الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(15) باب في صفة جهنم وحرها وأهوالها وبعد قعرها، أعاذنا الله منها
[2760]
عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
رواه مسلم (2842).
ــ
وسيحان وجيحان ببلاد خراسان، ويقال: سيحون وجيحون، وظاهر هذا الحديث: أن أصل هذه الأنهار ومادتها من الجنة، كما قدمناه في أحاديث الإسراء. وقد تقدَّم: أن النيل والفرات يخرجان من أصل سدرة المنتهى، وقد نص عليه البخاري، ويحتمل أن يكون المراد أنها تشبه أنهار الجنة في عذوبتها وبركاتها، وأبعد من هذا احتمال أن يكون المراد بذلك: أن الإيمان غمر بلاد هذه الأنهار وفاض عليها، وأن غالب الأجسام المتغذية بهذه المياه مصيرها إلى الجنة.
(15 و 16) ومن باب: صفة جهنم أعاذنا الله منها (1)
(قوله: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) قد تقدَّم: أن جهنم اسم علم لنار الآخرة، وكذلك: سقر، ولها أسماء كثيرة - أعاذنا الله منها - ويعني: أنها يجاء بها من المحل الذي خلقها الله فيه، فتدار بأرض المحشر حتى لا يبقى للجنة طريق إلا الصراط، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة. والزمام: ما يزم به الشيء؛ أي: يشد ويربط، وهذه الأزمة
(1) شرح المؤلف رحمه الله تحت هذا العنوان: هذا الباب، والباب الذي يليه بعنوان: تعظيم جسد الكافر، وتعظيم العذاب بحسب أعمال الأعضاء.
[2761]
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حرها.
رواه أحمد (2/ 313)، ومسلم (2843)، والترمذي (2559).
[2762]
وعنه؛ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة، فقال
ــ
التي تساق جهنم بها أيضًا تمنع من خروجها على أهل المحشر، فلا يخرج منها إلا الأعناق التي أمرت بأخذ من شاء الله أخذه. وملائكتها، كما وصفهم الله تعالى:{غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ} وأما هذا العدد المحصور للملائكة فكأنه عدد رؤسائهم، وأما جملتهم فالعبارة عنها ما قال الله تعالى:{وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ}
و(قوله: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) يعني: أنه لو جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدها بنو آدم لكانت جزءا من أجزاء جهنم المذكورة، وبيانه: أنه لو جمع حطب الدنيا فوقد كله حتى صار نارا، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزءا، أشد من حر نار الدنيا، كما بينه في آخر الحديث.
و(قولهم: والله إن كانت لكافية)(1)، إن: في مثل هذا الموضع مخففة من الثقيلة عند البصريين، وهذه اللام هي المفرقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة، وهي عند الكوفيين بمعنى ما، واللام بمعنى إلا، تقديره عندهم: ما كانت إلا كافية. وعند البصريين: إنها كانت كافية. فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنها كما فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين جزءا فضلت عليها في شدة الحر بتسعة وتسعين ضعفا.
و(قوله: إذ سمع وجبة) أي: هدة، وهي صوت وقع الشيء الثقيل.
(1) هذه الفقرة لم ترد في التلخيص، وهي من الحديث (2843)(30) في صحيح مسلم.