الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى مَنْ دُعِىَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ «نَعَمْ. وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» . أطرافه 2841، 3216، 3666
5 - باب هَلْ يُقَالُ رَمَضَانُ أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعًا
وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ» . وَقَالَ «لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ» .
ــ
أبواب الجنة كلها، وهَبْ أنَّه فعل ما فعل، كيف خفي عليه أنَّ صاحب الزوجين يدعى من جميع الأبواب؛ وصاحب الصلاة وما ذكر بعدها إنما يدعى من باب واحد.
(فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة؛) لأنَّ دخوله لا يمكن إلَّا من باب واحد (قال: نعم) يُدعى إكرامًا وإعظامًا له؛ ولهذا قال: (وأرجو أن تكون أنت منهم).
فإن قلت: حديث من أنفق الزوجين دلَّ على أنَّ هناك من يُدعى من الأبواب كلها، فما وجه سؤال الصِّديق؟ قلت: أطلق الأبواب في حديث الزَّوجين، فاحتمل أن يراد جماعة من الأبواب من غير استغراق، فأكَّده الصِّدِّيق بلفظ:"كل" دفعًا لذلك الاحتمال، قال بعضهم: الجنة لها سبعة أسوار، والأبواب المذكورة هي أبواب تلك الأسوار، فمن الناس من يدعى من الباب الأول فقط، ومنهم من يتجاوز عنه، وهَلُمَّ جرا إلى آخر الأبواب، وهذا مع كونه مُخترعًا لم يتخيله أحد قبله مخالفٌ للقرآن؛ وهو قوله تعالى:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ} [الحديد: 13] ومخالف بهذا حديث الباب الذي هو بصدد شرحه؛ لأنَّه ذكر أنَّ باب الرَّيان لا يدخله إلَّا الصائمون، فيلزم أن لا يدخل الجنة غير الصائمين.
باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان، ومن رأى كله واسعًا
اختلف العلماء في جواز إطلاق رمضان بدون ذكر الشهر معه، منعه أصحاب مالك؛ لما ورد في الحديث: أن رمضان اسم من أسمائه تعالى، والبخاري والمحققون على جواز
1898 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِى سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ» . طرفاه 1899، 3277
1899 -
حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِى اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى ابْنُ أَبِى أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» . طرفه 1898
1900 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِى اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
ــ
الإطلاق مستدلين عليه بأحاديث الباب، والحديث الذي رواه المانعون حديث ضعيف.
(قال النبي صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان)، و (لا تقدَّموا رمضان) -بفتح التاء- أصله: تتقدمون، حذف منه إحدى التاءين، وهذان الحديثان سيرويهما البخاري بالإسناد.
1898 -
(قتيبة) بضم القاف، على وزن المصغر، وكذا (أبو سهيل) نافع بن مالك الأصبحي.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة) -بضم الفاء بالتشديد والتخفيف- واختلف في معنى فتح الأبواب؛ قيل: هو على ظاهره، تعظيمًا لهذا الشهر، وقيل: محمول على كثرة الطَّاعات وعفو الله عن عباده المؤمنين؛ فإنها أسباب دخول الجنة.
1899 -
(بكير) بضم الباء مصغر، وكذا (عقيل)، (ابن أبي أنس) هو أبو سهيل الذي تقدم.
(غُلِّقت أبواب جهنم) -بضم الغين وتشديد اللَّام- إِمَّا حقيقة كما ذكرنا في فتح أبواب الجنة؛ وإمَّا مجاز عن قلة الذنوب وكثرة المغفرة. (وسلسلت الشياطين) كذلك محمول على الحقيقة، أو مجاز عن انقطاع القوى الشهوية والغضبية وغيرهما، التي هي جنود إبليس.
فإن قلت: لو سلسلت الشياطين حقيقة لما وقع شَرٌّ في الدُّنيا؛ قلت: لا نسلم؛ لأنّ