الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة عبد الله وآمنة وضم عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ووصيته به إلى أبي طالب
15 -
قال ابن عبد البر: ومات أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه حامل به، قال وقيل: توفي أبوه بالمدينة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهرًا، وقبره بالمدينة في دار من دور بني النجار، وكان خرج إلى المدينة يمتار تمرًا، وقيل: بل خرج به إلى أخواله زائرًا وهو ابن سبعة أشهر، وقيل: بل توفي أبوه وهو ابن شهرين، وكَفَلَهُ جَدُّهُ عبد المطَّلب، قال: وفي رواية: مات أبوه وأمُّهُ وكَفَلَهُ جَدُّهُ عبد المطَّلب، قال وتوفِّيت أمه بالإِبواء بين مكة والمدينة وهو ابن ست سنين، وقيل: سبع سنين، وقيل ثمان سنين.
وتوفي جده عبد المطلب بعد ذلك بسنة وأحد عشر شهرًا سنة تسع من أول عام الفيل، وقيل: بل توفي جده وهو ابن ثلاث سنين، وأوصى به إلى أبى طالب فصار في حجر عمه أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة، وكان أبو طالب شقيق أبيه (1).
16 -
عن عبد الله بن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة بنت وهب، فلما بلغ ستَّ سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهُم [به] ومعه أم أيمن تحضنه، وهم على بعيرين، فنزلت به في دار النابغة، فأقامت [به] عندهم شهرًا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أمورًا كانت في مُقامه ذلك، لما نظر إلى أطُم بني عدي بن النجار عرفه، وقال: كنت ألاعب أنيسة جارية من الأنصار على هذا الأُطم [وكنت] مع غلمان من أخوالي نطيِّر
= وابن عيينة، وعنه البخاري وأبو يعلى وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وهو صدوق مات سنة 240/ هـ.
(1)
في "الاستيعاب" وكان أبو طالب يحبه. والخبر ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 34.
طائرًا كان يقَعُ عليه، ونظر إلى الدار، فقال: ها هنا نزلت بي أمي، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله بن المطلب، قال: وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار، قال: وكان قوم من اليهود يختلفون ينظرون إليه، فقالت أم أيمن: فسمعت أحدهم يقولُ: هو نبيُّ هذه الأمة، وهذه دارُ هجرته، فوعَيْتُ ذلك كلَّه من كلامه، ثم رَجَعَتْ به أمه إلى مكة، فلما كانوا بالأبواء توفيت أمُّه آمنة بنت وهب، فقبرها هنالك، فرجعت به أمُّ أيمن على البعيرين اللَّذينِ قدموا عليهما إلى مكة، وكانت تحضنه مع أمه، ثم بعد أن ماتت. أخرجه ابن سعد (1).
17 -
عن نافع بن جبير وغيره قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مع أمه آمنة بنت وهب، فلما توفيت قبضَهُ إليهِ جدُّه عبد المطلب، وضمَّه ورقَّ عليه رقَّة لم يَرِقَّها على ولد [5] وكان يُقرِّبه منه ويُدنيه، ويدخل عليه إذا خلا، وإذا نام، وكان يجلس على فراشه، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابني إنه لَيُؤْنِسُ مُلكًا. وقال قوم من بني مُدلِج لعبد المطلب: احتفظ به فإنَّا لم نر قَدَمًا أشْبه بالقَدَمِ التي في المقام منه، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به، فلما حضرت عبد المطلب الوفاةُ أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحِياطته، ومات عبد المطلب فدفن بالحجُون (2) وهو يومئذٍ ابن اثنتين وثمانين سنة، ويقال: ابن مئة وعشرين سنة، أخرجه ابن سعد (3).
(1) 1/ 116 في "الطبقات" باب ذكر وفاة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
هو بفتح الحاء جبل بمكة وهي مقبرة، وقال عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو يتأسَّف على البيت، وقيل: للحارثة الجرهمي:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
…
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا
…
صروف الليالي والجدود العوائر
(3)
1/ 117 و 118 في "الطبقات" باب ذكر ضم عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد وفاة أمه.