الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - بابٌ
1888 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِى خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِى عَلَى حَوْضِى» . طرفه 1196
1889 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
…
وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
ــ
باب
كذا وقع من غير ترجمة؛ لأنّه بمثابة فصل من الباب قبله؛ لدلالة أحاديثه على كراهة تعري المدينة.
1888 -
(مسدد) بضم الميم ودَال مفتوحة مشددة (خُبيب) بضم الخاء المعجمة.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) قيل: أراد بيان شرف ذلك المكان، إما بأن ينقل ذلك المكان إلى الجنة ويصيرَ روضة؛ أو مجاز بأن العبادة فيه توصل إلى الجنة. وفي رواية:"ما بين قبري ومنبري" وفي أخرى: "حجري" والمعنى واحد لإتحاد المكان (ومنبرى على حوضي) يريد منبره هذا الذي كان يخطب عليه، يؤتى به، وينصب على جانب الحوض، أو ينصب له منبر آخر هناك.
قلت: الظاهر أنّه يريد أنّ منبره الآن على الحوض؛ لما في الرواية الأخرى: "وإنّي لأنظر حوضي الآن".
1889 -
(عبيد) بضم العين، مصغر (أبو أسامة) -بضم الهمزة- حمّادُ بن أسامة.
(عن عائشة: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعِك أبو بكر وبلال) -بضم الواو على بناء المجهول- أي: أصابه وعك، قال ابن الأثير: الوعك: الحمى وألمها.
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِى هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
…
بِوَادٍ وَحَوْلِى إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ
…
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِى شَامَةٌ وَطَفِيلُ
ــ
(كل امرئ مصبح في أهله ..... والموت أدنى من شراك نعله)
مصبح -بفتح الباء المشددة- أي: مأتي في الصباح، من صبحه إذا أتاه في الصّباح.
قال ابن الأثير: معناه مأتي بالموت في الصباح، وعندي هذا لا يستقيم لقوله بعده: والموت أدنى من شراك نعله والصواب أن هذا على عادة العرب من قولهم: صبحك الله بخير أو بالسّلامة أو نحوها، والحال أنّ الموت أقربُ إليه من كل قريب.
(وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى) على بناء الفاعل، قال الجوهري: يقال: أقلع فلان عما كان عليه، وأقلعت عنه الحمى (يرفع عقيرته) -بفتح العين وكسر القاف- أي: صوته، وأصل هذا أن رجلًا قطعت رجله كان يرفعها على الأخرى، ويصيح من شدة الألم، ثم اتسع فيه، فأُطلق على كل صوت يرفع من ألم.
(يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة ..... بوادٍ وحولي إِذخر وجليل
وهل أَرِدَن يومًا مياه مجنة ........ وهل يبدون لي شامة وطفيل)
البيت من بحر الطويل، وألا: حرف تنبيه؛ أي: ألا يا قومي، وإذخر -بكسر الهمزة وذال معجمة- نبت معروف. وجليل -بالجيم- هو الثمام إذا عظم. ومجنة -بفتح الميم وفتح الجيم وتشديد النّون- سوق من أسواق الجاهلية بقرب مكة. شامة وطفيل -بفتح الطاء وكسر الفاء- جبلان بمكة، وقيل: عينان.
فإن قلت: ما هذه النون في أبيتن وأردن ويبدون؟ قلت: نون التأكيد.
فإن قلت: نون التأكيد إنما تدخل الفعل إذا كان فيه معنى الطلب؟ قلت: الإستفهام هنا للتمني، وفيه معنى الطلب.
قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَفِى مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ» . قَالَتْ وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَهْىَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ. قَالَتْ فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِى نَجْلاً. تَعْنِى مَاءً آجِنًا. أطرافه 3926، 5654، 5677، 6372
1890 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ - رضى الله عنه - قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِى شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ مَوْتِى فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ ابْنُ زُرَيْعٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَتْ سَمِعْتُ عُمَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصَةَ سَمِعْتُ عُمَرَ رضى الله عنه.
ــ
(إلى أرض الوباء) -بالمد والقصر- قال ابن الأثير: هو الطاعون والمرض العام.
قلت: لا يصح حمله على الطاعون؛ لما تقدم من أنّ الطاعون لا يدخل المدينة، اللهم إلاّ أن يكون الإخبار بعدم دخول الطاعون متأخرًا عن هذا.
(وانقل حماها إلى الجحفة) بضم الجيم قرية في طريق الشام إلى مكة، كان اليهود يسكنها، فاستجاب الله دعاءه فخربت، وقيل: كل من يأتي بها إلى الآن تحصل له الحمى.
(وكان بطحان يجري نجلًا، تعني: ماء آجنًا) أي: متغيرًا، وبطحان -بضم الباء- واد بالمدينة. قال القاضي: تفسير البخاري نجلًا بآجنًا فيه نظر؛ لأن النجل هو القليل.
قلت: القليل لا سيما في تلك البلاد الحارة يلزم التغيير، وهو مراد عائشة، وتفسير الشيء بلازمه إذا دلت عليه قرينة شائعٌ في كلام العرب.
1890 -
([ابن] زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أمه)، (وقال هشام: عن زيد بن أسلم عن أبيه) روي أولًا مسندًا عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر وثانيًا تعليقًا عن زيد بن أسلم عن [أبيه] بواسطة حفصة عن عمر؛ وثالثًا تعليقًا عن زيد بن أسلم عن أبيه بواسطة حفصة أيضًا، والظاهر أنه سمع تارة بواسطة وأخرى بدونها، وقدم الذي بلا واسطة لأنه أقوى، وأتبعه برواية الواسطة تقوية.
هذا آخر كتاب المناسك، وعلى الله التوفيق لإتمام الكتاب في عافية بلا محنة، إنه ولي التوفيق.