الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فتح عين تمرات، وأرضين ونحوهما]
قال ابن مالك: (ويلتزم فتح عين «تمرات» و «أرضين» ونحوهما، وكسر تاء سنين ونحوه إن كنّ أعلاما).
ــ
وأبو زيد يجعل ذلك كالذي أهمل واحده؛ لشذوذ واحده فينسب إلى الجمع بلفظه (1) فيقول: مذاكيري وملاميحي ومحاسني ومشابهيّ (2)، وغير أبي زيد يقول: قد نطق له بواحد في الجملة، وإن لم يكن جاريا على القياس، فينسب إليه، ونقل أبو زيد أن العرب قالوا في النسب إلى محاسن: محاسنيّ.
قال ناظر الجيش: إنما التزم فتح عين تمرات وأرضين؛ للفرق بين النسبة إليهما علمين (3)، وبين النسبة إليهما جمعين؛ لأنه في كلا الحالتين يلزم حذف الألف والتاء والياء والنون، فلو أسكنا لا لتبس بالنسبة إليهما مرادا به الجمع؛ لأنه في الجمع يرد إلى مفرده، ومفرده ساكن العين وهو تمرة وأرض، وقد نص على فتح ميم:
تمريّ في النسب إلى: تمرات العلم، سيبويه (4) ثم إن الشيخ قال: فرع. لو سميت بظريفات يعني جعلته علما حكيت إعرابه يعني أنك تعربه إعراب الجمع، فإذا نسبت إليه، قال الأستاذ أبو علي (5): ينسب إليه: ظريفي ولا تحذف الياء لكثرة توالي التغيير، وهو حذف الألف والتاء، ثم الياء كما لم يحذفوا ياء: شديدة وطويلة، وقال الأبّذىّ (6): إن في الكلام أبي على نظرا، يعني حيث لم يحذف -
(1) وقد وافقه ابن يعيش (6/ 10).
(2)
ينظر: الكتاب (3/ 379)، والأصول (2/ 421)، والرضي (2/ 78)، والأشموني (4/ 199)، والهمع (2/ 197)، والتصريح (2/ 336)، والنوادر (ص 325)، وابن جماعة (1/ 124)، والتذييل (5/ 263)(ب).
(3)
ينظر: الرضى (2/ 80 - 81)، وأوضح المسالك (4/ 334)، والتصريح (2/ 329)، وحاشية ابن جماعة (101).
(4)
الكتاب (3/ 372).
(5)
هو عمر بن محمد بن عبد الله الأستاذ أبو علي الأشبيلي الأزدي المعروف بالشلوبين، له التوطئة في النحو وشرحين للجزولية. انظر: وفيات الأعيان (3/ 123).
(6)
هو أبو الحسن الأبّذى علي بن محمد بن عبد الرحيم الخشني الأبذي
…
توفي سنة ثمان وستمائة. انظر: بغية الوعاة (2/ 199) بتحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الياء (1) قال الشيخ، وأقول لا نظر غامض في هذا ولا تعليل أبي على بجيد؛ لأن كليهما كأنه توهم أنه يردّ إلى ظريفة فيلزم إذ ذاك حذف الياء؛ لأنه يصير كحنيفة، قال: وليس كذلك؛ لأنه لما كان علما نسب إليه غير مردود إلى واحده ولا متوهم فيه ذلك؛ بل حذفت منه الألف والتاء على القاعدة المعروفة، فلما حذفت الألف والتاء صار إلى فعيل، وفعيل إذا نسب إليه لا تحذف الياء منه إلّا على جهة الشذوذ، وعلى هذا يلزم أن يقال في النسب ظريفيّ، يعني إذا نسبت إلى المسمى بظريفات المحكي فيه إعراب الجمع بالألف والتاء انتهى. وما قاله الشيخ حسن (وهو الحق).
ثم قال: وأما من يجعله كأرطاة علما فيمنعه الصرف فينسب إليه بحذف التاء، كما يحذفها من طلحة، ويلزم من حذف التاء حذف الألف، لأنهما زيادتان زيدتا معا، أولهما ساكنة، وكذلك حذفا معا في الترخيم، ثم ينسب إليه كما ينسب إلى ظريف، ولا تحذف الياء؛ لأن فعيلا لا تحذف تاؤه (2) انتهى، وفي خاطري وربما هو قول الفارسي أن نحو: تمرات علما إذا جعل كأرطاة ومنع الصرف ثم نسب إليه، أن التاء تحذف منه على القاعدة وحينئذ يصير تمرا مثل جمزى، وإذا نسبت إلى: جمزى وجب حذف الألف، فيقال: جمزيّ، فكذلك يقال في تمرا: تمريّ (3)، وهذا التعليل لحذف الألف من هذا الجمع إذا أعرب إعراب ما لا ينصرف ثم نسب إليه، غير التعليل الذي ذكره الشيخ؛ لحذف الألف من ظريفات إذا جعل علما، وأعرب إعراب ما لا ينصرف ونسب إليه، ولو جعل الشيخ العلة لحذف الألف من ظريفات إذا كان علما وأعرب إعراب ما لا ينصرف ونسب إليه كونها ألفا خامسة؛ لكان أولى مما ذكره، وإذا ثبت أن ألف تمرات العلم إذا أعرب إعراب ما لا ينصرف إنما تحذف؛ لكونها رابعة في اسم تحرك ثانيه، ثبت أن نحو: عبلات جمع عبلة -
(1) التذييل (5/ 264)(أ).
(2)
المرجع السابق الصفحة نفسها.
(3)
قال في التكملة (63): (فإن سمّيت بتمرات شيئا، قلت: تمريّ، فتركت العين مفتوحة ولم تكن) وجاء في هامش (7) من نفس الصفحة: (في حاشية الأصل: وتمرات اسم رجل تحذف منه الألف والتاء، فيبقى: تمر بتحريك العين، فتقول: تمرىّ، ولم يقولا: تمراتىّ؛ لوقوع تاء التأنيث حشوا، فحذف الألف والتاء؛ لأنهما زائدتان جاءتا معا وبقي الميم على حركته في الأصل. فإن كان تمرات جمع تمرة ولم تكن اسم رجل قلت: تمريّ، لأن الميم في تمرة ساكنة) ونسب ابن جماعة في حاشية علي الجاربردي (1/ 101، 102) هذا الرأي لابن هشام الخضراوي.