الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَوْحَة (ب)
من فقه تعاملك مع الأزمات والغليان خاصة وعامة.
1 -
إفهم، وتعامل بفهم:
ينبغي عليك أن تفهم الوضع .. الأزمة، بحقيقة عميقة، حتى تتعامل مع الأمر.
افهم من أنت؟ ما موقعك؟ .. تأثيرك؟ انظر إلى تفهيم الله لرسوله من هو في مواضع متعددة: قال له ربه مقسما بالقرآن (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)(يس: 1 - 3). ليؤكد له موقعه ومن هو، والمهمة المكلف بها.
لقد كثرت في القرآن الكريم حملات التعريف به صلى الله عليه وسلم وبأصحابه وبدعوته وأعدائه وسنة من سار على هذا المنهج.
حملة هدفها الفهم والتعامل من خلاله، وصلت حتى إلى داخل نفس المتآمر ماذا يريد .. وكيف تتعامل معه؟ (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) (آل عمران: 118). إنه كشف عميق لحركة النفس العميقة الخفية ..
إنك إن لم تفهم فلن تعمل، أو لن تقدم صحيح التعامل، وانظر بالله عليك إلى هذا الذي غاب عنه الفهم كيف سيتعامل بعشوائية، واضطراب، تستفزه المواقف، وكم يؤزه من يريد أن يحقق من خلاله هدفا ورقما.
2 -
لا تتعامل بالاستفزاز مع المواقف: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)(الروم: 60).
هذا النص فيه وجوب الصبر على المنهج وعلى الاستفزازات .. فيه النظر إلى المآلات .. إلى المستقبل، وهو ما دل عليه قوله تعالى بعد الأمر بالصبر (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)، وهذا تنبيه على التعليل كما هو معلوم في الأصول.
وفيه النهي التحريمي عن التعامل بخفة وطيش واستفزاز واستخفاف.
إن كلمة (يَسْتَخِفَّنَّكَ) تجمع كثيرا من المعاني الهامة، إنها تدل على الطيش .. على العجلة .. على سرعة الاستفزاز .. تدل على الاستخفاف بمآلات الحدث .. تدل مع (وَلا) على وجوب الابتعاد عن سياسة رد الفعل اللحظي الذي يضر أكثر مما ينفع.
لقد استوقفتني هذه الآية كثيرا .. ففيها كثير مما نحن بحاجة إليه في الحياة .. في تعاملنا مع المواقف والأحداث والأزمات ..