الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ تَعَمُّدًا لِذَلِكَ فِي تَزْيِينِهِ، وَتَكْسِيرِ أَعْضَائِهِ، وَتَلْيِينِ كَلَامِهِ لِكَوْنِ ذَلِكَ مَعْصِيَةً، لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ اللَّهُ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَال، والْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ يَعْنِي الْمُتَشَبِّهَاتِ بِالرِّجَال (1) .
وَأَمَّا الَّذِي فِي كَلَامِهِ لِينٌ، وَفِي أَعْضَائِهِ تَكَسُّرٌ خِلْقَةً، وَلَمْ يَشْتَهِرْ بِشَيْءٍ مِنَ الأَْفْعَال الرَّدِيئَةِ فَهُوَ عَدْلٌ مَقْبُول الشَّهَادَةِ (2) .
ب -
نَظَرُ الْمُخَنَّثِ إِلَى غَيْرِ مَحَارِمِهِ مِنَ النِّسَاءِ
6 -
صَرَّحَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلْمُخَنَّثِ الَّذِي يَأْتِي بِالرَّدِيءِ مِنَ الأَْفْعَال النَّظَرُ إِلَى النِّسَاءِ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُخَنَّثِ الَّذِي فِي أَعْضَائِهِ لِينٌ أَوْ تَكَسُّرٌ بِأَصْل الْخِلْقَةِ وَلَا يَشْتَهِي النِّسَاءَ: فَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْحَنَابِلَةِ فِي تَرْكِ مِثْلِهِ مَعَ النِّسَاءِ اسْتِدْلَالاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى:{أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ مِنَ الرِّجَال} (3) وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَنِ ابْنِ
(1) حديث: " ابن عباس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المخنثين من الرجال. . . ". أخرجه البخاري (الفتح 10 / 333) .
(2)
فتح القدير 6 / 34 - ط. المطبعة الأميرية، والاختيار 2 / 147 - ط. دار المعرفة، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق 4 / 220 - ط. دار المعرفة، والمبسوط للسرخسي 16 / 121 - ط. مطبعة السعادة، ومجمع الأنهر 2 / 189، والفتاوى الهندية 3 / 467 - ط. الأميرية، والحطاب 6 / 151، وما بعدها - ط. دار الفكر، والوجيز 2 / 249 - ط. دار المعرفة، والمغني 9 / 160، ونيل المآرب 2 / 476 ط مكتبة الفلاح.
(3)
سورة النور / 31.
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَال: {غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ} هُوَ الْمُخَنَّثُ، وَعَنْ مُجَاهَدٍ وَقَتَادَةَ: الَّذِي لَا إِرْبَ لَهُ فِي النِّسَاءِ، وَهُوَ مَنْ لَا شَهْوَةَ لَهُ.
وَقِيل: هُوَ الْمَجْبُوبُ الَّذِي جَفَّ مَاؤُهُ، وَقِيل: الْمُرَادُ بِهِ الأَْبْلَهُ الَّذِي لَا يَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، وَإِنَّمَا هَمُّهُ بَطْنُهُ، وَالأَْصْل فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَل عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي مُخَنَّثٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُول لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِل بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُمْ (1) .
قَال ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ اسْمُ هَذَا الْمُخَنَّثِ هِيتُ، وَبِهَذَا صَرَّحَ السَّرَخْسِيُّ حَيْثُ قَال: إِنَّ هِيتَ الْمُخَنَّثَ كَانَ يَدْخُل بُيُوتَ أَزْوَاجِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ كَلِمَةً شَنِيعَةً أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ. وَقِيل: كَانَ اسْمُهُ مَاتِعٌ، وَقِيل: صَوَابُهُ هَنَبٌ (2) .
(1) حديث أم سلمة دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث. أخرجه البخاري (الفتح 8 / 43) ومسلم (3 / 1715، 1716) واللفظ للبخاري.
(2)
فتح القدير 8 / 108 - ط. المطبعة الأميرية، والمبسوط للسرخسي 16 / 131 - ط. مطبعة السعادة، وفتح الباري 8 / 43، 45 - ط. دار المعرفة. ومسلم بشرح النووي 14 / 163 - ط. المطبعة المصرية، ومطالب أولي النهى 5 / 141 - ط. المكتب الإِسلامي.