الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[لو الشرطية معناها وما تختص به]
قال ابن مالك: (لو حرف شرط يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه، واستعماله في المضيّ غالبا، فلذا لم يجزم بها إلّا اضطرارا، وزعم اطّراد ذلك على لغة، وإن وليها اسم فهو معمول فعل [مفسّر] بظاهر بعد الاسم، وربّما وليها اسمان مرفوعان، وإن وليها «أنّ» لم يلزم كون خبرها فعلا خلافا لزاعم ذلك).
قال ناظر الجيش: قال الإمام بدر الدين (1): «من حروف المعاني «لو» وهي في الكلام على ضربين: موصولة وشرطية؛ فالموصولة هي التي تأتي مع الفعل في تأويل مصدر كما في قوله تعالى: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ (2) وقد تقدم ذكرها. وأما الشرطية فهي لتعليق ما امتنع لامتناع شرطه فتقتضي جملتين ماضيتين الأولى [منهما] مستلزمة للثانية، لأنها شرط والثانية جوابه، وتقتضي أيضا امتناع الشرط لأنه لو ثبت لثبت جوابه، وكان الإخبار بذلك إعلاما بإيجاب لإيجاب، لا بتعليق ما امتنع لامتناع شرطه فتخرج «لو» عن معناها، ولا تقتضي امتناع الجواب في نفس الأمر ولا ثبوته لأنه لازم، والشرط ملزوم، ولا يلزم من انتفاء الملزوم انتفاء اللازم، بل إن كان مساويا للشرط امتنع بامتناعه كما في نحو: لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا، وإن كان أعم من الشرط لم يلزم أن يكون ممتنعا في نفس الأمر لامتناع شرطه بجواز كونه لازما لأمر ثابت فيكون هذا نصّا ثابتا لثبوت ملزومه كما في قولك: لو ترك العبد سؤال ربه لأعطاه، فإن تركه السؤال محكوم بكونه مستلزما للعطاء، وبكونه ممتنعا والعطاء محكوم بثبوته على كل حال، والمعنى أن إعطاءه حاصل مع ترك السّؤال فكيف مع السؤال؟ وكما في قول عمر رضي الله عنه:«نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» (3) فإن عدم الخوف محكوم بكونه مستلزما لعدم المعصية، وبكونه ممتنعا وعدم المعصية [5/ 180] محكوم بثبوته، لأنه إذا كان ثابتا على تقدير ثبوت عدم الخوف فالحكم بثبوته على تقدير الخوف أولى، وكما في قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ -
(1) انظر شرح التسهيل لبدر الدين (4/ 94).
(2)
سورة البقرة: 96.
(3)
انظر حلية الأولياء (1/ 177) وحاشية الأمير على المغني (1/ 206) وقال العلامة الأمير: «فتش العلماء فلم يجدوا لهذا مخرجا عن عمر ولا عن غيره وإن اشتهر بين النحاة، نعم ورد نحوه مرفوعا في حق سالم مولى أبي حذيفة: أن سالما شديد الحب لله عز وجل لو كان لا يخاف الله ما عصاه خرجه أبو نعيم في الحلية» اه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ (1) لأن عدم النفاد ثابت على تقدير كون ما في الأرض من شجرة أقلاما مدادها البحر وسبعة أمثاله وعلى تقدير عدم ذلك، وقد ظهر من هذا أن «لو» حرف شرط في الماضي وأنها تقتضي نفي تاليها واستلزام ثبوته ثبوت تاليه، لأنهما شرط وجواب ولا تقتضي نفي الجواب في نفس الأمر ولا ثبوته، وقال أكثر النحويين (2): لو حرف يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره أي: على امتناع الثاني لامتناع الأول، وكان شيخنا (3) رحمه الله تعالى يرى أنه تفسير لـ «لو» بأخص من معناها لأنه يقتضي كون جوابها ممتنعا غير ثابت على وجه، وذلك فيها غير ثابت بدليل مجيء جوابها ثابتا في نحو ما تقدم من الأمثلة، ولا شك أن ما قاله الشيخ في تفسير «لو» أحسن وأدلّ على معنى «لو» مما قاله النحويون غير أن ما قالوه عندي تفسير صحيح واف بشرح معنى «لو» وهو الذي قصد سيبويه رحمه الله من قوله: لو لما كان سيقع لوقوع غيره (4)، يعني أنها تقتضي فعلا ماضيا كان يتوقع ثبوته لثبوت غيره، والمتوقّع غير واقع فكأنه قال: لو تقتضي فعلا امتنع لامتناع ما كان يثبت لثبوته، وهو نحو ما قال غيره، ولنرجع إلى بيان صحته فنقول: قولهم: لو تدلّ على امتناع الثاني لامتناع الأول يستقيم على وجهين:
الأول: أن يكون المراد أن جواب «لو» ممتنع لامتناع الشرط غير ثابت لثبوت غيره بناء على مفهوم الشرط في عرف اللغة لا في حكم العقل، فإنك إذا قلت: إن قام زيد قام عمرو فهو دالّ في عرفهم على أنه إذا لم يقم زيد لم يقم عمرو، لأن الأصل فيما علّق على شيء أن لا يكون معلقا على غيره، فجرى العرف على هذا الأصل، ولذلك فهموا عدم جواز القصر في السفر عند عدم الخوف (5) من قوله تعالى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ (6) وعلى هذا إذا قلت: -
(1) سورة لقمان: 27.
(2)
انظر التذييل (6/ 931) والمغني (ص 257) وشرح التصريح (2/ 257) والهمع (2/ 64) والأشموني (4/ 35 - 37).
(3)
يعني والده العلامة ابن مالك.
(4)
انظر الكتاب (4/ 224).
(5)
هكذا فهم سيدنا عمر - رضى الله تعالى عنه - حتى إنه قال: «فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته» انظر تفسير ابن كثير (1/ 544).
(6)
سورة النساء: 101.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
لو جئتني لأكرمتك فقد دلت «لو» على أن المجيء مستلزم للإكرام وعلى أنه ممتنع، ففهم منه أن الإكرام ممتنع أيضا غير ثابت بوجه كما يفهم من نفي شرط إن نفي جوابه.
والوجه الثاني: أن يكون المراد أن جواب [لو] ممتنع لامتناع شرطه، وقد يكون ثابتا لثبوت غيره، لأنها إذا كانت تقتضي نفي تاليها واستلزامه لتاليه فقد دلّت على امتناع الثاني لامتناع الأول، لأنه متى انتفى شيء انتفى مساويه في اللزوم مع احتمال أن يكون ثابتا لثبوت أمر آخر فيصح إذن أن يقال: لو حرف يدل على امتناع الثاني لامتناع الأول، لأنه لا يقتضي كونها تدل على امتناع الجواب على كل تقدير، بل على امتناعه لامتناع الشرط المذكور مع احتمال كونه ثابتا لثبوت أمر آخر، وغير ثابت لأن امتناع الشيء لامتناع علّة لا ينافى ثبوته لثبوت علة أخرى، ولا انتفاءه لانتفاء جميع علله.
وعند أكثر المحققين (1) أن «لو» لا تستعمل في غير المضي وذهب قوم إلى أن استعمالها في المضي غالب وليس بلازم لأنها قد تأتي للشرط المستقبل بمنزلة «إن» واحتجوا بنحو قول الشاعر:
4088 -
ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا
…
ومن دون رمسينا من الأرض سبسب
لظلّ صدى صوتي ولو كنت رمّة
…
لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب (2)
وقول الآخر (3):
4089 -
ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت
…
عليّ ودوني جندل وصفائح
لسلّمت تسليم البشاشة أوزقا
…
إليها صدى من جانب القبر صائح (4)
-
(1) نقل ابن هشام في المغني كلام بدر الدين هذا ورد عليه بكلام حسن فليراجع. انظر المعني (ص 262 - 265).
(2)
هذان البيتان من الطويل وهما لقيس بن الملوح.
الشرح: الأصداء: جمع صدّى وهو الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال ونحوها والرمس: تراب القبر، وسبسب: مفازة ويهش: يرتاح، ويطرب: من الطرب وهو خفة السرور، والرّمة: العظام البالية وقوله: ولو كنت رمّة يروي «وان كنت رمة» .
والشاهد في أن «لو» ها هنا للتعليق في المستقبل وقد احتج بذلك جماعة من النحويين، ولا حجة لهم فيه لصحة حمله على المضي. وانظر البيتين في التذييل (6/ 938) والمغني (ص 261) وشرح شواهده (ص 643) وشرح التصريح (2/ 255).
(3)
هو توبة بن الحمير كما في التذييل (6/ 938) والمغني (261).
(4)
هذا البيتان من الطويل. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال الله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ (1)، وليس بحجة (2) لأن غاية ما فيه أن ما جعل شرطا لـ «لو» مستقبل في نفسه، أو مقيد بمستقبل، وذلك لا ينافي امتناعه في مضي لامتناع غيره، ولا يحوج إلى إحراج «لو» عما عهد من معناها إلى غيره.
ولما كانت «لو» للشرط في الماضي كان دخولها على المضارع على خلاف الأصل فلم تجزمه في سعة الكلام كما تجزمه «إن» وإن كانت مثلها في الاختصاص بالفعل، وحكى الشجري (3) أن بعضهم يرى الجزم بها لغة والمعروف أنه لا يجزم بها إلا في ضرورة كقوله:
4090 -
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت
…
إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا (4)
وقول الآخر:
4091 -
لو يشأ طار به ذو ميعة
…
لاحق الآطال نهد ذو خصل (5)
وذهب الشيخ - رحمه الله تعالى - في شرح الكافية (6) إلى منع الجزم بـ «لو» في السعة والضرورة، وقال عن تسكين «النون» من: يحزنك: «فهذا من تسكين ضمة الإعراب تخفيفا كما قرأ أبو عمرو: وينصركم (7) ويأمركم (8)، ويشعركم (9) وقرأ بعض السلف: ورسلنا لديهم يكتبون (10)» وعن -
- الشرح: الجندل: الحجارة، والصفائح: الحجارة العراض تكون على القبور، وهي جمع: صفيحة، وزقا: صاح، والصدى: هو الذي يجيبك بمثل صوتك
…
إلخ ما سبق في البيت السابق، والصدى أيضا: ذكر البوم وقيل هو طائر كالبومة كانت العرب تزعم أنه يخرج من رأس القتيل
ويصيح: اسقوني اسقوني حتى يؤخذ بثأره، ولعله المراد هنا. والشاهد فيه وقوع «لو» للتعليق في المستقبل كما في البيت السابق. وانظر البيتين في شرح ابن الناظم (ص 711) والتذييل (6/ 938) والمغني (ص 261) والعيني (4/ 453) والبيت الأول في الهمع (2/ 64) والدرر (2/ 80) والأشموني (4/ 38).
(1)
سورة النساء: 9.
(2)
ذكر ابن هشام في المغني (ص 262) أن ابن الناظم تابع ابن الحاج في نقده على المقرب في إنكار مجيء «لو» للتعليق في المستقبل. وانظر شرح التصريح (2/ 256).
(3)
انظر أمالي الشجري (1/ 187).
(4)
،
(5)
سبق شرحه والتعليق عليه.
(6)
انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1632 - 1634).
(7)
سورة التوبة: 14.
(8)
سورة البقرة: 67.
(9)
سورة الأنعام: 109.
(10)
سورة الزخرف: 80.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
و «لو» مختصة بالأفعال فلا تباشر الجمل الاسمية، ولكن يليها الاسم مرفوعا ومنصوبا، فإن وليها المرفوع فإن كان غير «أن» وصلتها فهو مرفوع بفعل مضمر مفسر بظاهر بعد الاسم نحو «لو ذات سوار لطمتني» ولو زيد قائم أبوه قمت، وإن كان «أنّ» وصلتها كما في قولك: لو أنّك جئتني لأكرمتك فهو عند سيبويه (2) في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف، وقد شذّ ابتداء «أنّ» بعد «لو» كما نصبت «غدوة» بعد «لدن» ، وعند الأخفش (3) في موضع رفع بـ «ثبت» مضمرا كما هو كذلك بعد «ما» النائبة عن الظرف كقولهم: لا أفعل ما أنّ حراء مكانه، ولا أكلمه ما أنّ في السّماء نجما (4)، وإن ولي «لو» اسم منصوب فقد يكون منصوبا بما بعده كما في قولك: لو زيدا ضربت لأكرمتك، وقد يكون منصوبا بفعل مضمر مفسر بظاهر بعد الاسم وغير مفسر، فالأول نحو: لو زيدا رأيته
أكرمك ولو عمرا [5/ 181] كلمت أخاه أعطاك، والثاني قولهم: اضرب ولو زيدا، وألا شراب ولو ماء (5)، وندر المجيء باسمين مرفوعين بعد «لو» في قول الشاعر:
4092 -
لو بغير الماء حلقي شرق
…
كنت كالغصّان بالماء اعتصاري (6)
-
(1) سورة سبأ: 14.
(2)
انظر الكتاب (3/ 121)، وانظر شرح ابن الناظم للألفية (ص 711، 712).
(3)
أشار إلى هذا الرأي في شرح الألفية (ص 712) دون أن ينسبه لأحد ونسب في التذييل لأبي العباس المبرد، انظر التذييل (6/ 946) والمقتضب (3/ 77، 78) ونسب في المغني (ص 270) للمبرد والزجاج والكوفيين.
(4)
انظر شرح ابن الناظم (ص 711) والأشموني (4/ 41).
(5)
في الكتاب (1/ 227)(هارون)«ألا ماء ولو باردا» .
(6)
هذا البيت من الرمل، وهو لعدي بن زيد التميمي في ديوانه (ص 93).
الشرح: قوله: شرق صفة مشبهة من قولهم: شرق بريقة إذا غصّ. والمصدر: الشّرق، وغصّان يقال: -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وحمله أبو علي (1) على أن «حلقي» فاعل لفعل مضمر يفسره «شرق» و «شرق» خبر مبتدأ محذوف مدلول عليه بالفاعل والتقدير: لو شرق بغير الماء حلقي هو شرق، وحمله شيخنا (2) - رحمه الله تعالى - على أن «حلقي» مبتدأ و «شرق» خبره و «بغير الماء» متعلق بالخبر، وقد ابتدأ الكلام بعد «لو» لأنها لما لم تعمل لم يسلك بها سبيل «إن» في الاختصاص بالفعل أبدا، فنبّه على ذلك بمباشرتها «أنّ» كثيرا وبماشرتها غيرها قليلا (3).
ومحلّه عندي على أن يكون قوله: «حلقي شرق» مبتدأ وخبرا في موضع نصب بـ «كان» الشانية مضمرة تقديره: لو كان الأمر أو الشأن حلقي شرق بغير الماء كنت كالغصّان، وكان بالماء اعتصاري (4).
وزعم الزمخشري (5) أن الخبر بعد «لو أنّ» ملتزم مجيئه فعلا ليكون ذلك عوضا عن ظهور الفعل المقدر بين «لو» و «أنّ» ومنع صحة قولك: لو أنّ زيدا [حاضري] لأكرمته، قال الشيخ رحمه الله تعالى (6): وما منعه سائغ في كلام العرب كقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ (7) ومنه قول الراجز:
4093 -
لو أن حيّا مدرك النّجاح
…
أدركه ملاعب الرّماح (8)
-
- غصصت بالماء أغصّ غصصا إذا شرقت به أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه، ورجل غصّان: غاص، وقوله اعتصاري أي نجاتي وملجئي. والمعنى: لو شرقت بغير الماء اسغت شرقي بالماء، فإذا غصصت بالماء فبم أسيغه؟
والشاهد فيه المجيء باسمين مرفوعين بعد «لو» وهو نادر لأن «لو» لا يليها إلا الأفعال، وقد اختلف في تخريج ما في البيت كما هو موضح بالنص، والبيت في الكتاب (3/ 121) والمستقصى (2/ 408) وشرح الكافية الشافية (3/ 1636) والتذييل (6/ 943، 944).
(1)
انظر التذييل (6/ 944).
(2)
يعني والده العلامة ابن مالك.
(3)
انظر شرح الكافية الشافية (2/ 665).
(4)
وهذا ما ذهب إليه أبو الحسن بن خروف. انظر التذييل (6/ 944).
(5)
انظر المفصل (ص 323).
(6)
أي العلامة ابن مالك انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1637).
(7)
سورة لقمان: 27.
(8)
هذا رجز وقوله: النجاح يروى بدله «الفلاح» وأراد بـ «ملاعب الرماح» أبا براء عامر بن مالك الذي يقال له ملاعب الأسنة وغيّره لبيد إلى هذه القافية.
والشاهد في قوله: «مدرك النجاح» حيث وقع خبرا لـ «أنّ» الواقعة بعد «لو» وهو اسم وفي هذا رد على الزمخشري الذي يرى أن الخبر بعد «لو أنّ» ملتزم مجيئه فعلا. والرجز في التذييل (6/ 947) -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقول الشاعر (1):
4094 -
ولو أنّ حيّا فائت الموت فاته
…
أخو الحرب فوق القارح العدوان (2)
وقول الآخر:
4095 -
ولو أنّ ما أبقيت منّي معلّق
…
بعود ثمام ما تأوّد عودها (3)
وقول الآخر:
4096 -
ولو أنّها عصفورة لحسبتها
…
مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما (4)
هذا آخر كلام بدر الدين رحمه الله تعالى (5).
وقد اختلفت عبارات النحاة في تفسير معنى «لو» فالجاري على ألسنة المعلمين والمعربين (6) أنها حرف يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره، أي: امتناع الثاني لامتناع -
- والمغني (ص 270) وشرح شواهده (ص 663) والعيني (4/ 466).
(1)
هو صخر بن عمرو السلمي كما في العيني (4/ 459).
(2)
هذا البيت من الطويل والفرس القارح الذي عمره خمس سنين والعدوان شديد العدو والجري وأخو الحرب صاحب الحرب.
والشاهد فيه وقوع خبر «أنّ» بعد «لو» اسما وهو قوله «فائت الموت» والبيت في شرح ابن الناظم (ص 278) والعيني (4/ 459)، والأشموني (4/ 42) واللسان (عدا).
(3)
هذا البيت من الطويل هو لأبي العوام بن كعب بن زهير بن أبي سلمى كما في العيني (4/ 457)، الشرح: الثمام: نبت ضعيف له خوص ربما حشي به، وتأوّد من أود الشيء - بالكسر - يأود أودا: إذا اعوج، يصف به الشاعر ضعيف الثمام مخاطبا لمحبوبته مدعيا بأنها لم تبق منه إلا شيئا يسيرا لو علق بعود ما اعوجّ مع ضعفه لكون ذلك الشيء حقيرا جدّا، وهذا كناية عن غاية فنائه في محبتها وأنه لم يبق فيه شيء ينتفع به.
والشاهد فيه وقوع خبر «أنّ» بعد «لو» اسما. والبيت في شرح ابن الناظم (ص 712) والتذييل (6/ 947) والعيني (4/ 457) والأشموني (4/ 42).
(4)
هذا البيت من الطويل.
الشرح: مسومة أي خيلا معلمة، وعبيدا بطن من الأوس وأزنم بطن من بني يربوع وإليهم تنسب الإبل الأزنمية، يقول لو طارت عصفورة لحسبتها من جبنك خيلا مسومة قصدت هاتين القبيلتين، يذم شخصا ويضعه بشدة الجبن والخوف.
والشاهد فيه وقوع خبر «أنّ» بعد «لو» اسما. والبيت في التذييل (6/ 948) والمغني (ص 270) وشرح شواهده (ص 662) والعيني (4/ 467) والأشموني (4/ 41).
(5)
انظر شرح التسهيل (4/ 100).
(6)
انظر التذييل (6/ 931) والمغني (257) وشرح التصريح (2/ 257) والهمع (2/ 64) والأشموني (4/ 35 - 37).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الأول، وقد عبّر عنها المصنف بما عرفت وقوله في شرح الكافية (1): «لو حرف يدل على انتفاء تال يلزم لثبوته
ثبوت تاليه» أخلص وأبين من قوله هنا (2) حرف شرط يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه لأن هذه العبارة تقتضي أن يستلزم نفي ما يلي [لو] نفى الذي يليه وهو الجواب، وليس هذا بمراد، بل المراد أن ثبوت الأول يستلزم ثبوت الثاني.
ثم قال شرح الكافية بعد ذكره الحد المذكور (3): «فقيام زيد من قولك: لو قام زيد لقام عمرو محكوم بانتفائه فيما مضى، وكونه مستلزما ثبوته لثبوت قيام من عمرو، وهل لعمرو قيام آخر غير اللازم عن قيام زيد أو ليس له؟ لا تعرض لذلك، بل الأكثر كون الثاني والأول غير واقعين، قال: وعبارة سيبويه عنها أنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره (4)، يعني أنك إذا قلت: لو قام زيد لقام عمرو فمقتضاه، أن القيام من عمرو كان متوقعا لحصول قيام من زيد على تقدير حصوله، قال: وليس في هذه العبارة تعرض لكون الثاني صالحا للحصول بدون حصول الأول أولا، والحقّ فيه أنه صالح لذلك، وأن الأول محكوم بعدم حصوله لأنه قد يقال: لو ترك العبد سؤال ربه لأعطاه، فـ «ترك» السؤال محكوم بعدم حصوله و «العطاء» محكوم بحصوله على كل حال، والمعنى: إن عطاءه حاصل مع ترك السؤال فكيف مع السؤال؟ ومنه قول عمر رضى الله تعالى عنه: «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» انتهى.
والذي قاله النحاة (5): إن الذي ذكره سيبويه في «لو» هو المطرد فيها، وكونها حرف امتناع لامتناع غير مطرد فيها بدليل قولنا: لو كان هذا إنسانا لكان حيوانا، فإنه لا يلزم من انتفاء الإنسانية انتفاء الحيوانية وإذا جعلنا مدلول «لو» ثبوتيّا اطرد ذلك: لأن ثبوت الإنسانية يلزم منه ثبوت الحيوانية.
وأما قول المصنف: «إنه ليس في عبارة سيبويه تعرّض لكون الثاني صالحا للحصول بدون حصول الأول أولا فالجواب عنه أنه لا يحتاج إلى ذلك، لأن المراد من «لو» إفهام أن الأول لم يقع، وأن الثاني يقع لوقوعه. أي: يكون وجوده مترتبا -
(1) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1631).
(2)
أي في التسهيل.
(3)
انظر شرح الكافيه الشافية (3/ 1631).
(4)
انظر الكتاب (ص 224).
(5)
انظر التذييل (6/ 936) والمغني (ص 259، 260).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
على وجوده، فـ «لو» إنما أتي بها لذلك، أما كون الثاني يوجد بدون الأول أو لا يوجد فلا مدخل لـ «لو» فيه.
وبعد فقد قال بدر الدين: وإن قول من قال: لو تدل على امتناع الثاني لامتناع الأول يستقيم على وجهين:
أحدهما: أن يكون مرادهم أن جواب «لو» ممتنع لامتناع الشرط في عرف اللغة لا في حكم الفعل إلى آخر ما قرره.
ثانيهما: أن يكون مرادهم أن جواب «لو» ممتنع لامتناع شرطه وقد يكون ثابتا لثبوت غيره، لأنها إذا كانت تقتضي نفي تاليها واستلزامه لتاليه فقد دلّت على امتناع الثاني لامتناع الأول، لأنه متى انتفى شيء انتفى مساويه في اللزوم مع احتمال أن يكون ثابتا لثبوت أمر فيصح إذن أن يقال: لو حرف يدل على امتناع الثاني لامتناع الأول، لأنه لا يقتضى كونها تدل على امتناع الجواب على كل تقدير، بل على امتناعه لامتناع الشرط المذكور مع احتمال كونه ثابتا لثبوت أمر آخر وغير ثابت، لأن امتناع الشيء لامتناع علة لا ينافي ثبوته لثبوت علّة أخرى، ولا انتفاءه لانتفاء جميع علله» انتهى (1).
وأقول: إن الذي ذكره في الوجه الثاني حسن، ولكن لم يتجه لي عليه معنى الآية الشريفة وهي قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ (2) لأن مقتضى ما قرره أن يكون امتناع عدم النفاد يوجد لامتناع كون ما في الأرض من شجرة أقلام، وكون البحر يمده من بعده سبعة أبحر، ويلزم من امتناع عدم النفاد وجود النفاد لأن امتناع عدم الشيء يلزم منه وجود ذلك الشيء والأمر بخلاف ذلك.
وقد ذكر ابن الضائع لقول من قال: إنها للامتناع توجيها حسنا من جهة أنه خاصّ لا عامّ، فقال (3):«ليس قولهم في الامتناع خطأ بل له وجه صحيح وذلك أن «لو» في أصل وضعها كما زعم سيبويه - يعني أنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، قال: فلم يقع لأن سببه لم يقع أيضا فلا [5/ 182] خلاف بين كلام سيبويه وكلام من قال بالامتناع، وإجماع النحويين أو أكثرهم على أخذ الامتناع فيها دليل -
(1) انظر شرح التسهيل (4/ 95، 96).
(2)
سورة لقمان: 27.
(3)
انظر التذييل (6/ 935، 936).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أو كالدليل على صحته، وتبيين صحته أن: لو قام زيد قام عمرو لا بد فيه من عدم قيام زيد، إذ لو كان قام لزمه
قيام عمرو فلم يكن لقولك: لو قام زيد قام عمرو فائدة، ومقتضى السببية أنه إذا لم يوجد السبب لا يوجد المسبب وإلا فإن كان المسبب يوجد وإن لم يوجد سببه فما معنى كونه سببا فيه؟ فيكون إذن كلام النحويين وسيبويه في ما هو سبب ومسبب، والمسائل المعارضة ليست سببا ومسببا في الحقيقة، إذ الصدق ليس سببا في عدمه في قوله تعالى حكاية: وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (1) بل الأمر بالعكس، وكذلك متى كان كثرة الأقلام والمداد سببا في أن لا ينفد الكتاب، بل المظنون أن كثرة الأقلام والمداد سبب في نفاد المكتوب، وكذلك متى كان الخوف سببا في عدم المعصية، بل الأمر في ما يظن بالعكس، فمتى كان جواب «لو» يراد به إثباته أبدا على كل حال، أو نفيه أبدا على كل حال بولغ في ذلك فجيء بما هو سبب في عكس المراد أو يظن أنه سبب، فيصير سببا في المراد، فكأن المعنى: هذا يكون ولا بد» انتهى.
وهو تقرير حسن يتعيّن التعويل عليه، وعلى هذا لا فساد في شيء من التعاريف الثلاثة لـ «لو» وهي قولهم: حرف يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره، وحرف لما كان سيقع لوقوع غيره، وحرف يدل على انتفاء تال يلزم لثبوته ثبوت تاليه، وهذا هو الذي ذكره المصنف، ولا شك أنه أقرب إلى فهم معنى «لو» ثم إنه يشمل صور المسائل كلها، ولا يحتاج معه إلى أن يجاب عما أورد على من قال: إنها حرف يدل على الامتناع، وكذا التعريف الذي ذكره إمام الصناعة سيبويه - رحمه الله تعالى - وهو: أنها لما كان سيقع لوقوع غيره، وقد تقدم الجواب عن اعتراض المصنف عليه بما اعترض به.
واعلم أن من الناس من قال (2): إن «لو» تكون للتعليق وهي التي ذكرت لها هذه التعاريف ووقع البحث والكلام فيها، وقد تكون لمجرد [ارتباط] الثاني بالأول من غير دلالة على امتناع أو غيره (3)، وعلى ذلك قول المتنبي (4): -
(1) سورة يوسف: 17.
(2)
التذييل (6/ 933)، والمغني (ص 255 - 258).
(3)
نقله أبو حيان عن بعض المتأخرين انظر التذييل (6/ 938).
(4)
المتنبي هو: أحمد بن الحسين أشهر شعراء المحدثين، مات مقتولا سنة (354 هـ) قرب بغداد. انظر ترجمته في نزهة الألباء (ص 394 - 399).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
4097 -
ولو قلم ألقيت في شقّ رأسه
…
من السّقم ما غيّرت من خطّ كاتب (1)
قال (2): وضابط هذا القسم أن تقوم لنا قرينة تدل على ثبوت الثاني مطلقا، إما من مدلول الكلام وإما من خارج، فالأول كقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ (3) فإن الآية الشريفة سيقت لبيان أن بين ثبوت أن كون ما في الأرض من شجرة أقلام وكون البحر يمده من بعده سبعة أبحر، وبين نفي النفاد ارتباطا، ولو فرض امتناع لزم أن يكون نفى النفاد منفيّا فيكون حاصلا وذلك باطل.
والثاني كقول عمر رضي الله عنه «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» فبين نفي الجواب ونفي العصيان ارتباط، ولو فرض امتناع لزم وجود العصيان على تقدير وجود الخوف وهو خلاف المقصود، وخلاف المعقول أيضا، والمقتضي لذلك أنه إذا أريد ثبوت شيء مطلقا، أو نفي شيء مطلقا علّق على أحد النقيضين لوجوده دائما، لكن إنما يذكر النقيض الذي يكون ثبوت ذلك الأمر أو نفيه على تقدير النقيض الآخر لو ذكر من الطريق الأولى كما يفهم من الآية الشريفة ومن الأثر المتقدمي الذكر، ولا شك أن القول بذلك إذا كان سالما من الخدش يتعين المصير إليه فإنه سهل مريح من تكلف أجوبة عن المسائل التي يشكل كون «لو» فيها للتعليق.
وذكر عن الشلوبين (4) أنه كان يرى أن «لو» تقتضي لزوم جوابها لشرطها فقط، وهذا مما يقوي القول بأنها قد تأتي لمجرد الارتباط، لأن الشلوبين يدّعي أن ذلك هو معناها دائما، وإذا كان كذلك فلا أقلّ أن يقال: إن ذلك ثابت لها في بعض الاستعمالات.
ثم ليعلم أن قول بدر الدين مقررا أمر التعريف الذي اختاره والده: «ولا تقتضي -
(1) هذا البيت من الطويل. والشق بالفتح: الفرجة، وبالكسر الجانب. واستشهد به على أن «لو» فيه لمجرد ارتباط الثاني بالأول من غير دلالة على امتناع أو غيره، وقد لحنّ الشيخ أبو حيان المتنبي في قوله:
ولو قلم ألقيت قال: لأنه لا يمكن أن يقدر: لو ألقى قلم، وقال ابن هشام في المغني: روي بنصب «قلم» ورفعه وهما صحيحان والنصب أوجه بتقدير ولو لابست قلما، كما يقدر في نحو: زيدا حبست عليه، والرفع بتقدير فعل دلّ عليه. المعنى، أي: ولو حصل قلم أي: ولو لوبس قلم. انظر التذييل (6/ 945) والديوان (1/ 276) والمغني (ص 269) وحاشية الأمير على المغني (1/ 213).
(2)
أي الذي نقل عنه المؤلف ولم أعثر عليه.
(3)
سورة لقمان: 27.
(4)
انظر التذييل (6/ 935).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
امتناع الجواب في نفس الأمر ولا ثبوته لأنه لازم والشرط ملزوم إلى آخر كلامه «تقرير حسن» ، إلا أن ما قاله إنما يتم حيث يعقل سببية ومسببية بين الأول والثاني، أما إذا لم يعقل بينهما سببية ومسببية كما في الآية الشريفة وكما في الأثر، فلا يتم تقريره.
وقد بقيت الإشارة إلى أمور:
منها: أن بعض العلماء قال: عبارة سيبويه مقتضية أن الثاني كان بتقدير وقوع الأول، فرتب الوقوع لإتيانه بالسين في قوله «سيقع» وهو كلام عجيب، بل العبارة تقتضي أن الثاني واقع عقيب الأول دون تأخّر، وأما «السين» فإنها إنما أتي بها لأن ما دخلت عليه مستقبل بالنسبة إلى وقت التلفظ بهذه العبارة.
ومنها: أن «اللام» في قول سيبويه «لوقوع غيره» للتوقيت كما هي في قوله تعالى: لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ (1) بمعنى أن الثاني يكون ثبوته عند ثبوت الأول، فلا يقال: إن «اللام» للتعليل لأن ذلك يؤدي إلى أن عدم نفاد الكلمات معلل بأن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر وليس الأمر كذلك، قيل: وليس في عبارة سيبويه دلالة على أن الشرط منتف، وأجيب بأن ذلك يفهم من قوله «لما كان سيقع» لأن ذلك يدل على أنه لم يكن واقعا (2).
ومنها: أن بعض العلماء قال (3): في عبارة ابن مالك نقص؛ فإنها لا تفيد أن اقتضاءها للامتناع في الماضي، قال: فيتعين أن يقال: لو حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه، وهو إيراد عجيب فإن ابن مالك قد قال بعد ذلك (4)«واستعماله في المضي غالبا» وإنما لم يأخذ قيد المضي في الحد لأنه يرى أنها تكون للتعليق في المستقبل كما تكون له في الماضي.
ومنها: [5/ 183]«أن الإمام فخر الدين (5) سلب «لو» الدالّة على الامتناع -
(1) سورة الأعراف: 187.
(2)
انظر المغني (ص 259، 260).
(3)
انظر المغني (ص 260).
(4)
أي في التسهيل.
(5)
هو الإمام فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الرازي، صاحب المصنفات العظيمة في التفسير
والحديث والفقه والفلسفة وعلوم الكلام والطب والتصوف وغيرها، ومن أشهر مصنفاته التفسير الكبير المسمى «مفاتيح الغيب» توفي سنة (606 هـ) وانظر ترجمته في مقدمة التفسير الكبير له (طبعة بولاق) ومقدمة شرح المفصل له المسمى «عرائس المحصل من نفائس المفصل» (رسالة) المجلد الثالث (ص 13 - 23)