الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8-
ابن خاتمة:
هو "أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة
…
-بعد 770هـ".
طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء من أهل المرية بالأندلس.
له كتاب: "تحصيل غرض القاصد في المرض الوافد، خ" وضعه سنة "747هجرية".
وبحثه في هذا الكتاب تفوق على جميع البحوث العديدة التي انتشرت في أوروبا عن الطاعون، فيما بين القرن الرابع والقرن السادس عشر الميلادية، وهذا موضوع لم يعالجه من قبل أطباء اليونان قط، ومر عليه الكاتبون في الطب في القرون الوسطى مر الكرام1.
1 عن جلال مظهر في المرجع السابق.
المقولة الثالثة: الكيمياء
1
1-
كان للمسلمين اهتمام بالغ في علم الكيمياء المبني على التجربة، والملاحظة، ورصد النتائج، والاستعانة بالعلوم الرياضية، ودأب المشتغلون منهم في هذا المجال وتجولوا في البلدان بحثًا عن تجارب الناس وما اكتسبوه من خبرات عملية، ودونوا ما توصلوا إليه من معارف، حتى صارت الكيمياء علمًا صحيحًا بفضل جهودهم الطويلة، وتجرباتهم الكثيرة التي أفادوا منها علمًا، وأفادوا منها في حياتهم، وقدموا بها للصناعات منافع كثيرة كانت لها آثارها الطيبة في الرقي الحضاري.
2-
ومما ينبغي التنبيه عليه أنهم استعملوا القياس في تجرباتهم، واجتهدوا
1 المعلومات في هذه المقولة مقتبسة من كتاب "العلوم البحتة في العصور الإسلامية" لعمر رضا كحالة. ومن كتاب "العلوم عند العرب" لقدري حافظ طوقان.
اجتهادات مضنيات للحصول على معلومات جديدات لم تكن معروفة للناس من قبل.
وكان اعتمادهم على التجربة المتابعة بالتكرار والتحسين والتجويد، والمصحوبة بالمراقبة ودقة الملاحظة، والمقترنة باختبار مختلف الاحتمالات وملاحظة نتائجها، مع استخدام ما كان لدى الناس وما ابتكروه من أدوات وآلات، سببًا في تمكينهم من استنتاج نتائج جديدة جليلة، وإضافة معلومات جوهرية في علم الكيمياء، وسببًا في توصلهم إلى ابتكارات واكتشافات كثيرة، وتقدم بهم علم الكيمياء تقدمًا واسعًا.
3-
وقاد المنهج التجريبي علماء المسلمين الذين اشتغلوا بالكيمياء لاختراع التصفية، والتبخير، ورفع الأثقال، واستخدام الموازنة في الكيمياء.
وبه توصلوا إلى استخدام عمليات التقطير، والترشيح، والتصعيد، والتذويب، وإلى اكتشاف واختراع وسائل ذلك.
وبه اكتشفوا بعض الأجزاء الكيميائية ذات الأهمية، وبه استخرجوا الكحول "الغول" من المواد السكرية، والنشوية، واكتشفوا القلويات، والنشادر، ونترات الفضة، وحامض الطرطير، والراسب الأحمر.
4-
وكانوا أول من استحضر حامض الكبريتيك، وحامض النتريك، والماء الملكي "حامض النتر وهيدروكلوريك" وماء الذهب، والصودا الكاوية، وكربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم.
واستخدموا الزرنيخ، والإثمد، ومواد كثيرة أخرى.
5-
وما توصل المسلمون إليه بالعمليات الكيميائية التي أجروها، وما اكتشفوه أو اكتشفوا تأثيراته من المواد الكيميائية، هو من العناصر التي تقوم عليها الصناعات الحديثة في القرن العشرين الميلادي.
6-
واستخدام المسلمون علم الكيمياء في الطب، والصناعات، وصنع العقاقير، وتركيب الأدوية، وتنقية المعادن، وتركيب الروائح العطرية، ودبغ الجلود، وصبغ الأقمشة.
7-
وكان من وصايا أهل البصيرة والرشد من علماء المسلمين المشتغلين بالكيمياء، وجوب الاعتماد في الكيمياء على العمل وإجراء التجارب، ومعرفة الأسباب في أجزاء كل عملية، مع الصبر والمثابرة والتآني في استخراج واستنباط النتائج، وكان من وصايا هؤلاء وجوب عدم إضاعة الأوقات فيما هو عديم النفع، أو ثبت بالتجربات المتكررات تعذر الوصول إليه، كتحويل المعادن الخسيسة كالرصاص والقصدير إلى معادن نفيسة كالذهب والفضة.
8-
ولكن قد كان لبعض المسلمين أطماع شديدة في تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة، فانفقوا أعمارهم في تجارب كثيرة لتحقيق هذه الغاية، فلم تتحقق لهم أمانيهم، إلا أنهم اكتشفوا في طريقهم الطويل، وعلى سبيل المصادفة أشياء ومعلومات لها شأن عظيم في علم الكيمياء، وهذه قد أفادت في تحقيق أغراض أخرى غير الهدف الأقصى الذي كانوا يطمعون في الوصول إليه.
9-
وقد اعتمدت النهضة الغربية العلمية والعملية على منهج علماء المسلمين التجريبي، وعلى ما توصلوا إليه في علم الكيمياء، وكان هذان الأمران هما القاعدتان الأساسيتان، اللتان أقام عليهما الباحثون الغربيون في علم الكيمياء نهضتهم، التي انطلقت صاعدة منذ بدايات القرن السابع عشر الميلادي، وفي حركة البناء والصعود الحضاري طوروا وجودوا وحسنوا وابتكروا وتفوقوا.
10-
وقد برز في تاريخ المسلمين في مجال الكيمياء أعلام كثيرون أذكر طائفة منهم فيما يلي:
بعض أبرز أعلام المسلمين في الكيمياء 1
1-
جابر بن حيان:
هو "أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي 000-200هـ" فيلسوف كيميائي، من أهل الكوفة، وأصله من خراسان، ويعرف بالصوفي.
1 التراجم مقتبسة من كتاب "الأعلام" للزركلي، ومن كتاب "العلوم عند العرب" لقدري حافظ طوقان، وكتاب "العلوم البحتة في العصور الإسلامية" لعمر رضا كحالة.
اتصل بالبرامكة، وانقطع إلى "جعفر بن يحيى" منهم، وتوفي بطوس.
له تصانيف كثيرة قبل عددها "232" كتابًا، وقيل: بلغت "500" ضاع أكثرها، وترجم بعض ما بقي منها إلى اللاتينية.
ولجابر بن حيان شهرة كبيرة عند الإفرنج بما نقلوه من كتبه، في بدء نهضتهم العلمية.
قال "برتلو - M. Berthelot": "لجابر في الكيمياء ما لأرسطوطاليس قبله في المنطق".
وجابر بن حيان أول من استخرج حامض الكبريتيك، وسماه زيت الزاج، وأول من اكتشف الصودا الكاوية، وأول من استحضر ماء الذهب.
وينسب إليه أيضًا استحضار مركبات أخرى، مثل: كربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم.
وقد درس خصائص مركبات الزئبق واستحضرها.
وقال: "لوبون G. Le Bon": "تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء في عصره".
وقد اشتملت كتبه على بيان مركبات كيماوية كانت مجهولة قبله.
وهو أول من وصف أعمال التقطير، والتبلور، والتذويب، والتحويل1.
وقد فحص "تدابر بن حيان" ما خلفه الأقدمون، فخالف "أرسطو" في نظريته عن تكوين الفلزات، وخرج بنظرية جديدة، ونظريته التي خرج بها قد بقيت معمولًا بها حتى القرن الثامن عشر الميلادي.
وابتكر جابر في الكيمياء علم الموازين، فجعل لكل من الطبائع ميزانًا، ولكل جسد من الأجساد موازين خاصة بطبائعه.
وكان "جابر بن حيان" أول من لاحظ ما يحدث من راسب كلورور
1 عن الأعلام للزركلي.
الفضة، عند إضافة محلول ملح الطعام إلى محلول نترات الفضة. واستعمل ثاني أوكسيد المنغنيز في تلوين الزجاج، ودرس خصائص ومركبات الزئبق واستحضرها.
وبحث "جابر بن حيان" في السموم، وله فيها كتاب "السموم ودفع مضارها" ولعل هذا الكتاب أروع ما كتب في هذا الموضوع.
2-
ذو النون المصري:
هو "أبو الفياص ثوبان بن إبراهيم الإخيمي المصري 000-245هـ" أحد العباد الزهاد المشهورين، من أهل مصر، نوبي الأصل، من الموالي.
فقد كان له اشتغال في الكيمياء، وله كتاب:"الثقة في الصنعة" والمراد من الصنعة الأعمال الكيميائية.
3-
ابن وحشية:
هو "أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا ويعرف بابن الوحشية 000-296هـ".
ينعت بالصوفي، وهو كداني الأصل، نبطي من أهل قسين "كورة من نواحي الكوفة" وكان طبيبًا للعيون.
له من الكتب في صناعة الكيمياء: كتاب "الأصول الكبير" وكتاب "الأصول الصغير" وكتاب "المدرجة" وكتاب "المذاكرة" وكتاب يحتوي على عشرين كتابًا في صناعة الكيمياء.
4-
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي:
سبقت ترجمته في "أبرز أعلام المسلمين في الطب والصيدلة" ويعتبر أبو بكر الرازي هذا من مؤسسي الكيمياء العلمية، فقد سلك في تجاربه مسلكًا علميًّا خالصًا، الأمر الذي جعل لبحوثه في الكيمياء قيمة عظيمة.
وقد ترجمت طائفة من كتبه إلى اللاتينية، وظلت مدة طويلة تدرس في جامعات أوروبة.
ويعد الرازي هذا من الأوائل الذين طبقوا معلوماتهم في الكيمياء على الطب.
ويتجلى فضل الرازي في الكيمياء بصورة واضحة في تقسيمه المواد الكيميائية المعروفة في زمانه إلى أربعة أقسام أساسية، وهي:
1-
المواد المعدنية.
2-
المواد النباتية.
3-
المواد الحيوانية.
4-
المواد المشتقة.
وقسم المعدنيات إلى ست طوائف فرعية هي: الأرواح، والأجساد، والأحجار، والزاجات، والبورقات، والأملاح. ومثل هذا التقسيم لا يكون إلا مستندًا إلى بحث وتجربة.
واشتغل الرازي في حساب الكثافات النوعية للسوائل، واستعمل لذلك ميزانًا خاصًّا سماه الميزان الطبيعي.
وله في علم الكيمياء كتاب يحتوي على اثني عشر كتابًا.