الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) باب ما فتح من ردم يأجوج ومأجوج، ويغزو البيت جيش فيخسف به
[2793]
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وعقد وهيب بيده تسعين.
رواه أحمد (2/ 341)، والبخاريُّ (3347)، ومسلم (2881).
[2794]
وعن أم سلمة أم المؤمنين، وسئلت عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير
ــ
(6)
ومن باب: ما فتح من ردم يأجوج ومأجوج ويغزو البيت جيش فيخسف بهم
(قوله: وكان ذلك في أيام ابن الزبير) ذلك إشارة إلى سؤال أم سلمة عن الجيش الذي يخسف به، وسألها عن ذلك الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان. هذا ظاهره، لكن قال أبو الوليد الكناني: هذا لا يصح؛ لأنَّ أم سلمة ماتت في أيام معاوية قبل موته بسنة، ولم تدرك أيام ابن الزبير. قال القاضي: وقد قيل: إنها ماتت أيام يزيد بن معاوية في أولها، فعلى هذا يستقيم الخبر، فإنَّ عبد الله نازع يزيد لأول ما بلغته البيعة له عند موت معاوية، وداجاه (1) شيئا، فوجه إليه يزيد أخاه عمرو بن الزبير ليجيئه به، أو يقاتله، فظفر به عبد الله بن الزبير، ومات في سجنه وصلبه. ذكر ذلك الطبري وغيره، وذكر وفاة أم سلمة أيام يزيد: أبو عمر بن عبد البر. قلت: هذا الحديث رواه عن أم سلمة عبد الله بن صفوان من طريق صحيح
(1)"داجاه": ساتره بالعداوة، ولم يُبْدِها له.
فقالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَعُوذُ بالبيت عَائِذٌ فَيُبعَثُ إِلَيهِ بَعثٌ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيدَاءَ مِن الأَرضِ خُسِفَ بِهِم، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَكَيفَ بِمَن كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ: يُخسَفُ بِهِ مَعَهُم، وَلَكِنَّهُ يُبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ. وَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ: هِيَ بَيدَاءُ المَدِينَةِ. فقال له عَبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيعٍ: إِنَّمَا قَالَت: بِبَيدَاءَ مِن الأَرضِ. قَالَ: كَلَّا وَاللَّهِ، إِنَّهَا لَبَيدَاءُ المَدِينَةِ.
رواه أحمد (290)، ومسلم (2882)(4 و 5)، وأبو داود (4289).
ــ
في الأصل، وفيه أيضًا عنه أنه رواه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال الدارقطني: والحديث عن أم سلمة، ومحفوظ عن حفصة، وعلى هذا فتكون كل واحدة منهما حدثت به عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا اضطراب.
و(قوله: يعوذ بالبيت عائذ فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم) الذي أثار هذا الحديث في وقت عبد الله بن الزبير: أن عبد الله بن الزبير لجأ إلى البيت عندما طالبه يزيد بن معاوية بأن يبايعه، ففر من المدينة إلى مكة، واستجار بالبيت، ووافقه على رأيه ذلك جماعة على خلاف يزيد، فجهز يزيد جيشا من أهل الشام إلى مكة، فحدث الناس أن ذلك الجيش يخسف به، وذكروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ قال لهم عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش، كما قد ظهر أن ذلك الجيش لم يخسف به. والبيداء: أرض ملساء لا شيء فيها، وفي الصحاح: البيداء: المفازة. والجمع: بيد. وهل هي بيداء المدينة أم لا؟ اختلف في ذلك أبو جعفر وعبد العزيز بن رفيع، كما ذكر في الأصل. وليؤمن: ليقصدن. والشريد: الطريد عن أهله، ويعني به هنا المنفرد عن ذلك الجيش الذي يخسف به. ومنعة، بتحريك النون: جمع مانع، ككاتب وكتبة، وبالسكون: مصدر منع. والمستبصر: البصير بالأمور. والمجبور: المكره الذي لا حيلة له في دفع ما يحمل عليه، وهو من جبرت الرجل على الشيء يفعله، فهو مجبور، ثلاثيا، ويقال: أجبرته، وهو الأصح والأكثر، فهو مجبر.
[2795]
وعن حفصة أَنَّهَا سَمِعَت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيَؤُمَّنَّ هَذَا البَيتَ جَيشٌ يَغزُونَهُ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيدَاءَ مِن الأَرضِ يُخسَفُ بِأَوسَطِهِم وَيُنَادِي أَوَّلُهُم آخِرَهُم، ثُمَّ يُخسَفُ بِهِم فَلَا يَبقَى إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخبِرُ عَنهُم.
رواه مسلم (2883)(6)، والنسائي (5/ 207)، وابن ماجه (4063).
[2796]
وعن عبد الله بن صفوان، عَن أُمِّ المُؤمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَيَعُوذُ بِهَذَا البَيتِ - يَعنِي الكَعبَةَ - قَومٌ لَيسَت لَهُم مَنَعَةٌ وَلَا عَدَدٌ وَلَا عُدَّةٌ، يُبعَثُ إِلَيهِم جَيشٌ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيدَاءَ مِن الأَرضِ خُسِفَ بِهِم، قَالَ يُوسُفُ بن ماهك: وَأَهلُ الشَّامِ يَومَئِذٍ يَسِيرُونَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ صَفوَانَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهَذَا الجَيشِ.
رواه مسلم (2883)(7).
[2797]
وعَن عَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَت: عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ فَقُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعتَ شَيئًا فِي مَنَامِكَ لَم تَكُن تَفعَلُهُ، فَقَالَ: العَجَبُ أنَّ نَاسًا مِن أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالبَيتِ بِرَجُلٍ مِن قُرَيشٍ قَد
ــ
و(قوله: عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه) وجدته مقيدا بفتح الباء؛ أي: أتى بكلمات كأنها مختلطة. يقال: عبث الشيء، يعبثه: إذا خلطه، بفتح الباء في الماضي، وكسرها في المضارع، فأمَّا عبث بكسر الماضي وفتح المضارع فمعناه: لعب.
و(قوله: إن ناسا من أمتي يؤمون البيت برجل) أشرب يؤمون معنى ينزلون، فعداه بالباء، وهو مما يتعدى بنفسه، كما تقدَّم غير مرة.