الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت. قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه.
رواه مسلم (2813)(66 و 67).
* * *
(20) باب في قوله عليه الصلاة والسلام: لتتبعن سنن الذين من قبلكم، وهلك المتنطعون آخر الفتن
[2846]
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب
ــ
الرفع. ومنه قوله: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَعرُوشَاتٍ وَغَيرَ مَعرُوشَاتٍ} أي: منها ما هو مرفوع على ساق وهي الشجر، ومنها ما ليس كذلك، وهو النجم.
و(قوله: فيدنيه ويلتزمه، ويقول: نعم أنت، ) كذا وجدته مقيدا في أصل الشيخ أبي الصبر؛ أي: يقربه منه ويعانقه ويمدحه بـ (نعم) التي للمحمدة، وقد أضمر فاعلها للعلم به من غير شرط، تقديره: نعم الحبيب، أو الولي أنت. وهذا الإضمار شاذ؛ لأنَّه لا يجوز إلا إذا فسر بنكرة منصوبة على التمييز، كما هو المعروف في النحو، ومن قال: إن (نعم) هنا حرف جواب، فليس على صواب إذ ليس في الكلام سؤال يقتضيه، ولا معنى يناسبه.
و(قوله: لتتبعن سنن الذين من قبلكم) يروى (سنن) بضم السين وبفتحها،
لاتبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، آليهود والنصارى؟ قال: فمن؟
رواه أحمد (3/ 84)، والبخاريّ (3456)، ومسلم (2669).
[2847]
وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا.
رواه مسلم (2670)، وأبو داود (4608).
[2848]
وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء.
رواه أحمد (5/ 200)، والبخاريّ (5096)، ومسلم (2740)، والترمذي (2780).
[2849]
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون،
ــ
فبالضم: جمع سُنة، وهي الطريقة المسلوكة، وبالفتح: هو اسم للطريق. والضب: حِرذون الصحراء. والمتنطعون: المتعمقون والغالون، وقد تقدم القول في هذا الحديث.
و(قوله: إن الدنيا حلوة خضرة) أي: مستطابة في ذوقها معجبة في منظرها، كالثمر المُستحلَى المعجب المرأى.
و(قوله: إن الله مستخلفكم فيها) أي: جعلكم فيها خلفا ممن كان قبلكم؛ فإنها لم تصل إلى قوم إلا بعد ذهاب آخرين.
و(قوله: فينظر كيف تعملون) أي: يبصر أعمالكم فيجازي كلا بعمله؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
فاتقوا النار واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
رواه أحمد (3/ 19)، ومسلم (2742)، والترمذي (2191)، وابن ماجه (4000).
[2850]
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق.
رواه أحمد (1/ 394)، ومسلم (2949).
* * *
ــ
و(قوله: فاتقوا النار، واتقوا النساء) أي: احذروا الأعمال المقربة من النار، واحذروا فتنة النساء، فإنَّهن أول فتنة بني إسرائيل، وفتنتهن على الرجال أشد كل فتنة، والمحنة بهن أعظم كل محنة؛ لأنَّ النفوس مجبولة على الميل إليهن، وعلى اتباع أهوائهن مع نقص عقولهن وفساد آرائهن، ومن ملَّك قيادَه سفيه ناقص فجَدُّه ناكص.
* * *