافهم، وهي نقطة توحيد الإلهية، وعند هذه النقطة لا تجد الموحد كبير عناء في إقامة الحجة على وجوب توحيد الإلهية عقلًا، بعد التسليم بتوحيد الربوبية لأن من تفرد بأنه هو الرب أي: الخالق المنعم القادر على كل شيء، والذي بيده النفع والضر، والحياة والموت، وكل من عداه مخلوقون له، فلا بد أن يكون هو وحده المستحق للعبادة، وهو وحده الذي إذا دعي أجاب.
ومتى لزمتهم الحجة البينة حق لك أن تُوجه لهم النقد اللاذع إذا أصروا على شركهم، فقل لهم:{أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} .
هذا استفهام إنكاري يتضمن الإنكار الشديد عليهم في اتخاذهم من دون الله أربابًا ونصراء يعبدونهم كعبادة الله: مع أنهم لا يملكون لنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، فضلًا عن أن يملكوا شيئًا من ذلك لكم، وإذا قد وضحت الحجة ودمغهم البرهان الذي لا يستطيعون الرد عليه، وما زالوا يصرون على الباطل، فاكشف لهم أن طريقة الموحدين هي طريقة العقل السديد، والمنطق الرشيد، والبصر النافذ إلى حقائق الأمور، وهجر الظلمات والسير في النور، أما طريقة المشركين فهي طريقة الجهل والضلالة، والعمى الفكري عن الحقائق، وترك النور والسير في الظلمات، وهيهات أن تستوي طريقة هؤلاء وطريقة أولئك، ومن ثم فلن يستوي هؤلاء وأولئك، والفرق بينهما كالفرق بين الأعمى والبصري والفرق بين طريقتهما كالفرق بين الظلمات والنور.
وإذا كان الأمر كذلك فاضرب لهم مثلين:
أحدهما: يُوضح الفرق بين الموحد العالم بأصول عقيدته وبراهينها، وبين المشرك الذي يخبط في أخلاطه الاعتقادية على جهل.
وثانيهما: يُوضح الفرق بين الحقائق الجلية التي يؤمن بها الموحدون، وبين الجهالات التي يتمسك بها المشركون.
فقل لهم على سبل الاستهفام:
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} .
وأما الاحتمال الثاني: وهو الذي أشارت إليه الآية بقوله تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} .
أي: أم هم ممن جعلوا لله شركاء في ربوبيته، وزعموا بأن هؤلاء الشركاء قد خلقوا مثل خلق الله، فاختلطت عليهم مخلوقات الله بمخلوقات الشركاء، فاشتبه عليهم الأمر، فحيرهم، فأوقع في أنفسهم أنهم قد يكونون مخلوقين من قبل هؤلاء الشركاء، أو أن بيدهم رزقهم أو حياتهم، أو أي شيء يتصل بهم مما ينفعهم أو يضرهم، ومن أجل ذلك عبدوهم، والتجئوا إليه بالدعاء.
فإن كانوا كذلك فابدأ بهم من نقطة التوحيد الأولى، وهي توحيد الربوبية، فأثبت لهم أن الله خالق كل شيء، وأنه هو الواحد القهار، الذي تنفذ مشيئته في كل شيء بسلطان القوة والقهر، وليس لأحد مشاركة الله فيما يقضي به أو يأمر أو يخلق، فقال الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .
وقد أجمل الله لرسوله في هذا النص نقاطًا ثلاثًا من الاستدلال على توحيد الربوبية، فصلها وبسطها في متفرقات من القرآن المجيد:
النقطة الأولى: كون كل شيء في الوجود الحادث مخلوقًا لله تعالى.
النقطة الثانية: كون الله واحدًا في ذاته متفردًا في ربوبيته.
النقطة الثالثة: كون الله قهارًا غالبًا، ومن له القهر على كل شيء فهو الرب حقًّا.
وتفصيل أدلة هذه النقاط الثلاث قد جاء موزعًا في القرآن الكريم، وقد ترك للرسول صلى الله عليه وسلم بيانه للمشركين، في إقامة الحجج لهم على توحيد الربوبية لله تعالى بقدر الحاجة، الذي يلزم عنه عقلًا توحيد الإلهية له، أي: هو وحده المستحق للعبادة، وكل عبادة لغيره شرك به في إلهيته.
المثال الثاني:
ومن المثلة الجدالية الواردة في القرآن الكريم جدال نوح عليه السلام لقومه، قال الله تعالى في سورة "هود: 11 مصحف/ 52 نزول":
ففي هذه النص صورة جدالية بديعة جرت بين نوح عليه السلام وبين قومه، وفي هذه الصورة الجدالية ما يلي:
يبدأ نوح عليه السلام بعرض الحقيقة الدينية التي أمره الله بتبليغها، فيقول لقومه:{إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} .
فيعلن قومه رفض دعوته معللين ذلك بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: يقولون له فيه: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا} .
ويقصدون بذلك أنه لو كان رسولًا لما كان بشرًا مثلهم، لكنه بشر، إذن فهو ليس برسول.
الأمر الثاني: يقولون له فيه: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} .
ويقصدون بذلك أنهم يستنكفون عن أتباعه لوجود لفيف من حوله
قد آمنوا به واتبعوه، ممن يرونهم أراذل قومهم، الذين يستجيبون للأمور من غير روية ودون تفكير أو تبصر.
ويحاولون أن يستدلوا على بطلان دعوته بكون هؤلاء الأراذل في نظرهم قد قبلوها، واستجابوا لها، وهؤلاء في تصورهم يندفعون وراء أفكارهم الأولية الغابرة، فيستجيبون للدعوات دون تأمل وتفكير.
والحقيقة أن عامل الكبر في نفوس الذين كفروا به هو الذي ساهم في صرفهم عن الإيمان، وأن استكبارهم هو الذي جعلهم يتعللون بهذه العلة الضعيفة، ولم يكن عند الذين استجابوا له إلا صفاء فطرتهم التي أرشدتهم إلى الحق فاتبعوه، دون أن يجدوا في أنفسهم موانع تصرفهم عنه.
الأمر الثالث: يقولون له فيه: {وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْل} ويقصدون بذلك أنهم لا يرون لنوح ومن آمن معه أمورًا دنيوية زائدة، قد فضلهم الله بها بسبب إيمانهم، كالغنى أو الجاه أو كثرة الخيرات المادية، وهم يزعمون بهذا أنه لو كان الله راضيًا عليهم بهذا الإيمان الذي التزموه ويدعون إليه لفضلهم بهذه الأمور الدنيوية على الذين كفروا برسالة نوح عليه السلام.
وقد نتج عندهم من هذه الأمور الثلاثة، التي اعتبروها أدلة مرجحة، ظنهم بأن نوحًا ومن آمن معه كاذبون، ومن أجل ذلك ختموا استدلالهم بقولهم:{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِين} كإعلان للنتيجة بعد تلك المقدمات الاستدلالية.
رد نوح عليه السلام:
وفي مقابل هذه الاستدلالات التي ساقها قوم نوح مستندين إليها في رفض دعوته كان على نوح عليه السلام أن يجادلهم بالطريقة التي هي أحسن من طريقتهم، ليبين لهم بطلان أدلتهم، ويثبت لهم أنه ومن آمن به على حق من ربهم، ولذلك أخذ يفند حججهم واحدة فواحدة، ضمن طرق المجادلة المهذبة الراقية.
أولًا: أما احتجاجهم بأنه بشر مثلهم، ودعواهم أن البشرية تتنافى مع الرسالة، فقد أثبت لهم نوح عليه السلام بطلان ذلك بقوله المهذب الكريم:
ويتضمن هذا الرد الكريم ما يلي:
أ- أن الاصطفاء بالرسالة من خصائص الله، وأن الله يصطفي برحمته من يشاء، سواء كان من اصطفاه بشرًا أم غير بشر، فكيف تحجرون رحمة الله! وبأي دليل من العقل أو من الوحي؟ وهل يمتنع على الله أن يصطفي بشرًا رسولًا؟
ب- كيف تستطيعون رد البينة التي أكرمني الله بها، والبينة التي مكنه الله منها أمران:
- أمر فكري يتضمن الحقائق الدينية المؤيدة بالبراهين العقلية.
- وأمر مادي يتجلى بالمعجزة التي تشهد بصدقه.
وبهذا الرد المحكم أسقط لهم حجتهم الأولى.
ثانيًا: وأما تعللهم بوجود لفيف حوله قد آمنوا به واتبعوه ممن يرونهم أراذل قومهم يستجيبون للدعوات من غير تفكير ولا روية؛ إذ قالوا:
{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} .
ويتضمن لهذا الرد الكريم من نوح عليه السلام أمرين:
الأمر الأول: إنه ليس بطالب مال حتى يقرب إليه الأغنياء ويطرد الفقراء الذين يسمونهم أراذل بسبب فقرهم، وإنما هو مبلغ رسالة ربه للناس جميعًا أغنيائهم وفقرائهم، ومسئولية الفقراء نحو الإيمان والالتزام بشرائع الله كمسئولية الأغنياء سواء بسواء، فهم ملاقو ربهم أيضًا فسائلهم ومحاسبهم، ثم يختم حجته هذه بكشف جهل مجادليه بعناصر التكليف الرباني للناس، ويشعرهم بأن فروق الغنى والقوة والضعف، والشرف والضعة، لا تدخل في عناصر التكليف بالإيمان والتزام شرائع الله لعباده.
الأمر الثاني: أن الله سيؤاخذه ويعاقبه إذا هو اصطفى الأغنياء والشرفاء وطرد الفقراء والضعفاء، فمن ينصره، ويدفع عقاب الله عنه إذا هو فعل شيئًا من ذلك؟
ثالثًا: وأما تعللهم بأنهم لم يروا لنوح ومن آمنوا معه ميزات دنيوية فضلهم الله بها بسبب إيمانهم على الذين لم يؤمنوا، كالمال أو الجاه أو الخيرات الكثيرات؛ إذ قاموا:{وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} فقد رد نوح عليه بقوله: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} .
ويتضمن هذا الرد تعريفهم بأن الدنيا هي مجال الابتلاء العام، والمؤمنون والكافرون فيه على سواء، وليست خزائن الله بيده حتى يفيض منها على من آمن برسالته، وليست الدنيا في الأصل دار التفضيل بالمال والخيرات بحسب الإيمان وصالح الأعمال، فخزائن الله بيد الله يفيض منها على من يشاء من عباده، لحكمة الابتلاء التي يعلمها سبحانه، وعلم الغيب الذي يرتبط به تحصيل المنافع المادية الدنيوية هو أيضًا من خصائص الله، وليس مما وضعه الله بين يدي، حتى استعمله في جلب المنافع الدنيوية لمن آمن معي.
وبعد أن رد نوح صلوات الله عليه على أقوالهم بالحجج المقنعة أعلن إصراره على بشريته، فقال:{وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} .
وأعلن تكريمه لمن آمن معه، وأنهم أهل لاستحقاق الخير من الله بسبب إيمانهم بقوله:
أي: فهو يجازيهم عنده بحسب ما في أنفسهم من خير، ويتضمن هذا أيضًا رفضه أن يستجيب لمطالبهم بطرد الفقراء والضعفاء الذين آمنوا معه.
ثم ختم نوح كل ذلك بقوله:
{إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} .
أي: لو ادعيت أن عندي خزائن الله أعطيكم منها إذا آمنتم بي، أو ادعيت
أني أعلم الغيب، فأرشدكم إلى الطريق التي تحققون منها أرباحًا ومنافع دنيوية، أو ادعيت أني ملك كما تتوهمون في الرسل، أو زعمت كما تشتهون أن الفقراء والضعفاء ليسوا أهلًا للكرامة الإيمانية والجزاء على الإيمان والعمل الصالح بالخير العظيم عند الله، فطردتهم بناء على ذلك.
فلم يجد الملأ من قوم نوح بعد هذه القوة الجدلية التي واجههم بها رسولهم فأقحمهم إلا أن يقولوا: {يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} .
فكان رد نوح الأخير على هذا المطلب أن قال لهم: {إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} .