الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَن الغَزوِ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخلِيفُهُ إِيَّانَا وَإِرجَاؤُهُ أَمرَنَا عَمَّن حَلَفَ لَهُ وَاعتَذَرَ إِلَيهِ فَقَبِلَ مِنهُ.
رواه أحمد (6/ 386)، والبخاري (2757)، ومسلم (2769)(53)، وأبو داود (2202)، والنسائي (2/ 53).
* * *
(8) باب تقبل التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها
[2685]
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه.
رواه أحمد (2/ 427)، ومسلم (2703).
ــ
(8)
ومن باب: من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه
يعني: أن التوبة تصح وتقبل دائما إلى الوقت الذي تطلع فيه الشمس من حيث تغرب، فإذا كان ذلك طبع على كل قلب بما فيه، ولم تنفع توبة أحد، وهذا معنى قوله تعالى:{يَومَ يَأتِي بَعضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا} وسر ذلك وسببه: أن ذلك هو أول قيام الساعة؛ فإذا شوهد ذلك، وعوين حصل الإيمان الضروري، وارتفع الإيمان بالغيب الذي هو المكلف به، وسيأتي القول في تحقيق القول في طلوع الشمس من مغربها.
[2686]
وعن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.
رواه أحمد (4/ 395)، ومسلم (2759)(31).
* * *
ــ
و(قوله: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) وقد تقدم الكلام على اليد المنسوبة لله تعالى غير مرة، وهذا الحديث أجري مجرى المثل الذي يفهم منه دوام قبول التوبة، واستدامة اللطف والرحمة، وهذا تنزل عن مقتضى: الغني، القوي، القاهر، إلى مقتضى: اللطيف، الرؤوف، الغافر، وهو نحو قوله تعالى:{مَن ذَا الَّذِي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا}
و(قوله صلى الله عليه وسلم: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم (1). فمن لطيف لطفه: أنه خاطبنا مخاطبة الأخذ لنفسه، المحتاج. ومن عجائب كرمه: أنه استقرض مِنَّا ماله استقراض من احتاج، فنسأله بعظمته وجلاله، وبحق محمد وآله أن يعاملنا بلطفه وعفوه وإفضاله.
* * *
(1) رواه مسلم (758)(171).