الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثامن: عناية المسلمين بالعلم والتعليم والتربية على الفضائل الإسلامية خلقا وسلوكا
النشأة والتأسيس
…
الفصل الثامن: عناية المسلمين بالعلم والتعليم والتربية على الفضائل الإسلامية حلقًا وسلوكًا
1-
النشأة والتأسيس:
1-
إن هدف العلم والتعليم والتربية على الفضائل الإسلامية الخلقية والسلوكية تحقيق السعادتين الدنيوية والأخروية.
ويكون تحقيق هاتين السعادتين في المفهومات الإسلامية بما يلي:
- بالإيمان بالله وباليوم الآخر، وبكل ما جاء من عند الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالإيمان بأن الدنيا دار امتحان، وأن الآخرة دار حساب، وفصل قضاء، وتحقيق جزاء.
- وبالعمل بأحكام الإسلام وشرائعه وتكاليفه ووصاياه، وبالعمل على نشر الإسلام في الأرض، ودعوة الناس إليه، وابتغاء الخير للناس أجمعين.
- وبأن ينال الإنسان نصيبه من الحياة الدنيا، ضمن أحكام دين الله وطاعته، وبأن يعمل على إعمار الأرض واستثمارها متعاونًا مع غيره على البر والتقوى.
2-
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تاريخ رسالته للناس هو المعلم والمربي لأصحابه، وكان القرآن المجيد الذي أنزل عليه صلوات الله عليه، ومع بياناته القولية والعملية المادتين الأساسيتين للتعليم، تلقيًا وحفظًا وفهمًا وأداء، وللتربية المثلى على تطبيق ما اشتملا عليه من عناصر تربوية، وفضائل خلقية وسلوكية.
ولا تزالات هاتان المادتان، هما الأساسيتان والرئيسيتان للتعليم وللتربية، لكل من أراد أن يحقق لنفسه أكبر حظ من السعادتين الدنيوية والأخروية.
3-
ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد كان معلمًا ومربيًا دوامًا، في كل موقع يكون فيه مع غيره من الناس، بحاله وبمقاله، ولو كان على ظهر دابة في سفر، إلا أن المسجد قد كان هو المدرسة الأم؛ إذ كان المسجد في سياسته التعليمية والتربوية للصلوات في أوقاتها، وكان مركز بث ضياء العلم ونور التربية في سائر الأوقات، مع قضاء مصالح إدارية للأمة الإسلامية، ودولتهم الآخذة في طور التأسيس والإنشاء.
4-
واستمرت المساجد والجوامع في تاريخ المسلمين، مراكز مهمة لبث ضياء العلم ونور التربية، على فضائل الإسلام خلقًا وسلوكًا.
وكان علماء المسلمين يتخذون منها أبراجًا لنشر ضياء علم الكتاب والسنة، وبث أنوار هدايتهما، مع نشر العلوم التي تخدم نصوصهما، أو تخدم مضامينهما، أو تكون ظواهر تطبيقية لما دعيا إليه، كالعلوم الكونية المختلفة الكاشفة لآيات الله في كونه.
على أن العلماء والفقهاء والوعاظ كانوا يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمون ويعظون ويرشدون في كل موقع يتاح لهم فيه أن يؤدوا هذه الواجبات؛ إذ يرونها من وظائفهم التي كلفهم الله إياها، وهم يعقدون حلقات التعليم والموعظة والفتيا في بيوتهم، أو بيوت محبهم من أهل الخير واليسار.
5-
واستمر الحرمان الشريفان: الحرم المكي، والحرم المدني، في معظم أدوار تاريخ المسلمين، قاعدتين كُبْرَيَيْن من قواعد بث علوم الكتاب المجيد، والسنة المطهرة.
وفي الفقرات التاليات نظرات موجزات، حول مهمات العلم والتعليم والتربية، في بلدان المسلمين، عبر التاريخ الذي كان للمسلمين فيه حكم وسلطان في بلدانهم1.
1 المعلومات التاريخية في فقرات هذا الفصل مقتبسة من كتاب "دراسات اجتماعية في العصور الإسلامية" تأليف "عمر رضا كحالة" مع الرجوع إلى بعض الموسوعات.