المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني: في ذكر أوصافه الشريفة وأخلاقه صلى الله عليه وسلم - الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف - جـ ١

[ابن العاقولي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌الفصل الأول: في ذكر أسمائه الشريفة ونسبه

- ‌ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم واصطفائه

- ‌ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب والدة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومولده

- ‌ذكر وفاة عبد الله وآمنة وضم عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ووصيته به إلى أبي طالب

- ‌حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من نقائص الجاهلية في نشوئه

- ‌مقدمات النبوة ومبدأ البعث وتصديق ورقة وإسلام خديجة رضي الله عنها

- ‌أول ما نزل من القرآن المجيد وآخر ما نزل منه

- ‌ذكر أول من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به

- ‌ذكر إظهار رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الإِسلام وابتدائه بإنذار عشيرته

- ‌وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب وقبوله ذلك وإسلامه

- ‌أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع ثوب عمر بن الخطاب فأسلم

- ‌انشقاق القمر بمكة

- ‌صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أذى المشركين وتحمله ما نزل به وبأصحابه رضي الله عنهم منهم

- ‌بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى النجاشي وإذنه لهم في الهجرة إلى الحبشة مرتين

- ‌عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل وقبول الأنصار رضي الله عنهم له

- ‌الإِسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر الهجرة إلى المدينة وما كان في سني الهجرة

- ‌الفصل الثاني: في ذكر أوصافه الشريفة وأخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌السدل والفرق

- ‌الغدائر وعددها

- ‌الشيب وعدد شعراته

- ‌التبرُّك بشعره صلى الله عليه وسلم

- ‌وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌فَمُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفارسية

- ‌ما يذكر من طول سبابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌خاتم النبوة

- ‌مشي رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌طيب عَرْفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمه وفضلاته

- ‌ذكر أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثالث: في ذكر لباسه وألوان الثياب وما يتعلق بذلك

- ‌البياض في حديث الهجرة

- ‌السواد

- ‌الحمرة

- ‌الصفرة

- ‌الخضرة

- ‌الحبرة

- ‌القميص

- ‌الجبة

- ‌الرداء

- ‌القناع

- ‌الإِزار

- ‌صفة الإِزرة

- ‌السراويل

- ‌لبس النبي صلى الله عليه وسلم القباء

- ‌المرط

- ‌لبس الثوب الجديد يوم الجمعة

- ‌الخف

- ‌النعل وهي التي تسمى الآن التاسومة

- ‌الفصل الرابع: في الزينة

- ‌الخاتم

- ‌الخضاب

- ‌قصُّ الشَّارب

- ‌الاطِّلاء بالنورة

- ‌الطيب

- ‌التوقيت لقص الشارب

- ‌المشط

- ‌المغتسل

- ‌الفراش

- ‌الفصل الخامس: في ذكر الكراع وآلة الحرب والمراكيب

- ‌اللواء والراية

- ‌السيوف

- ‌الترس

- ‌الرِّماح والقِسِيِّ

- ‌الخيل

- ‌إكرام الفرس وما يحمد من شياته

- ‌البغلة

- ‌الفصل السادس: في ذكر إبله وماشيته

- ‌القصواء

- ‌الغنم

- ‌الشَّفَقَةُ على البهائم

- ‌الفصل السابع: في ذكر مواليه وخدمه وكتابه ورسله ومؤذنيه

- ‌الخدم

- ‌الكُتَّاب

- ‌الرُّسُل

- ‌المُؤَذِّنون

- ‌أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم باكورة ثمرة المدينة وما فعل في ذلك

- ‌تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بالمدينة وطيبة

- ‌حب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وإيضاعه راحلته عند رؤيتها

- ‌المسجد الشَّريف وما يذكر من بنائه وما يتعلَّق بذلك في حديث الهجرة

- ‌أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفًا من الحصباء وضربه به الأرض وإعلامه أن مسجده هو المسجد الَّذي أسِّس على التَّقوى

- ‌أول قِندِيلٍ أُسرِجَ لي المَسجِد وتقرير النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ذلك

- ‌المنبر الشريف والجذع

- ‌الأساطين بالمسجد الشَّريف وما يذكر من فعل النَّبي صلى الله عليه وسلم عندها الأسطوانة المخلقة

- ‌أسطوانة التوبة

- ‌أسطوانة الوفود

- ‌مصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الَّليل

- ‌المساكن

- ‌مسجد قباء

- ‌مسجد الفتح

- ‌البقيع

- ‌وادي العَقِيق

- ‌زيارة شهداء أحد

- ‌جبل أُحُد

- ‌الآبار التي شرب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل التاسع: في العبادات

- ‌ذكر الطَّهارة وأحكامها

- ‌دُخول الخلاء

- ‌البول قائمًا لعذر

- ‌السِّواك

- ‌إزالة النجاسة

- ‌ذكر الوضوء

- ‌الوضوء ثلاثًا

- ‌الوضوء ثلاثًا ومرتين

- ‌الوضوء مرة مرة

- ‌تفقد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة في وضوئهم

- ‌تخليل اللحية

- ‌دلك أصابع الرجلين بالخنصَر

- ‌إدخال الإِصبَع في حجري الأذنين

- ‌الوضوء بماء فيه تمر

- ‌تنشيف أعضاء الوضوء

- ‌الدُّعاء في الوضوء

- ‌الوضوء من القيء

- ‌تَركُ الوضوء من قبلة النِّساء

- ‌ترك الوضوء من النوم الخفيف

- ‌ترك الوضوء مما مست النار

- ‌المسح على الخُفَّين

- ‌موضع المسح من الخفين

- ‌المسح على الجوربين والنعلين والقدمين

- ‌تقدير مدة المسح

- ‌الاكتِفاء للصَّلوات الخمس بوضوء واحد

- ‌التيمم

- ‌الجنابة والغسل منها

- ‌الحائض وما يجوز من مباشرتها

- ‌الأغسالُ المسنونة

- ‌ذكر الصَّلاة وفرضها وتردد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشفاعة للتخفيف منها على الأمة وقبول شفاعته في ذلك حتى فرضت خمس صلوات

- ‌تعيين أوقات الصَّلاة

- ‌تقديم الصَّلوات

- ‌الفجر

- ‌الظُّهر

- ‌العَصر

- ‌المغرب

- ‌تأخير صلاة الظهر

- ‌العصر

- ‌المغرب

- ‌العشاء

- ‌تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا مَحذورة الأذان

- ‌هل أذَّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌إجابة المؤذن

- ‌النداء بالصَّلاة والتحريك بالرجل

- ‌كيفية أركان الصلاة وأفعالها

- ‌التكبير

- ‌القيام والقعود ووضع اليدين والقدمين

- ‌القراءة

- ‌التأمين

- ‌قراءة السورة في الفجر

- ‌القراءة في الظُّهرِ والعصر

- ‌القراءة في صلاة المغرب

- ‌القراءة في صلاة العشاء

- ‌قراءة النظائر من السور في الركعات وقيام الليل بآية

- ‌الجهر وكيفية القراءة

- ‌السَّكتَة في الصلاة

- ‌الرُّكوع

- ‌الاعتدال من الركوع

- ‌السُّجود

- ‌الركوع والسجود والاعتدال والجلوس بين السجدتين

- ‌جلسة الاستراحة

- ‌القنوت

- ‌دعاء القنوت والقنوت في الوتر

- ‌القنوت بعد الركوع

- ‌القنوت على الظلمة

- ‌الجلوس والتشهد

- ‌تعليم النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ كَيفَ يصلون عليه

- ‌السَّلام

- ‌صفة الصلاة

- ‌النَّهي عَن رَفْعِ الأيدِي في الدُّعاء في الصَّلاة

- ‌تطويل القيام وتخفيفه

- ‌البكاء في الصَّلاة

- ‌الاستراحة في الصلاة

- ‌الأذكار والأدعية داخل الصَّلاة وخارجها

- ‌الاستفتاح

- ‌الركوع والسجود

- ‌الرفع من الرُّكُوع والاعتِدالِ منه

- ‌رؤية النبي صلى الله عليه وسلم الملائكة تَبْتَدِرُ الحمد

- ‌الجلوس بين السَّجدَتَين

- ‌الدُّعاء بعد التشَهُّد

- ‌جامِع دُعاء الصلاة

- ‌الذِّكر والدُّعاء بعدَ السَّلام

- ‌المكث بعد الفَراغ من أمر الصلاة حتى ينصرف النساء

- ‌الانصراف من الصلاة

- ‌شروط الصلاة

- ‌الوضوء

- ‌طهارة اللباس والنَّعلَين

- ‌إذا خلَعَ المصلِّي نعليه فَليضعهُما عن يساره

- ‌الصَّلاة في الثَّوب الواحد وفي ثوب له أعلام

- ‌الصلاة في ثوب بعضه على غيره

- ‌ما يُصَلَّى عَلَيه من حصير وغَيره وأمكنة الصلاة

- ‌الأمكنة

- ‌نهي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أماكن

- ‌أحكام المساجد وما يتعلق بها

- ‌تخليق المساجد

- ‌دخول النساء المساجد للصلاة فيها وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لدخولهن بابًا من أبواب المسجد

- ‌كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُنْشَدَ الضَّالَّة في المسجد

- ‌مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد ونهيه عن الأبواب فيه

- ‌رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم للحبشة في اللعب بالرِّماح في المسجد

- ‌ما يقال عند دخول المسجد

- ‌الصَّلاة على الدابة

- ‌فعل المكتوبة على الدابة لعذر

- ‌الصَّلاة في البساتين

- ‌السكوت في الصلاة عن كلام الآدَميِّين

- ‌حسن تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم المتكلم في الصلاة

- ‌الالتفات في الصلاة وتركه

- ‌الإشارة في الصَّلاة بِرَدِّ السَّلام

- ‌الترخيص في بعض الأفعال القليلة في الصلاة

- ‌ذكر قِبلة المصلي وما يتعَلق بها

- ‌السترة للمصلي

- ‌ذكر السجدات المشروعة من غير الصلاة

- ‌سجود السهو

- ‌سجود القرآن

- ‌كَمْ في القرآن سَجدة

- ‌سورة الحج

- ‌سورة ص

- ‌سورة النجم

- ‌سورة انشقت

- ‌دعاء السجود

- ‌سجدة الشكر

- ‌صلاة الجماعة وما يتعلق بها

- ‌الرخصة في تركها

- ‌من تجوز إمامته

- ‌آداب الإمامة

- ‌أحكام المأموم

- ‌تسوية الصفوف

- ‌الاقتداء وشرائطه

- ‌المسبوق يتدارك ما فاته

- ‌أدب المأموم

- ‌القراءة مع الإمام

- ‌الفتح على الإمام إذا نسي

- ‌ذكر الجمعة وابتداء فرضها وما يتعلق بها

- ‌فرض الجمعة

- ‌العذر في ترك الجمعة

- ‌وقت النداء بالجمعة

- ‌الخطبة وما يتعلق بها

- ‌القيام في الخطبتين

- ‌الخطبتان للجمعة والجلوس قبلهما وبينهما وترك الكلام فيهما

- ‌الإشارة بالمُسَبِّحَة في الخطبة

- ‌السلام إذا صعد المنبر

- ‌الاعتماد في الخطبة على شيء

- ‌استقبال الإمام الناس وهو يخطب

- ‌الخطبة في العمامة السوداء

- ‌كون الخطبة قصدًا والصلاة قصدًا

- ‌الحمد والتشهد في الخطبتين

- ‌الحديث في الخطبة وترك التغني في أدائها وقول الخطيب: أما بعد

- ‌جواز الكلام في أثناء الخطبة إذا كان لأمر ديني

- ‌القراءة في الخطبة

- ‌الكلام بعد الخُطبة

- ‌أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة

- ‌أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخل وهو يخطب بصلاة ركعتين

- ‌نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب عن تخطي الناس

- ‌أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزينة يوم الجمعة وهو يخطب

- ‌أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجلوس وهو يخطب

- ‌القراءة في صلاة الجمعة

- ‌الصلاة قبل الجمعة

- ‌ذكر صلاة المسافرين والقصر والجمع وما يتعلق بذلك

- ‌من أين يبدأ بالقصر

- ‌مسافة القصر

- ‌القصر مع الإقامة

- ‌الجمع في السفر

- ‌الجمع في الحضر

- ‌النافلة في السفر

- ‌ذكر صلاة الخوف

- ‌ذكر النوافل المؤقتة والمطلقة

- ‌الرواتب

- ‌ركعتا الفجر

- ‌الاضطجاع بعدها

- ‌قضاء ركعتي الفجر

- ‌راتبة الظهر

- ‌صفة الأربع قبل الظهر

- ‌من فاتته الأربع قبل الظهر

- ‌من صلَّى الأربع قبل الظهر بتسليمة

- ‌راتبة العصر

- ‌الركعتان بعد العصر

- ‌راتبة المغرب، الركعتان قبل المغرب وتقرير النبيِّ صلى الله عليه وسلم على فعلها

- ‌الصلاة بعد المغرب

- ‌راتبة العشاء

- ‌تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار مع ما سبق ذكره

- ‌ذكر الوتر وأنه سنة

- ‌عدد الوتر

- ‌الوتر بركعة واحدة

- ‌ما يقرأ في الوتر

- ‌الوتر بثلاث موصولة والقنوت في الوتر والذكر بعده

- ‌وقت الوتر

- ‌الوتر بعد الصبح

- ‌ما جاء في الركعتين بعد الوتر

- ‌الوتر على الراحلة

- ‌ذكر صلاة الليل

- ‌وقت القيام من الليل

- ‌صفة صلاة الليل

- ‌ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين

- ‌عدد صلاة الليل

- ‌صلاة الضحى

- ‌قيام شهر رمضان

- ‌صلاة العيدين وما يتعلق بها

- ‌عدد التكبيرات

- ‌الوقت والمكان

- ‌الأذان والإِقامة

- ‌الصَّلاة قبل الخطبة

- ‌الصلاة بعد العيدين

- ‌القراءة في صلاة العيدين

- ‌الخطبة يوم العيد

- ‌التكبير في الخطبة

- ‌التخيير إذا اجتمع العيد والجمعة

- ‌استماع الخطبة بعد الصلاة وجواز تركه

- ‌الإِفطار قبل الخروج

- ‌الغسل في العيدين

- ‌مخالفة الطريق

- ‌الخروج ماشيًا

- ‌خروج النِّساء في العيدين

- ‌التقليس يوم العيد

- ‌حمل العنزة ونصبها والصلاة إليها يوم العيد

- ‌نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن حمل السلاح في العيد

- ‌ذكر صلاة الكسوف

- ‌ذكر صلاة الاستسقاء

- ‌الاستسقاء في الخميصة السوداء

- ‌الاستسقاء من غير الصلاة

- ‌دعاء رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على قريش حيث أبطؤوا عليه، ثم استسقاؤه لهم وإجابة دعائه في الكل من ذلك

- ‌رفع اليدين في دعاء الاستسقاء

- ‌الدعاء المأثور في الاستسقاء

- ‌شمول بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاربه وقربهم من الله تعالى ببركته

- ‌التعرُّض لإِصابة الغيث

- ‌ذكر الموت ومقدماته وما يتعلق بذلك

- ‌المرض والثَّواب عليه

- ‌عيادة المريض

- ‌المشي في عيادة المريض

- ‌العيادة بعد ثلاث

- ‌العيادة من وجع العين

- ‌عيادة المنافق ومن تعلم منه البدعة

- ‌قول العائد للمريض: ما تشتهي

- ‌قول العائد: لا بأس طهور، ورجاء إجابته

- ‌مسح المريض باليمين والدعاء له

- ‌مسح المريض عنه بيده

- ‌دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم على مريض وقوله له: كيف تجدك

- ‌عرض الشهادة على المريض

- ‌تغميض المحتضر وما يقال عنده

- ‌المؤمن يؤجر في النزع

- ‌تقبيل الميت

- ‌التعجيل بالميت

- ‌غسل الميت والغسل منه

- ‌الدخول على الميِّت بغسل

- ‌غسل الرجل امرأته

- ‌النظر إلى الميت إذا أدرج في أكفانه

- ‌حمل الرجل كفن ولده وتسليمه إلى الغاسل

- ‌إلباس الميت القميص

- ‌تشييع الجنازة

- ‌النَّهي عن الركوب مع الجنازة

- ‌المشي مع الجنازة والرجوع راكبًا

- ‌النهي عن التسلب مع الجنازة

- ‌القيام مع الجنازة

- ‌الجلوس إذا كان القبر لم يحفر بعد

- ‌القيام للجنازة

- ‌الصلاة على الميت وما يتعلق بذلك

- ‌أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة

- ‌التكبير أربعًا

- ‌الصلاة على الغائب والتكبير أربعًا

- ‌التكبير خمسًا

- ‌القراءة والدعاء

- ‌الدعاء في الصلاة

- ‌وقت الصلاة على الجنازة

- ‌الصلاة على الجنازة في المسجد

- ‌الصلاة على القبور

- ‌الصلاة على القبر بعد شهر

- ‌الصلاة على القبور بعد ثماني سنين

- ‌الصلاة على الصبي

- ‌الصلاة على الشهداء ودفنهم

- ‌الصلاة على المديون

- ‌الصلاة على المحدود

- ‌ترك الصلاة على من قتل نفسه

- ‌الصلاة على المنافق

- ‌ما يقال إذا دخل المقابر

- ‌ذكر الدفن وما يتعلق بهِ

- ‌توسيع القبر

- ‌إدخال الميت القبر

- ‌الدعاء عند الدفن

- ‌حثو التراب في القبر

- ‌العلامة على القبر

- ‌زيارة القبور

- ‌البكاء على الميت

- ‌صنع الطعام لأهل الميت

- ‌فضيلة موت الإِنسان بغير بلد مولده

- ‌تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته التعزية بمصيبتهم فيه عن كل مصيبة

- ‌المصيبة بالسقط

- ‌تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته صلوات مخصوصة تحية المسجد

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌صلاة الحاجة

- ‌صلاة التسبيح

- ‌صلاة الرغائب

- ‌قيام ليلة النصف من شعبان

- ‌الصلاة عند الشكر

- ‌الصلاة بعد الذنب

- ‌الصلاة في ساعة الجمعة

- ‌ليلة القدر

- ‌الليل

- ‌كتاب الزكاة

- ‌ذكر الزكاة والصدقة وما يتعلق بذلك

- ‌بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عماله لأخذ الزكاة

- ‌تشديد الرسول صلى الله عليه وسلم على مانع الزكاة

- ‌فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة المالية وأنواعها على التعيين

- ‌العفو عن الخيل والرقيق

- ‌صدقة البقر

- ‌أخذ الجيد من المال إذا رضي به ربُّه

- ‌زكاة الذهب

- ‌زكاة الحلي

- ‌زكاة المعشرات

- ‌خرص النخل والعنب

- ‌من يخرص الثمر

- ‌هل في الخضروات صدقة

- ‌زكاة العسل

- ‌تعجيل الزكاة

- ‌زكاة الفطر

- ‌العشر والخراج

- ‌الوسق ستون صاعًا

- ‌الصاع مد وثلث مد

- ‌العفو عن صدقة ما التقط مما أخرجه الجرذ

- ‌عامل الزكاة

- ‌دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتاه بصدقته

- ‌تحريم الصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومواليه وتنزهه عن تناول شيء منها

- ‌النهي عن الصدقة بكل ما يملك الإِنسان

- ‌إذا بلغت الصدقة محلها فلا بأس بالأكل منها

- ‌ذكر صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الحث على صدقة التطوع إذا نظر إلى المحتاج وإعطاؤه منها

- ‌كتاب الصوم

- ‌ذكر الصيام والاعتكاف وما يتعلق بذلك

- ‌وجوب الصيام بالرؤية

- ‌وجوب الصيام بشهادة واحد

- ‌ما روي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختلاف البلاد بالرؤية

- ‌كون الشهر تسعًا وعشرين

- ‌المتطوع آمر نفسه

- ‌القيء للصائم

- ‌الاحتجام

- ‌القبلة للصائم

- ‌الجنابة

- ‌السواك

- ‌الكحل

- ‌السحور

- ‌الإِفطار

- ‌ما يفطر عليه

- ‌الدعاء عند الإِفطار

- ‌الإِفطار عند الغير والدعاء له

- ‌الوصال

- ‌مبيح الإِفطار

- ‌الإفطار يوم الخروج

- ‌صوم التطوع وما يذكر من الأيام التي صامها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌يوم عاشوراء

- ‌صيام رجب

- ‌صيام شعبان

- ‌عشر ذي الحجة

- ‌أيام الأسبوع

- ‌الأيام البيض

- ‌النهي عن صيام أيام التشريق

- ‌إفطار يوم عرفة للمسافر

- ‌ذكر الاعتكاف وما يتعلق به

- ‌اعتكاف العشر الأواخر من رمضان

- ‌كيف يبتدئ الاعتكاف وقضاء الاعتكاف

- ‌الاعتكاف في خيمة المسجد

- ‌دخول المعتكف البيت لحاجته

- ‌المعتكف يزوره أهله فينقلب معهم

- ‌اعتكاف المرأة المستحاضة مع زوجها

- ‌ذكر‌‌ تلاوة القرآن المجيدوالدعوات والاستغفار وأنواع الذكر

- ‌ تلاوة القرآن المجيد

- ‌الدعاء وآدابه وما يتعلق به من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله

- ‌الوقت والحالة للدعاء

- ‌هيئة الداعي

- ‌كيفية الدعاء

- ‌إذا دعا فلا يعجل

- ‌النهي عن الدعاء على النفس والولد

- ‌ليسأل العبد حاجته وإن قلت

- ‌غضب الله سبحانه على من لم يسأله

- ‌الدعاء باسم الله الأعظم

- ‌الدعاء عند الصباح والمساء

- ‌أدعية النوم والانتباه

- ‌الدعاء عند التهجد

- ‌أدعية الخروج من البيت

- ‌أدعية المجلس والقيام منه

- ‌أدعية السفر وقدومه منه

- ‌الدعاء عند رؤية السحاب

- ‌دعاء الرعد

- ‌الدعاء عند الريح

- ‌الدعاء عند رؤية الهلال

- ‌الدعاء عند الكرب

- ‌دعاء الإِستخارة

- ‌أدعية الطعام والشراب

- ‌الأدعية المطلقة

- ‌ما تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌التسبيح والتهليل والاستغفار

- ‌الحولقة

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما وعد عليها من الثَّواب

- ‌كتاب الحج

- ‌ذكر الحج والعمرة وأعمالها وما يتعلق بذلك من ذكر مكة شرفها الله تعالى

- ‌الحاج وفد الله تعالى

- ‌وَصِيَّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه أن يشركه في الدُّعاء في العمرة

- ‌توقيت رسولِ الله صلى الله عليه وسلم المواقيتَ للإِحرام

- ‌المحرم يغسل رأسه

- ‌الحجامة والتداوي للمحرم

- ‌النكاح للمحرم

- ‌أكل الصَّيد للمحرم إذا لم يشرك فيه

- ‌الجراد من صيد البحر

- ‌الإِهلال

- ‌التلبية

- ‌الإِفراد

- ‌القران

- ‌التمتع

- ‌فَسخ الحجِّ بعد الإِحرام به وكونه مخصوصًا بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه

- ‌هيئة الطواف

- ‌استلام الحجر وتقبيله

- ‌ركعتا الطواف

- ‌كيفية السعي

- ‌أحكام الطواف والسعي والركوب

- ‌وقت الطواف

- ‌طواف الزيارة

- ‌طواف الوداع

- ‌الدعاء في الطواف

- ‌الدعاء في السعي

- ‌دخول البيت والصلاة فيه

- ‌الوقوف بعرفة

- ‌الإِفاضة من عَرَفة ومزدلِفَة

- ‌تقديم النساء والضَّعَفَة

- ‌التلبية بعرفة والمزدلفة

- ‌الرمي وكيفيته وعدد الحصى

- ‌أخذُ الحَصَى من عند الجَمرة وجواز الرمي به

- ‌وقت الرمي

- ‌تأخير رمي الجمار من عذر

- ‌الرمي ماشيًا وراكبًا

- ‌الحلق والتقصير

- ‌ما يحل للرَّجلِ إذا رَمَى جَمرَة العَقَبة

- ‌من لبد رأسه

- ‌ذكر الهدي والأضاحي

- ‌وجوب الأضحية وما قيل فيه

- ‌الكمية والمقدار

- ‌التضحية بالبدن والشِّياه

- ‌ذبح الأضحية بعد الخطبة

- ‌كيفية الذبح

- ‌الأكل من الأضحية

- ‌الأضحية عن النساء بالبقر

- ‌وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه أن يضحي عنه

- ‌ما يجزئ من الضحايا

- ‌ما لا يجوز من الضحايا

- ‌الأشعار والتقليد للبدن

- ‌تقليد الغنم

- ‌كيف يصنع بما يعطب من الهدي

- ‌المقيم يبعث بالهدي فلا يحرم عليه شيء

- ‌الصدقةُ بجلال البدن وجلودها

- ‌شراء الهدي في الطريق

- ‌من أحصره العدو فتحلل

- ‌دخول الحرم شرفه الله ماشيًا

- ‌دخول مكة شرفها الله تعالى

- ‌النزول بالمحصب

- ‌الاغتسال لدخول مكة

- ‌أول ما يبدأ به الطائف ورفع اليدين إذا علا الصفا

- ‌من دخل مكَّة راكبًا فأناخ راحلته عند باب المسجد

- ‌أين أنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار بمنى وما يذكر من خطبته

- ‌هل يحمل السلاح بالحرم

- ‌هل يخرج ماء زمزم من الحرم

- ‌منى مناخ الحاج فلا يبنى بها بيت

- ‌حج الرجل على زاملته تواضعًا لربه تعالى

- ‌الحجُّ ماشيًا

- ‌كم حجَّةً حجَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كم اعتَمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌سبب خفاء عمرة النبي التي مع حجَّته عن بعض الناس

- ‌هل اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب

- ‌فضل العمرة في رمضان من قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حجَّة الوداع

- ‌الخطبة يوم النحر

- ‌قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى

- ‌كيف يشرب ماء زمزم

- ‌حب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة

- ‌بنيان الكعبة مقتصرًا عن قواعد إبراهيم

- ‌هل كان للمسجد الحرام على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حائط

- ‌كسوة الكعبة

- ‌ذكر الحرم وتحديد حدوده

- ‌أموال الكعبة وتقرير رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أمرها على ما كان عليه

- ‌أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة ثم رده عليه ودعاؤه له بالخلود فيهم وظهور أثر بركة دعائه لهم إلى الآن

- ‌ذكر أماكن صلى فيها بمكة رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أو دَخلَها وموضع ولادته البيت الذي ولد فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌منزل خديجة رضي الله عنها

- ‌دار الخيزران

- ‌مسجد بأعلى مكة عند الردم

- ‌مسجد الجن

- ‌مسجد الشجرة

- ‌مسجد بأجياد

- ‌مسجد عند سوق الغنم

- ‌مسجد العَقَبَة

- ‌مسجد بذي طوى

- ‌مسجد الجعرانة

- ‌جبل حراء

- ‌جبل ثور

- ‌ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة الصلاة في المسجد الحرام وشد الرحال إليه

الفصل: ‌الفصل الثاني: في ذكر أوصافه الشريفة وأخلاقه صلى الله عليه وسلم

‌الفصل الثاني: في ذكر أوصافه الشريفة وأخلاقه صلى الله عليه وسلم

-

60 -

عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حِلْيَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وصَّافًا، وأنا أرجو أن يصف لي منها شيئًا أتعلَّقُ به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخمًا مُفخَّمًا، يتلألأ وجهُه تلألؤَ القمَرِ ليلَةَ البدْرِ، أطولَ من المربوع، وأقصَرَ من المشَذَّب، عظيمَ الهَامَةِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، إن انفَرَقَتْ عقيقَتُه فرق، وإلا فلا يُجَاوِزُ شعرهُ شَحْمَةَ أذُنَيْه إذا هو وفَّرَه، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجَّ الحواجبِ، سوابِغَ من غير قَرَن، بينهما عِرق يُدِرُّهُ الغضَبُ، أقنى العِرنِين، له نورٌ يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشمَّ، كَثَّ اللحية، أدعج سهلَ الخَدين، ضَليعَ الفَمِ، أشْنَبَ، مفلَّج الأسنانِ، دَقيقَ المسْرُبة، كأن عنقَهُ جيدُ دُميَةٍ في صفاءِ الفضَّة، معتدل الخلق، بادنًا متماسكًا، سواءَ البطنِ والصّدر، عَريضَ الصَّدر، بعيدَ ما بين المنكبين، ضَخْمَ الكَرَاديس، أنورَ المتجَرَّد، موصول ما بين اللبة والسُّرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصَّدر، طويل الزِّندين، رَحْبَ الرَّاحة، شَثْنُ الكَفَّين والقَدَمَينِ، سايِلُ أو سائل الأطراف، خمصانَ الأخمَصَين، مسيحَ القَدَمَينِ، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعًا، ويخطو تكفُّؤًا، ويمشي هونًا، ذريعَ المشية، إذا مشى كأنما ينحطُّ من

ص: 63

صبب، وإذا التفت التفت جميعًا، خافض الطَّرف، نظرُه إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جُلُّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدأ (1) من لقيه بالسلام.

قلت: فصف لي منطقه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصِلَ الأحزان، دائِم الفكرة، ليس له راحة، طويلَ السَّكتَةِ، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجَوَامِعِ الكَلِمِ، فصلًا لا فضُول فيه ولا تقصير، دمثًا، ليس بالجافي ولا المهين، يُعظِّم النعمة وإن دقَّت، لا يذم شيئًا، لم يكن يذمُّ ذواقًا ولا يمدحه، ولا يُقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفِّها كلها، وإذا تعجَّب قلَبها، وإذا تحدَّث اتصل بها، فضرَبَ بإبهامه اليمنى راحته اليسرى، فإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جُلُّ ضَحِكِه التَّبسُّمُ، يَفترُّ عن مثل حبِّ الغَمَامِ.

قال الحسن رضي الله عنه: فكتمتها الحسين بن على رضي الله عنهما زمانًا، ثم حدّثتُه، فوجدته قد سبقني إليه، فسأله عما سألته عنه، ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله، فلم يَدَع منه شيئًا.

قال الحسين رضي الله عنه: سألت أبي رضي الله عنه عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان دخوله لنفسه مأذونًا له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جَزَّأ دخوله ثلاث أجزاء: جزءًا لله، وجزءًا لأهله، وجزءًا لنفسه، ثم جَزَّأ جُزءَه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة والخاصة (2)، ولا يدَّخِر عنهم شيئًا.

(1) وفي بعض الروايات: ويبدر، بالراء، وكلاهما صواب.

(2)

في الأصل: بالخاصة.

ص: 64

وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمته على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم، والأمة من مسألته عنهم (1) وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول:"لِيُبَلِّغ الشَّاهدُ منْكُم الغَائِبَ، وبلِّغوني حَاجَة مَن لا يَسْتَطِيع إبلاغي حاجَتَهُ، فإنَّه مَنْ أبلَغَ سُلطانًا حاجةَ من لا يستطيع إبلاغها ثَبَّتَ الله قدميْه يوم القيامة" لا يذكر عنده إلا ذلِك، ولا يقبل من أحد غيره. قال في رواية سفيان عن وكيع: يدخلون روَّادًا ولا يتفرقون إلا عن ذواق، ويَخرجون أدلَّةً على الخير.

قلت: فَأخْبِرنِي عَن مَخرَجِهِ كَيفَ يَصنَعُ فيهِ؟ قَال: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَخْزَنُ لِسانَهُ إلا فيما يَعنيه، ويؤلِّفهم ولا يُفَرِّقهم، يكرم كريم كلِّ قوم، ويُولِّيه عليهم، ويحذَرُ الناس ويحترس منهم من غير أن يطويَ عن أحد منهم بِشْرَهُ وخُلُقَه، ويتفقَّد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسِّن الحسن ويصوِّبه (2)، ويُقَبِّح القبيحَ ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، ولا يغفُل مخافة أن يغفُلوا أو يَملُّوا، لكلِّ حالٍ عنده عَتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه إلى غيره، الذين يلونَهُ من الناس خيارهم، وأفضلُهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظَمُهم عنده منزلة أحسنُهم مواساة ومؤازرة.

قال: فسألته عن مجلسه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على (3) ذكر، ولا يُوطِنُ الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلسُ، ويأمرُ بذلك، ويُعطِي كلَّ جلَسائه نصيبه حتى

(1) في الأصل: من مسألتهم عنه.

(2)

في "دلائل النبوة": ويقويه.

(3)

في الأصل: عن.

ص: 65

لا يحسِبُ جليسُهُ أن أحدًا أكرمُ عليه منه، من جالسه أو قاومه (1) لحاجة صابرَه حتى يكون هو المُنصَرِفَ عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من القول، قد وسع الناس بسطُه وخلقُهُ، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق متقاربين متفاضلين فيه بالتقوى - وفي رواية، وصاروا عنده في الحق سواء - مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصواتُ، ولا تؤبَنُ فيه الحُرَم، ولا تُنثَى فَلتاته، يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين، يوقِّرون فيه الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويرحمون الغريب.

قال: فسألته عن سيرته في جلسائه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهْل الخلق، لَيِّن الجانب، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا سخَّاب ولا فحَّاش، ولا عيَّاب ولا مزَّاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يُؤْيسُ منه، قد ترك نفسه من ثلاث: الرِّياء، والإِكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذمُّ أحدًا ولا يعيِّره، ولا يطُلب عورته، ولا يتكلَّم إلا فيما يرجو ثوابه. إذا تكلم أطرَقَ جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرَغَ، حدِيثُهم [عنده] حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجَّب مما يتعجَّبون منه، ويصبر للغريب على جفوته في المنطق، ويقول:"إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفِدوه" ولا يطلب الثناء إلا من مكافٍ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام.

وفي رواية: قلت: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوته على أربعة: على العلم، والحذر، والتقدير، والتفكر، فأما تقديره: ففي تسوية (2) النظر

(1) في الدلائل: قادمه بالدال.

(2)

في "دلائل النبوة": تسويته.

ص: 66

والاستماع بين الناس، وأما تفكره: فيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء [ولا] يستفِزُّهُ، وجمع له في الحذر أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهي عنه، واجتهاد الرأي بما (1) أصلح أمته، والقيام فيما جَمَعَ لهم أمر الدُّنيا والآخرة. أخرجه أبو عيسى الترمذي في "الشمائل"، وأبو عبد الله الترمذي في "النعت"، والإِمام البيهقي في كتاب "دلائل النبوة" والقاضي عياض في "الشفاء"(2).

61 -

عن علي رضي الله عنه قال: كان إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغَّطِ، ولا بالقصير المترَدِّد، وكان رَبْعَةً من القوم، ولم يكن بالجَعْدِ القَطَطِ، ولا بالسَّبطِ، كان جَعْدًا رَجِلًا، لم يكن بالمطَهَّم ولا بالمكلْثَم، وكان في الوجه تدوير، أبيضُ مُشرَبٌ، أدعَجُ العَينَين، أهدَبُ الأشفارِ، جَلِيلُ المُشاشِ، والكَتِدِ، أجرِدُ ذو مسْرُبة، شَثْنُ الكَفَّين والقدمين، إذا مشى تقلَّع كأنما يمشي في صَبَب، وإذا التفت التفت معًا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجودُ الناس صَدرًا، وأصْدَقُ الناس لهجَةً، وألْينهم عريكةً، وأكرمهم عِشْرةً (3) من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبَّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله. أخرجه الترمذي في "جامعه"(4).

62 -

عن مقاتل بن حيان، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى صلى الله عليه وسلم: يا عيسى جِدَّ في أمري، ولا

(1) في "الدلائل": فيما.

(2)

رواه الترمذي في الشمائل حديث رقم (6) باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم والبيهقي 1/ 212 و 212 في "دلائل النبوة" باب جامع صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله.

(3)

في الأصل: عشيرة.

(4)

رواه الترمذي رقم (3642) في المناقب باب رقم 19 وفي سنده ضعف وانقطاع، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل.

ص: 67

تهْزَل، واسمع وأطِعْ، يا ابنَ الطاهر البكر البتول، إنك من غير فحل، وأنا خلَقتُك آيةً للعالم، فإياي فاعبد، وعليَّ فتوكل، فسِّر لأهل سوران بالسريانية، بلِّغ مَن بين يديك أنِّي أنا الله الحيُّ القيوم (1) الذي لا أزول، صدِّقوا النبي الأميَّ صاحب الجمل والعمامة (وهي التاج) والنعلين، والهراوة (وهي القضيب) الجعدُ الرأس، الصَّلتُ الجبين، المقرونُ (2) الحاجبين، الأنجلُ العينين، الأدعَجُ، الأقمرُ اللون، الأقنى (3) الأنف، الكثُّ اللحية، كأنَّ عنقهُ إبريقُ فضَّة، كأنَّ الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من لَبَّتِهِ إلى سُرَّته تجري كالقضيب، ليس على صدره ولا بطنه شعر غيره، شثنُ الكفين والقدمين (4) إذا مشى كأنما يتقلَّع من الصخر منحدر في صبب، ذو النسل القليل. إنما نسله من المباركة خديجة، لها في الجنة بيت من قصب، لا سَخَبَ فيه ولا نَصَب، تكفُلُهُ في آخر الزمان كا كفَلَ زكَرَيا أمَّك، له منها ابنته فاطمة، له منها فرحان (5) مستشهدان، حسن وحسين، كلامه القرآن، ودينه الإِسلام، طوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه، قال عيسى صلى الله عليه وسلم يا رب وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي، أصلها من رضواني، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، وريحها ريح المسك. قال عيسى: يا رب اسقنى منها، قال حرام يا عيسى على النبيين أن يذوقوها حتى يشرب منها ذلك النبي الأمي، وحرام على

(1) في الأصل: القائم.

(2)

جاء في حديث هند بن أبي هالة: "سوابغ في غير قرن". قال ابن الأثير في "النهاية": القرن بالتحريك: التقاء الحاجبين، وهذا خلاف ما روت أم معبد فإنها قالت في صفته:"أزج أقرن"، أي: مقرون الحاجبين، والأول الصحيح في صفته.

(3)

في الأصل: أقنى.

(4)

في الأصل: والصدر، وهو خطأ. يقال: شثن الكف والقدم، أي: غليظ الكف والقدم.

(5)

كذا في الأصل: فرحان ولم نقف له على أصل، ولعله فرخان بالخاء المعجمة.

ص: 68

الأمم أن يشربوها حتى تشرب أمة ذلك النبي. أخرجه أبو عبد الله الحكيم الترمذي في "النعت".

63 -

وأخرجه البيهقي عن مقاتل بن حيان قال: أوحى الله إلى عيسى. . إلى قوله: ذو النسل القليل، ووقفه على مقاتل (1).

64 -

عن وهب بن منبه أن الله تعالى أوحى إلى شعيا، نبي [من أنبياء بني] إسرائيل عليه السلام أن قُلْ لِقومكَ: إني قد قَضَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَومَ خلقتُ السمواتِ والأرضَ أمرًا حَتمًا عليَّ إِنفاذُهُ، فسَلْهُم ما هوَ، وفي أي زمان يكون؟ قد يبِسَت ألسنَةُ الفُقَراء والمَسَاكِين من العَطَشِ، وطلبوا الماء فلم يَقْدِروا عليه، وأنا الله إلهُهم، يدعوني فلا أستجيب لهم، أُفَجِّرُ في الجبالِ الأنهارَ، وفي الصَّحاري العيونَ، وفي المفاوِزِ الينابيعَ، أعتد الصَّنَوبَرَ في الفلوات، والآس في المفَاوِزِ، والمُلكَ والحِكمَةَ في الرُّعاةِ والنُّبُوَّة في الأجَراء، والعِزَّ في الأذِلاء، والقُوَّة في الضُّعفاءِ، والعزَّةَ في الأقِلاءِ، والمدائنَ في الفَلَواتِ، والأجسامَ في الصَّحاري والبراري، والعلم في الجَهَلةِ، والحِكمَةَ في الأميِّين، فسلهُم من القائم بهذا، ومتى هو، وعلى يد من أؤسِّسه، ومن أعوانُ هذا الأمْرُ وأنصَارُه؟ فإنِّي باعثٌ لذلك نبيًّا أميًّا، أعمى من عُميان، ضالًّا من ضالِّين، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا سَخَّابٍ في الأسواق، ولا متزيِّن بالفُحشِ، ولا قَوَّالٍ بالخَنا، أنا الله ربُّ الأربابِ، أنا الَّذي رفعتُ السَّماء فمَدَدْتُها، ووضَعتُ الأرضَ فَدَحَيتُها، ونصَبتُ الجبال فأرسَيتُها، وخَلَقْتُ كُلَّ شيءٍ وجَعَلتُ النَّسَم والأرواح في جوفِ أهْلِها، أدعو عبدِي للصّدق، وأبعثه بالحَقِّ، وأؤيّده على البلاغِ، وأُنزلُ عليه روحي، وأبعثه أعمى من عميان، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا سخَّاب في الأسواق، يمرُّ على القصبِ الزَّعزاعِ فلا يسمع من تحت قَدَمَيْه،

(1) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 280 و 281 باب صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 69

ويمر إلى جنب السِّراج فلا يطفئه من سكينته، يحكم بالقسْطِ، ويظهر دينه على الأديان، ويجوز حُكْمُه خلفَ البحار، ولا يُنيرُ باطلًا، ولا يطفئ حقًا، أبعثه شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، أفتَحُ به آذانًا صُمًّا، وأختن به قُلوبًا غُلفًا، أفُكُّ به الأسارى من الحبسِ والرِّباط، وأُخرِجُ به العُميان من الظلماتِ إلى النور، أُسَدِّدُه لكُلِّ جميلٍ، وأهبُ له كل خُلُق كريم، أجعل السَّكينة لباسَهُ، والبرَّ شِعارَهُ، والتقوى ضميرُه، والحِكمَةَ معقوده، والصِّدقَ والوفاء طبيعته، والمعروفَ خُلُقَهُ، والعدلَ سيرَتَهُ، والحقَّ شريعتَهُ، والهَديَ إِمامَهُ، والإِسلام مِلَّتَهُ، وأحمدَ اسمَهُ، أهدي به مِنَ الضَّلالة، وأعلِّم به بعد الجهالة، وأكثر به بعد القِلَّة، وأغني به بعد العَيْلَةِ، وأجمَع به الفُرقَةَ، وأؤلِّف به قلوبًا مختلفة وأهواءً مشتَّتة وأمورًا مفِّرقة، وأجعلُ أُمَّتَهُ خيرَ أمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ يأمرونَ بالمَعْرُوف وينهَونَ عنِ المُنْكَر، ويوحِّدونَ لي إيمانًا وإخلاصًا وتصديقًا لما جاءت بِهِ رُسُلِي، أُلْهِمُهم التَّوحيدِ، والتكبيرَ، والتحميدَ، والتَّسبيحَ، في مساجدهم ومضاجعِهم ومنقلبهم ومثواهم، يصلُّون لي قيامًا وقعودًا، وركوعًا وسجودًا، ويَخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي أُلوفًا، ويقاتِلُون في سبيلي صُفوفًا وزحوفًا، يُطَهِّرون الوجوه والأطراف، ويشدُّون الأُزُرَ في الأَنصافَ، ويُكَبِّرون ويُهَلِّلون على الأشراف، قربانهم دماؤهم، وأناجيلُهُم صُدورُهم، رهبان بالليل، لُيوثٌ بالنَّهار، ذلك فضلي أوتيهِ من أشاء، وأنا ذو الفضْلِ العَظِيم. أخرجه أبو عبد الله الحكيم في كتاب "النعت".

65 -

عن عبد الله بن سلام قال: مكتوبٌ في التوراة صفة محمد، وعيسى يدفن معه، فقال أبو مودود المدني: قد بقي في البيت موضع قبر. أخرجه الترمذي (1).

(1) رواه الترمذي رقم (3621) في المناقب باب رقم (3) وإسناده ضعيف ومع ذلك، فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

ص: 70

66 -

عن ابن عباس قال: كانت يهود خيبر تقاتل غَطَفان، فكلما التقوا هُزِمَت يهود بني خَيبَر، فعاذت اليهود بهذا الدُّعاء، فقالت: اللهم إنا نسألك بحقِّ محمد النبيِّ الأميِّ الَّذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، قال: فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء، فَهَزَموا غطَفان، فلمَّا بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به، فأنزل الله تعالى:{وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ} [البقرة: 89] يعني بك يا محمد {عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} إلى قوله: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} أخرجه البيهقي (1).

67 -

عن أبي موسى الأشعري قال: سمعت النجاشي يقول: أشهَدُ أنَّ مُحَمدًا رسول الله، وأنَّه الذي بُشِّر به عيسى بن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك وما تحمَّلتُه فِي أمرِ النَّاسِ، لأَتَيتُه حتى أَحمِلَ نَعْلَيه، أخرجه أبو داود (2).

68 -

عن أبي موسى قال: خَرَجَ أبو طالب إلى الشام، وخرج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في أشياخٍ من قريشٍ، فلما أشرفوا على الرَّاهب، هَبَطوا فحلُّوا (3) رِحالَهُم، فَخَرَج إليهم الرَّاهب، وكانوا قبل ذلك يمرُّون به فلا يخرج إليهم، فقال وهم يَحلُّون رِحَالَهُم، فَجَعل يتَخَلَّلُهم الرَّاهب حتى جاء، فأخذ بيد رسول

(1) أخرجه البيهقي 1/ 427 في الدلائل، والحاكم في "المستدرك" 1/ 263 وفي سنده عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه. قال الدارقطني: هما ضعيفان، وقال أحمد: عبد الملك ضعيف، وقال يحيى: كذاب، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث.

(2)

رواه أبو داود رقم (3205) في الجنائز: باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك، وإسناده قوي، ورواه أيضًا أحمد في "المسند" 1/ 461 في حديث مطول من طريق آخر عن ابن مسعود.

(3)

في الأصل: فحطوا، وما أثبتناه من سنن الترمذي المطبوعة

ص: 71

الله صلى الله عليه وسلم، قال: هذا سَيِّدُ العالمِينَ، هذا رسول رَبِّ العالمين، يبعثُه الله رحمةً للعالَمِين، فقال الأشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبيّ، وإنِّى أعرفه بِخَاتِم النُّبوَّة، بين غُضروف كَتِفِه مثلَ التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به وكان هو في رِعْيَةِ الإِبل، فقال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غَمَامَةٌ تُظِلُّه، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فَيءِ شَجَرَةٍ، فلما جلس مال فَيءُ الشَّجرة عليه، فقال: انظُروا إلى فيء الشجرة مالَ عليه، فقال: أُنشِدُكُم بالله، أيُّكُم وَلِيُّه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يُناشِدُهُ حتَّى رَدَّهُ أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوَّدهُ الراهب بالكعك والزَّيت. أخرجه الترمذي (1).

69 -

عن جبير بن مطعم قال: لما بعث الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم، وظهر أمره بمكة، خرجت إلى الشام، فلما كنت بِبُصرى، أتتني جماعةٌ من النصارى، فقالوا لي: أمِنَ الحَرَمِ أنت؟ قُلت: نعم، قالوا: أفتعرف هذا الذي تنبَّأ (2) فيكم؟ قلت: نعم، قال: فأخذوا بيدي، فأدخلوني ديرًا لهم فيه تماثيل وصور، فقالوا لي: انظُر فَهَل تَرَى صورَةَ النَّبيِّ الَّذي بُعِثَ فيكُم؟ فَنَظَرتُ فَلَم أرَ صُورَتَهُ، قلتُ لا أرى صورتهُ، فَأدخَلوني دَيرًا أكبر من ذلك الدير، وإذا فيه تماثيل وصور أكثر مما في ذلك الدير، فقالوا لي: انظر هل ترى صورته،

(1) رواه الترمذي رقم (3624) في المناقب: باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده صحيح، إلا أن ذكر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ، وهو وهم من أحد رواته، فإن سن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذاك اثنتا عشرة سنة، وأبو بكر أصغر منه بسنتين، وبلال لعله لم يكن ولد في ذلك الوقت، وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة": رجاله ثقات وليس فيه سوى هذه اللفظة، فيحتمل أنها مدرجة فيه، منقطعة من حديث آخر وهمًا من أحد رواته.

(2)

في الأصل: نبئ.

ص: 72