الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[شواذ النسب]
قال ابن مالك: (وما غيّر في النّسب تغييرا لم يذكر [6/ 73] أو سلم ممّا ذكر اطّراده لم يقس عليه).
ــ
الصفة إذا عوملت في التسمية بها هذه المعاملة، ونسب إليها يجوز فيها الحذف والقلب واوا، كما في نحو: حبلى، فيقال: عبلي، وعبلويّ، وعبلاويّ وليعلم أنه كما التزم فتح عين تمرات وأرضين في النسب إذا كانا علمين.
التزم كسر فاء نحو: سنين، وذلك إذا أعرب بالحروف وسمي به، ثم نسب فيقال: سنيّ بحذف الياء والنون وكسر ثانيه لياء النّسب، وإن نسب إلى سنين غير مسمّى به، فقد عرفت أنك ترد الجمع إلى مفرده، ومفرد سنين سنة، فتقول في النسب إليه: سنويّ أو سنهيّ وإن أعربت سنين بالحركات (على)(1) النون مع التزام الياء فالنسب إليه:
سنينيّ دون حذف شيء (2) سواء سميت به أم لم تسم؛ لأن من أعربه بالحركات فهو عنده اسم مفرد لفظا جمع في المعنى، فيكون كنفر وقوم قال الشيخ: وفي وزنه إذ ذاك خلاف، فقيل: فعلين كغسلين، وأصله سنوين فحذفت لامه (3).
قال ناظر الجيش: اعلم أن ابن عصفور قال في المقرب: والمنسوب على غير قياس (4) ثلاثة أنواع، نوع كان بابه أن يتغير فلم يتغير، ونوع كان بابه ألّا يتغير فغير، ونوع كان بابه أن يتغير ضربا من التغيير فغير تغييرا آخر، فمما غير وبابه ألّا يتغير قولهم في النسب إلى هذيل (5) وسليم (6): هذليّ وسلميّ، وإلى فقيم (7) -
(1) كذا في التذييل، وفي النسختين: في.
(2)
ينظر: الرضي (2/ 82)، والمساعد (3/ 381).
(3)
التذييل (5/ 264)(أ).
(4)
ينظر في شواذ النسب الكتاب (3/ 336) وغيرهما، والمقتضب (3/ 134 - 145 - 146)، والتكملة (52، 56)، والخصائص (2/ 436)، وابن يعيش (6/ 10 - 13)، وأوضح المسالك (4/ 335 - 336)، والمقرب (2/ 67 - 70)، والهمع (2/ 198)، والأشموني (4/ 201 - 202) والرضى (2/ 81 - 82).
(5)
قبيلة من قبائل الحجاز ينظر: معجم البلدان (3/ 1213).
(6)
من أشهر قبائل العرب. معجم القبائل (2/ 542).
(7)
معجم القبائل (3/ 926).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقريش (1) ومليح خزاعة (2): فقميّ وقرشيّ وملحي وإلى أمسيّ والبصرة: إمسيّ وبصري، بكسر الهمزة والباء، وإلى السّهل والدّهر: سهليّ ودهريّ بضم السين والدال، وإلى البحر: بحراني في أحد القولين، وإلى الجمّة: جمّاني، وإلى الرّقبة:
رقباني، وإلى اللحية: لحياني، وإلى أفق: أفقيّ بفتح الهمزة والفاء، وإلى خراسان:
خراسيّ وخرسيّ وإلى الحمض: حمضيّ بفتح الميم، وإلى الطّلح: طلاحيّ. وإلى الخريف: خرفّي بفتح الخاء وتسكين الراء (3) وإلى قفا: قفيّ، وإلى الشام: شام، وإلى اليمن: يمان، وإلى تهامة: تهام، وإلى ثقيف: ثقفيّ وإلى
الأنف: أنافيّ للعظيم الأنف، وإلى وبار: أباري، وإلى الروح: روحاني. وإلى مرو: مروزيّ، ولا يقال في غير الإنسان إلا، مرويّ وإلى الرّي (4) رازيّ، ومما ترك تغييره وبابه أن يتغيّر قولهم في النسب إلى سليقة وعميرة (كلب) (5) وسليمة: سليقيّ وعميريّ وسليميّ، وإلى حمراء: حمرائيّ بالهمز، وإلى بعلبك: بعلبكيّ حكاهما الكوفيون، وإلى كنت: كنتي، وإلى البحرين: بحراني في أصح القولين، ومما غير خلاف تغييره الذي يجب فيه، قولهم في النسب إلى زبينة: زباني، وإلى الحيرة وطييء:
حاري وطائي، وإلى العالية: علو يّوإلى البادية بدوي، وإلى الشتاء: شتوي، وإلى بني عبيدة: عبديّ وإلى جذيمة: جذميّ بضم الجيم والعين، وإلى بني الحبلى من الأنصار: حبلي بفتح الباء، وإلى دستواء وبهراء وصنعاء وروحاء: صنعاني وبهراني ودستواني وروحانى، وإلى حروراء وجلولاء: حروريّ وجلولي، وإلى أميّة وطهيّة: أمويّ وطهويّ بفتح الطاء وسكون الهاء. وإلى عبد قيس وعبد شمس وعبد الدار وحضر موت ودراء بجرد وامرئ القيس الشاعر خاصة: عبقسيّ وعبشميّ وعبدريّ وحضرميّ ودراورديّ ومرقسيّ، وإلى سوق مازن: سقزني، وإلى سوق الليل: سقليّ، وإلى سوق العطش سقشيّ وإلى سوق يحيى: سقحى، وإلى دار -
(1) المرجع السابق (3/ 947 - 951).
(2)
نفس المرجع (3/ 1138).
(3)
وبفتحها أيضا. انظر: الرضي (2/ 82).
(4)
مدينة من مدن أصبهان. معجم البلدان (3/ 116).
(5)
سقط من النسختين وهي في المقرب فأثبتها (1300).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
البطيخ: دربخي، وإلى كنت كنتني: قال:
4226 -
ولست بكنتيّ ولست بعاجن
…
وشرّ الرّجال الكنتنيّ وعاجن (1)
انتهى كلام ابن عصفور، (2) وقال المصنف في شرح الكافية في آخر الباب المذكور: وما جاء من المنسوب مخالفا لما يقتضيه القياس، فهو من شواذ النسب التي تحفظه ولا يقاس عليها، وبعضه أشذ من بعضه، فمن ذلك قولهم في المنسوب إلى البصرة: بصري، وإلى الدهر: دهريّ، وإلى مرو: مروزي، وإلى (الريّ) رازيّ، وإلى خراسان: خرسيّ وحراسي، وإلى السهل من الأمكنة: سهليّ، وإلى الخريف:(خرفّي) وخرفّي، وإلى جلولاء
وحروراء: جلولي وحروري، وإلى صنعاء وبهراء: صنعاني وبهراني، وإلى بني الحبلى حي من الأنصار: حبلي، وإلى جذيمة: جذمي، وإلى العالية: علويّ، وإلى الحمض: حمضيّ، وإلى الأفق: أفقيّ وإلى الشّتاء: شتوي، وإلى البحرين: بحراني، وإلى طهية: طهوي وطهوي، وإلى زبينة: زباني، وإلى بني عدىّ من مزينة: عداوي، وإلى أميّة:
أمويّ، وإلى البادية: بدوي، وإلى الطّلح: إبل، طلاحيّة بالكسر والفتح، وإلى العضاة - وهو ما عظم من شجر الشوك: إبل عضاهيّة. ومن النسب الذي يحفظ، ولا يقاس عليه قولهم: رقباني وجمّاني وشعراني ولحياني، للعظيم الرقبة والجمّة والشّعر واللحية. وقد يدلّون على هذا المعنى بفعالي، كقولهم: عضاديّ (ورآسيّ)(3)، ومعنى عظيم العضد والرأس. (4) انتهى. وإذا عرف هذا علم أن قول المصنف في الكتاب - أعني: متن التسهيل: وما غيّر في النسب تغييرا لم يذكر، يدخل تحته قسمان: وهما ما كان بابه أن لا يتغير فغيّر، وما كان بابه أن يتغير ضربا من التغير، فغير تغييرا آخر، وأن قوله: أو سلم مما ذكر اطراده، يدخل تحته القسم الثالث، وهو ما كان بابه أن يتغير فلم يتغير، والمقصود أنه لا يقاس على شيء من ذلك.
(1) تقدم في أول باب النسب.
(2)
المقرب (2/ 67 - 70).
(3)
كذا في شرح الكافية وفي النسختين (رواسي).
(4)
شرح الكافية (4/ 1964 - 1965 - 1966).