الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[من جموع الكثرة: فعل بضمتين]
قال ابن مالك: (ومنها: «فعل» ولا يكون لمعتل اللّام وهو مقيس في «فعول» لا بمعنى مفعول، وفي «فعيل» اسما و «فعال» و «فعال» اسمين غير مضاعفين، وندر: عنن، ووطط، ويحفظ في «فعل» و «فعل» و «فعيلة» مطلقا وفي «فعيل» و «فاعل» و «فعل» و «فعال» و «فعال» و «فعلة» أوصافا، وفي «فعال» و «فعلة» و «فعل» أسماء، ويجب في غير الضّرورة تسكين عينه إن كانت واوا، ويجوز أن لم تكنها، ولم تضاعف، وربّما سكّنت مع التّضعيف؛ فإن كانت ياء كسرت الفاء عند التّسكين).
ــ
بعض العرب: ثقل: سرر وجدد (1) ففتح العين فيهما (2)، ثم أشار المصنف بقوله:
ويحفظ إلى آخر الفصل، إلى ما جمع على فعل دون قياس، وذكر سبعة عشر اسما، فمثال فعيل وفعول معتلي اللام صحيحي العين: ثني وعفو، قالوا: عفو وثني، وبقية الكلمات قد صرح بها في متن الكتاب (3)، ونموم هو النّمام، وعميمة: النخلة الطويلة، والعائذ: القريبة العهد بالنتاج، والأظلّ: باطن القدم، ذكر المصنف الثلاثة في شرح الكافية (4)، والزغبوب هو القصير، وقالوا في جمعه: زغب، قال الشيخ: وإنما حكم - يعني المصنف - لهذا بالندور؛ لأنه على وزن (فعلول) والباء فيه للإلحاق بعصفور فقياسه أن يجمع جمع عصفور، فيقال: زغابيب، كما قالوا في رعبوب:
رعابيب فنزّلوا المزيد للإلحاق في الحذف منزلة الزائد لغير الإلحاق؛ ولا شك أن المزيد للإلحاق أدخل في الكلمة مما زيد لغيره، وذكر في شرح الكافية كلمتين أخريين وهما:
ذبّ ونقوق، قالوا فيهما: ذبّ ونقّ والنقوق الضفدعة الصيّاحة (5).
قال ناظر الجيش: قال في شرح الكافية: من أمثلة الكثرة فعل، والقياس منه -
(1)(وبعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف فيرد الأول منها إلى الفتح لخفّته فيقول: سرر، وكذلك ما أشبهه من الجمع، مثل: ذليل وذلل ونحوه). اللسان (سرر).
(2)
التذييل (6/ 9)(أ).
(3)
وقال في شرح الكافية (4/ 1830) (ومن فعل المستندر: ثنيّ وثني وأندر منه: ظل في جمع:
الأظلّ - وهو باطن القدم - ومن فعل الذي لا يقاس عليه: حاجّ، وحجّ، وبازل، ونزل، وعائذ وعوز).
(4)
شرح الكافية (4/ 1830).
(5)
قال في شرح الكافية (4/ 1829): (ثم أشرت إلى أن (فعلا) نادر في قولهم ذباب وذبّ، ونفوق ونقّ، ونموم ونمّ، وعميمة وعمّ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ما كان جمعا لفعول بمعنى فاعل صحيح اللام، ولاسم صحيح اللّام رباعي بمدة زائدة ثالثة مذكرا كان كل واحد من النوعين أو مؤنثا، فالأول: كصبور، وصبر، والثاني: كقذال وقذل، وأتان وأتن، وحمار وحمر، وذراع وذرع، وقرار وقرر، وكراع، وكرع، وعمود وعمد، وقلوص وقلص، وقضيب وقضب، [6/ 85] وتنكبوه غالبا فيما مدته ألف من المضاعف، وقولهم: عنان وعنن، وحجاج وحجج، نادر، ولم يتنكبوا فعلا فيما ضوعف، ومدّته غير ألف، نحو: سرير وسرر، وذلول وذلل (1). انتهى. وأفاد كلامه أنّ فعلا مطرد في نوعين؛ وهما فعول بمعنى مفعول، والاسم الرباعي بمدة ثالثة غير ألف، إذا كان صحيح اللام، ولما كانت صحة اللام مشترطة في النوعين قال المصنف في متن الكتاب - أعني التسهيل - ولا يكون لمعتل اللام فأخرج بذلك، نحو: عدو، ونحو: كساء وقباء؛ لأن اللام معتلة في فعول (وفي فعال وفعال، ويظهر لي أن التعبير عن هذه المسألة بما ذكره في الكافية وفي الألفية) أحسن وأخصر مما ذكره هنا؛ فإنه قال في الكتابين المذكورين (وفعل لاسم رباعيّ بمدّ.: قد زيد قبل لام اعلالا فقد)(2)(ما لم يضاعف في الأعمّ ذو الألف)(3)، وذلك أنه استغنى بذكر زيادة حرف المد قبل اللام عن ذكر الصيغ الثلاث، أعني صيغة فعيل وفعال وفعال، ولكن اقتصاره على ذكر فعال وفعال يوهم خروج فعال المضموم الأول: ولا شك أن فعالا مساو لفعال وفعال في الجمع على فعل، كما عرفت نحو: قرار وقرر، وكراع وكرع، وذراع وذرع، لكن سيذكر بعد ذلك من كلام المصنف ما يقتضي أن فعلا يحفظ في فعال، وعلى هذا يكون للمصنف في المسألة قولان؛ فإن قيل: من أين يعلم دخول نحو: سرير وذلول أعني ما هو مضاعف من هذين الوزنين في ضابط ما يجمع على فعل، قيل:
يفهم ذلك من ذكره فعيلا وفعولا ذكرا مطلقا دون تقييد، كما فهم خروج المضاعف من فعال وفعال بتقييده لهما بقوله: غير مضاعفين، وإذا تقرر هذا فلنرجع إلى لفظ الكتاب، فنقول: قوله: لا بمعنى مفعول، بعد قوله: وهو مقيس في فعول، احترز به من نحو: حلوب، وركوب؛ فإنهما لا يجمعان على فعل، ودخل تحت -
(1) شرح الكافية (4/ 1833)، وما بعدها بتصرف.
(2)
الألفية (66).
(3)
شرح الكافية (4/ 1832).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قوله: فعول الاسم نحو: عمود وقلوص، والصفة نحو: صبور، وشكور، وغفور، وحكم المضاعف في ذلك حكم غير المضاعف، فيقال في ذلول: ذلل، وقوله في فعيل اسما، احترز بقيد الاسمية عن فعيل الصفة كنذير وحليم وجريح، ودخل تحت فعيل ما هو مضاعف منه، نحو: سرير؛ إذ يقال فيه: سرر، وقوله: وفعال وفعال اسمين احتراز من أن يكونا وصفين، نحو: جبان من قولهم: رجل جبان، وضناك من قولهم: ناقة ضناك، والضّناك العظيمة المؤخرة، قوله: غير مضاعفين، احتراز من نحو: جنان ومداد، وقد عرفت أن نحو: عنن وحجج جمعي عنان وحجاج نادر، وقد أشار إلى ذلك في الكتاب (1) بقوله: وندر عنن، وأما قوله:
ووطط فهو جمع (وطواط)(2)؛ ثم إنه بعد ذلك شرع في ذكر ما يحفظ فيه فعل، وهو كلمات عدتها اثنتا عشرة، فمثال فعل: سقف، ورهن، وسحل، وحكى نجد ونجد (وقلب النخلة) قلب، ومثال فعل:(نمر)(3) ونمر، قال الشاعر:
4252 -
فيها عيائيل وأسود ونمر (4)
وبعضم يرى أن: نمرا مقصور من نمور للضرورة (5)، ومثال فعيلة: صحيفة، وكأنه عنى بقوله: مطلقا، أنه لا فرق فيه بين الاسم والصفة، ومثال الصفة: نجيبة ونجب، وخريدة وخرد، ومن الكلمات التي يحفظ فيها ست لكنها مقيدة؛ بأن تكون أوصافا وهي فعيل كنذير ونذر، وخضيب وخضب، وفاعل كنازل ونزل، -
(1) انظر: شرح الكافية (4/ 1834).
(2)
بياض في النسختين، والمعنى يقتضه فأثبته.
(3)
كذا في التذييل (6/ 10)(أ) وسقطت من النسختين.
(4)
رجز قائله حكيم بن معية الربعي يصف قناة نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر، وفي البيت شاهدان: الأول: نمر جمع نمر، وبه استشهد سيبويه (3/ 179) والثاني: على أن عيائيل جمع عيّل كسيّد، ثم أشبعت الكسرة، فتولدت ياء والأصل عيائل، فلم يعتد بهذه الياء فاصلة كما اعتد بها في طواويس، الرضي (3/ 132) ويروى البيت بجر: أسود بالإضافة، ويروى برفعها على أنه بدل من عيائيل.
راجع: المقتضب (2/ 203)، وابن يعيش (5/ 18)، (10/ 91، 92)، والمغرب (2/ 107، 164)، والأشموني (4/ 290) والتصريح (2/ 310، 370).
(5)
هو ابن عصفور قال في المقرب (2/ 107) وقوله:
فيها عيائيل أسود ونمر
مقصور من نمور للضرورة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وشارف وشرف، وبازل وبزل، وفعل كخشن وخشن، وفعال كجمل ثقال، وجمال ثقل، وامرأة صناع ونساء صنع، وفعال كناقة كناز، ونوق كنز، وحكي:
نوق كناز بلفظ الإفراد. فعلى هذا يكون مثل هجان ودلاص، قال الشيخ: على أنهم جمعوا هجانا ودلاصا على فعل، قالوا: نياق هجن، ودروع دلص؛ فيكون من باب كناز وكنز (1)، وفعلة مثاله: فرحة وفرح، ومن الكلمات التي يحفظ فيها فعل أيضا ثلاث، لكنها مقيدة بأن تكون أسماء وهي فعال كقراد وقرد، وكراع وكرع، ولكن قد ذكرنا عنه من شرح الكافية؛ أن ذلك مقيس، وهو الذي يقتضيه كلامه في الألفية ومن ثم قال الشيخ: إن قول المصنف: وفي فعال وفعلة وفعل، ساقط من بعض النسخ؛ وأن ذلك في نسخة البها الرقي وغيره، لكن قال الشيخ: والصحيح ما ذكر في هذه الزيادة من أن جمع فعال على فعل لا ينقاس، فلا يقال في غراب: غرب، ولا في عقاب: عقب. انتهى. وفعلة كثمرة وثمر وخشبة وخشب، وفعل نحو: حدج وحدج، وستر وستر، وأما قول المصنف: ويجب في غير الضرورة تسكين عينه إن كانت واوا إلى آخره فاعلم قبل شرح ذلك أن العين من فعل الذي هو صيغة الجمع، إما أن تكون واوا، وإما أن تكون ياء، وإما أن تكون حرفا صحيحا؛ فإن كانت واوا وجب تسكينها؛ ولا يجوز بقاؤها على الحركة إلّا في الضرورة؛ وإن كانت ياء جاز البقاء على الحركة وجاز التسكين، لكن إذا سكنت الياء وجب كسر الفاء؛ وإن كانت حرفا صحيحا جاز فيه التسكين كما يجوز تسكين ما كان على فعل الذي هو مفرد، نحو: عنق في عنق إلّا أن تكون العين مضاعفة فيجب البقاء على الحركة؛ ولا تسكن إلّا في الضرورة، فمثال التسكين في الواو قولهم: نور جمع نوار، وعون جمع عوان، وسور جمع سوار، وسوك جمع سواك، وخون جمع خوان، قال الشاعر:
4253 -
ومأتم كالدّمي حور مدامعها
…
لم تيأس العيش أبكارا ولا عونا (2)
ومثال حركتها في الضرورة قول الشاعر: -
(1) التذييل (6/ 10)(أ).
(2)
البيت لتميم بن مقبل، والشاهد فيه قوله: عون جمع عوان، ونظيره جواد وجود، وأراد بالمأتم النساء ويروى (حمر مدامعها) و (لم تبأس)، وانظره في: ديوانه (ص 325)، والأضداد للسجستاني (ص 143)، والأضداد لابن الأنباري (ص 103)، والتكملة (ص 187)، واللسان (أتم).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
4254 -
أغرّ الثّنايا أحمّ اللّثات
…
يحسّنها سوك الإسحل (1)
وقول الآخر:
4255 -
وتبدو بالألفّ اللّامعات سور (2)
وقال الفراء: وربّما قالوا: عون كرسل فعلوا ذلك فرقا بين جمعي العوان والعانة (3)، لكن البصريون لا يجيزون ضم هذه الواو؛ إلّا في الشعر، كما قال المصنف: إذا عرف ذلك فقوله في الكتاب: ويجب في غير الضرورة تسكين عينه إن كانت واوا قد عرفت ما ورد منه في الضرورة، وفهم منه أن العين إذا لم تكن واوا، تكون محرّكة، ولو كانت ياء مثلا، وقوله: ويجوز إن لم تكنها، أي ويجوز التسكين إن لم تكن واوا سواء كان حرفا صحيحا أم ياء، فيقال في حمر وقذل: حمر وقذل، وكذا يقال في سيل وعين جمعي سيال وعيان: سيل وعين فتسكن العين لكن يجب كسر الفاء حينئذ؛ لتصح الياء كما فعل ذلك [6/ 86] في بيض فإنه جمع أبيض ووزنه فعل كحمر في أحمر؛ لكن لو تكسر الفاء فيه لزم انقلاب الياء واوا؛ كضمة ما قبلها كما انقلبت في موقن؛ فكان تغيير الحركة عليهم أسهل من تغيير الحرف. وإلى كسر الفاء في سيل وعين أشار المصنف بقوله: فإن كانت - أي العين - ياء كسرت الفاء عند التسكين؛ فإن قيل: لم لم يكسروا ما قبل الياء؛ في موقن؛ ليصح وتسلم الياء من قبلها واوا، فالجواب أن الكسر في مثل ذلك يؤدي إلى مخالفة النظائر؛ لأن أسماء الفاعلين من غير الثلاثي كلها، الميم منها مضمومة، قالوا: ولأنه يؤدي أيضا إلى صيغة مفعل، وهذا الوزن سكنته -
(1) من المتقارب لعبد الرحمن بن حسان، والأغر الأبيض والثنايا الأسنان في مقدمة الفم ثنتان من فوق وثنتان من أسفل، وسوك الإسحل:
فيه الشاهد حيث ضم فيه الواو للضرورة، والقياس تسكنها وهي جمع سواك والإسحل شجر يتخذ منه المساويك، والشاهد في المنصف (1/ 338)، وابن يعيش (10/ 84)، والعيني (4/ 530)، والمخصص (11/ 192)، والمساعد (3/ 420).
(2)
من السريع، قائله عدي بن زيد صدره:
عن مبرقات بالبرين
المبرقات: النساء المتزينات، البرون: جمع بره، وهي الخلخال، السور: جمع سوار، وفيه الشاهد حيث حركت الواو بالضم تشبيها للمعتل بالصحيح عند الضرورة، وانظره في: المقتضب (1/ 113)، والمنصف (1/ 338)، وابن يعيش (5/ 44)، (10/ 84، 91)، والمقرب (2/ 119) وديوانه (ص 127).
(3)
الهمع (2/ 176)، والمساعد (3/ 420)، وتوضيح المقاصد (5/ 46).