الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[2790]
وعن أبي زَيدٍ، يَعنِي عَمرَو بنَ أَخطَبَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الفَجرَ، وَصَعِدَ المِنبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَت الظُّهرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَ العَصرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَت الشَّمسُ، فَأَخبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعلَمُنَا أَحفَظُنَا.
رواه أحمد (5/ 341)، ومسلم (2892).
* * *
(5) باب في الفتنة التي تموج موج البحر وفي ثلاث فتن لا يكدن يذرن شيئا
وقد تقدم في كتاب الإيمان حديث حذيفة في التي تموج موج البحر.
[2791]
وعنه أنه قال: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَينِي وَبَينَ السَّاعَةِ، وَمَا بِي إِلَّا أَن يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيئًا لَم يُحَدِّثهُ غَيرِي، وَلَكِن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجلِسًا أَنَا
ــ
اختصاص عمر له بالسؤال عن ذلك دون غيره. وأبو زيد المذكور في هذا الباب: هو عمرو بن أخطب - بالخاء المعجمة - الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج. صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: غزوت معه ست غزوات، أو سبعا. وقد تقدم القول في حديث حذيفة في كتاب الإيمان.
و(قوله: ما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدث به غيري) كذا وقع هذا اللفظ، وكذا صح في الرواية، وما بي إلا أن يكون بـ (إلا)
فِيهِ عَن الفِتَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَعُدُّ الفِتَنَ: مِنهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدنَ يَذَرنَ شَيئًا، وَمِنهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيفِ، مِنهَا صِغَارٌ وَمِنهَا كِبَارٌ. قَالَ حُذَيفَةُ: فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهطُ كُلُّهُم غَيرِي.
رواه أحمد (5/ 388)، ومسلم (2891)(22).
[2792]
وعن جندب قال: جِئتُ يَومَ الجَرَعَةِ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ
ــ
الإيجابية، و (أن) المصدرية. فقيل: الوجه إسقاط إلا؛ لأنَّ مقصود الكلام: أن حذيفة أخبر عن نفسه بأنه يعلم كل فتنة تكون بين يدي الساعة. فيظن سامع هذا القول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إليه من ذلك بشيء لم يسره إلى غيره، فنفى هذا الظن بذلك القول. ثم نبه على سبب علمه بذلك فقال: ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فيعني بذلك أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس مع الناس، لكنه حفظ ما لم يحفظ غيره، وضبط ما لم يضبط غيره. كما قال في الحديث المتقدم. وقيل:(إلا) ثابتة في الرواية، فلا سبيل إلى تقدير إسقاطها، ومعنى الكلام مع ثبوتها: وما بي عذر في الإعلام بجميعها والحديث عنها، إلا ما أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّا لم يحدث به غيري، فيكون في كلامه إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إليه، وأسر له ألا يحدث بكل ما يعلمه من الفتن، أو لا يذيعه إن رأى في ذلك مصلحة. وهذا أولى لما ذكرناه من ثبوت الرواية، ولأن المعلوم من حال حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه من العلم بالفتن، وأسر إليه منها بما لم يخص به غيره، وأما ما لم يسره إليه، ولا خصه به، فهو الذي يحدث به، كما جاء متصلا بقوله: لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيهم عن الفتن. والله تعالى أعلم.
و(قول جندب: جئت يوم الجرعة) كذا هو بفتح الجيم والراء والعين المهملة، وهو موضع بجهة الكوفة. وروي عن بعضهم بسكون الراء. وأصل
فَقُلتُ: لَيُهرَاقَنَّ اليَومَ هَاهُنَا دِمَاءٌ، فَقَالَ ذَاكَ الرَّجُلُ: كَلَّا وَاللَّهِ، قُلتُ: بَلَى وَاللَّهِ، قَالَ: كَلَّا وَاللَّهِ، قُلتُ: بَلَى وَاللَّهِ، قَالَ: كَلَّا وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِيهِ، قُلتُ: بِئسَ الجَلِيسُ لِي أَنتَ مُنذُ اليَومِ، تَسمَعُنِي أُخَالِفُكَ وَقَد سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَا تَنهَانِي؟ ثُمَّ قُلتُ: مَا هَذَا الغَضَبُ؟ فَأَقبَلتُ عَلَيهِ وَأَسأَلُهُ، فَإِذَا الرَّجُلُ حُذَيفَةُ.
رواه مسلم (2893)(28).
* * *
ــ
الجرعة: الرمل الذي فيه سهولة. يقال: جرع وأجرع وجرعاء. وذلك اليوم هو يوم خرج أهل الكوفة إلى سعيد بن العاص، وكان عثمان ولاه عليهم فردوه، وولى أبا موسى الأشعري، وسألوا عثمان توليته فأقره.
و(قوله: تسمعني أخالفك) لأكثر الشيوخ، بالحاء المهملة، من الحلف الذي هو اليمين، وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة، وهي التي أذكرها، وكلاهما يصح، فتأمل مساقه.
* * *