الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما يحذف قبل الآخر لأجل النسب]
قال ابن مالك: (ويحذف أيضا لياء النّسب ما يليه المكسور لأجلها من ياء مكسورة مدغم فيها [ما لم ينفصل]).
ــ
قيل: ومرمي كأنه مستثنى من المختوم ياء مشددة، الذي ذكره أيضا. وشاهد الحذف من المنقوص قول الشاعر:
4220 -
كأس عزيز من الأعناب عتّقها
…
لبعض أربابها حانيّة حوم (1)
وشاهد الإثبات فيه قول الآخر:
4221 -
وكيف لنا بالشّرب إن لم يكن لنا
…
دراهم عند الحانوي ولا نقد (2)
قال الشيخ: وحانية وقاص [6/ 63] ونحوهما عند سيبويه القياس فيه الحذف، وأما القلب فمن شواذ تغيير النسب (3).
قال ناظر الجيش: يشير بهذا الكلام إلى مسألة يحذف منها لأجل النسب حرف قبل الآخر، ولا شك أن من جملة التغييرات لبعض الأسماء المنسوبة الحذف، كما عرفت، وأن الحذف إما حذف كلمة أو حذف حرف هو آخر أو قبل الآخر، وقد تقدم الكلام على حذف آخر ما هو كلمة، وما هو آخر، وبقي الكلام على حذف ما هو قبل الآخر، والمصنف أورد ذلك في الفصل الذي يأتي، وقد كان الأليق أن يضم هذه المسألة إلى المسائل التي سيذكرها، لكنه أفردها بالذكر هنا والمراد أنه إذا كان قبل الحرف الذي هو آخر الكلمة ياء مكسورة مدغم فيها تحذف -
(1) من البسيط لعلقمة الفحل يصف خمرا ويقصد بالعزيز ملكا من ملوك الأعاجم، عتقها: تركها حتى عتقت فرقّت. وأربابها: أصحابها، ويروى: أحبابها أي: أوقاتها من فصح أو عيد، والحانية:
الخمارون، وهي موضع الشاهد حيث نسب إلى الحانة على القياس، وحوم: سود يريد أنها من أعناب سود، ويقال: الحوم جمع حائم، وهو الذي يقوم على الخمر ويحوم حولها، وانظر في: ديوانه (ص 131)، والكتاب (3/ 342)، والمقرب (2/ 65)، والمفضليات (ص 402).
(2)
من الطويل قائله ذو الرّمة: وموضع الاستشهاد في البيت، قوله: حانوي فإنه نسبه إلى الحانية تقديرا، فقلبت الياء واوا كما في النسبة إلى قاضي على غير القياس، قال سيبويه: الوجه الحاني، لأنه منسوب إلى الحانة وهي بيت الخمار. انظر: الكتاب (3/ 340)، والمحتسب (1/ 134)، وابن يعيش (5/ 151)، والمقرب (2/ 65)، والعيني (4/ 538)، ملحق ديوان ذي الرّمة (ص 665).
(3)
الكتاب (3/ 340)، والتذييل (5/ 254)(أ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وتلك الياء المكسورة وجوبا حال (1) النسب، فيقال في النسب إلى: سيّد وطيّب:
سيديّ وطيبيّ، ويقال في النسب إلى مهيّم اسم فاعل من هيّم (2) مهيميّ، وإنما قالوا ذلك فرارا من الثقل بسبب وجود ياء مشددة قبلها كسرة، وقبل الكسرة ياء مكسورة مشددة أيضا ومن ثمّ القياس أن يقال: طيئي في النسب إلى: طيي، لكنهم شذّوا فيه، فقالوا: طائي (3) بقلب الياء الساكنة المفتوح ما قبلها ألفا، كما قالوا في يجل: يا جل، ثم إن المصنف قيد الياء المدغم فيها التي يجب حذفها لأجل ياء النسب بقيدين؛ أحدهما: أن المكسور لأجل ياء النسب وهو آخر الكلمة يلي تلك الياء التي تحدث، فلو لم يل المكسور الياء بأن فصل بينهما حرف ساكن امتنع الحذف، وذلك نحو أن ينسب إلى نحو: مهيّم مصغر مهوّم اسم فاعل من هوّم الرجل إذا نام (4) فإنك تقول: مهيّميّ، لما سنذكره. فقد ولي الحرف المكسور - وهو الميم - حرفا ساكنا وهو الياء التي جيء بها في المصغر تعويضا مما حذف منه فلم نحذف الياء المكسورة المدغم فيها للفصل بينهما وبين المكسور الذي هو آخر بحرف ساكن، وليعلم أن التعويض حال النسب مما ذكر لازم، وتقرير ذلك أن مهوّما إذا صغر وجب أن يحذف منه إحدى الواوين، ثم يصغر فتنقلب الواو ياء، لوقوع الياء ساكنة قبلها فيصير لفظه مهيّم، ولا شك أن لفظ اسم الفاعل من هيّم مهيّم فلو ذهبوا ينسبون إليهما على ذلك الأصل لالتبس فنسبوا إلى اسم الفاعل من هيّم على الأصل المقرر، فقيل: مهيمي، ونسبوا إلى مهيّم تصغير مهوّم: مهيّمي، بالتعويض وكان بالتعويض أحق؛ لأنه قد حذف منه إحدى العينين، فكان التعويض -
(1) قال الرضي (2/ 32): (لكراهتهم في آخر الكلمة الذي اللائق به التخفيف اكتناف ياءين مشددتين بحرف واحد مع كسرة الياء الأولى، وكسرة الحرف الفاصل، وكان الحذف في الآخر أولى، إلا أنه لم يجيز حذف إحدى ياءي النسب لكونها معا علامة، ولا ترك كسرة ما قبلهما لالتزامهم كسرة مطردا، ولا حذف الياء الساكنة؛ لئلا يبقى ياء مكسورة بعدها حرف مكسور بعدها ياء مشددة
…
فلم يبق إلا حذف المكسورة) وانظر: الكتاب (2/ 70، 71)، والمقتضب (3/ 135) والتكملة (ص 58)، والخصائص (2/ 232) وابن يعيش (5/ 147).
(2)
من هيّم الحب الرجل إذا جعله هائما. انظر: اللسان «هيم» .
(3)
بقلب الياء الأولى ألفا. وانظر الكتاب (2/ 86)، والخصائص (1/ 155)، والمقرب (2/ 68)، والتصريح (2/ 230)، والهمع (2/ 194).
(4)
ينظر: الصحاح (5/ 2062)، ومختار الصحاح (ص 479).