الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
52 - باب صَوْمِ شَعْبَانَ
1969 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى النَّضْرِ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ. فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَاّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ. طرفاه 1970، 6465
ــ
باب صوم شعبان
1969 -
(عن أبي النضر) -بضاد معجمة- اسمه سالم.
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم؛ حتى نقول: لا يفطر) أي: إلى آخر الشهر (وبفطر حتَّى نقول: لا يصوم) أي: من الشهر؛ أي: كان يوالي الصوم أيامًا، ويوالي الفطر أيامًا بحسب النشاط (وما رأيته أكثر صيامًا منه) تفضيل للشيء على نفسه باعتبارين.
فإن قلت: قولها: ما رأيته استكمل شهرًا إلَّا رمضان، يخالف قول أم سلمة: ما رأيته صام شهرين متتابعين إلَّا شعبان ورمضان، وكذا رواية عائشة بعده:"كان يصوم شعبان كله". قلت: رواية الكل محمولة على أكثر الشهر؛ لما روى النَّسائيّ عن عائشة: "ما صام شهرًا كاملًا منذ قدم المدينة إلَّا رمضان".
فإن قلت: لفظ كل إنَّما يؤتى به لدفع التجوز؟ قلت: قد يراد به المبالغة في الكثرة؛ لا فيما وقد صرّح به الراوي في الرّواية الأخرى.
فإن قلت: فالحديث الذي رواه التِّرمذيُّ: "إذا انتصف شعبان لا صيام"؟ قلت: محمول على من لا يكون له عادة.
فإن قلت: ما الحكمة في إكثاره صوم شعبان؟ قلت: قيل: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيَّام، فربما فاتَهُ ذلك في السَّفر، فيصوم بدله ما في شعبان، وقيل: موافقةً لنسائه فإنهنّ كُن يقضين صوم رمضان في شعبان؛ كما تقدم من رواية عائشة، والأحسن أنّه كان يُعَظِّمه لقربه من رمضان.