الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّلام استَعلَن لِي، أرسلَه إلَّي رَبِّي، فَأخبرها بالَّذي جاءهُ من الله عز وجل وما سمع منه، فقالت: أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرًا، فاقْبَلِ الذي جاءك من الله، فإنه حق وأبشر، فإنك رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
29 -
قال البيهقي: والذي ذكر فيه من شق بطنه يحتمل أن يكون حكاية منه لما صنع به في صباه، ويحتمل أن يكون شق مرة أخرى، ثم مرة أخرى، ثم مرة ثالثة حين عُرِجَ به إلى السماء.
أول ما نزل من القرآن المجيد وآخر ما نزل منه
30 -
عن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها أعرابي فقال: أيُّ الكفن خيرٌ؟ قالت: ويحك وما يضرُّك؟ قال: يا أم المؤمنين أرينى مصحَفَك، قالت: لِمَ؟ قال: لعلِّي أؤلِّف القرآن عليه، فإنَّه يُقرأ غَيرَ مؤلَّف، قالت: وما يضُّركَ أيَّهُ قرأت قبْلُ، إنما أنزلت أوَّلَ ما نزلت سورةٌ من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثابَ النَّاس إلى الإِسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزلَت أوَّل شيء: لا تشرَبُوا الخمرَ، لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدًا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجاريةٌ ألعبُ {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأمْلَت عليه آي السُّور. أخرجه البخاري (2).
(1) هو في "دلائل النبوة" 1/ 398، 399.
(2)
رواه البخاري 9/ 31 - 33 في فضائل القرآن: باب تأليف القرآن، وقولها:"إنما نزل أول ما نزل. . ." ظاهره مغاير لما ثبت أن أول شيء نزل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وليس فيها ذكر الجنة والنار. قال الحافظ: ولعل "من" مقدرة، أي: من أول ما نزل، والمراد سورة =
31 -
عن ابن شهاب قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي أنه سمع بعض علمائهم يقول: كان أول ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فقالوا: هذا صدرها الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء، ثم أنزل آخرها بعد ذلك بما شاء الله. أخرجه البيهقي (1).
32 -
عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، قال:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قلت: يقولون: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} قال أبو سلمة سألت جابرًا عن ذلك، وقلت له مثل الذي قلت، فقال لي جابر لا أحدِّثك إلا ما حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: جاورت بحراء شهرًا، فلما قضيتُ جوارى هبطتُ فنوديت، فنظرتُ عن يميني، فلم أر شيئًا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئًا، ونظرت خلفي فلم أر شيئًا، فرفعت رأسي، فرأيت شيئًا، فأتيت خديجة، فقلت: دثِّروني، وصبوا عليَّ ماءً باردًا، فنزلت {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} وذلك قبل أن تفرض الصلاة، ثم حَمِي الوحيُ وتتابعَ. أخرجه البخاري ومسلم (2).
وهذا يشبه أنَّ {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} أول ما نزل بعد فترة الوحي، بدليل قوله: ثم حمي الوحي وتتابع.
= المدثر، فإنها أول ما نزل بعد فترة الوحي، وفي آخرها ذكر الجنة والنار، فلعل آخرها نزل قبل نزول بقية سورة [إقرأ]، فإن الذي نزل أولًا من [اقرأ] خمس آيات فقط.
(1)
في "دلائل النبوة" 1/ 412.
(2)
رواه البخاري 8/ 478 في تفسير سورة المدثر، ومسلم رقم (161) في الإِيمان: باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البيهقي 1/ 410 في "دلائل النبوة".