الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما يجمع على أفعال]
قال ابن مالك: (فصل: «أفعال» لاسم ثلاثيّ لم يطّرد فيه «أفعل»، وقلّ في «فعل» معتلّ العين، وندر في «فعل»، ولزم في «فعل» وغلب في نحو: مديّ، ولبب، ونمر وعنب وعضد وطنب وفلوّ وعدو، ويحفظ في «فعل» صحيح العين، وليس مقيسا فيما فاؤه همزة أو واو خلافا للفرّاء، ويحفظ - أيضا - في «فعيل» بمعنى «فاعل» و «فعال» و «فعلة» و «فعلة»، ونحو: شعفة، وفيقة، ونمرة، وجلف، ونضوة وحرّ، وخلق، وجنب، في لغة من جمعه ويقظ، ونكد، وكؤود، وقماط، وغثاء، وخريدة وميّت وميتة وجاهل وواد، وذوطة وأغيد وقحطاني).
ــ
وأما قوله: وليس التأنيث مصححا إلى قوله: خلافا للفراء، فأشار به إلى مسألتين: خالف يونس في إحداهما، وخالف الفراء في الأخرى، أما يونس فإنه يرى اطراد أفعل في فعل إذا كان لمؤنث، نحو: قدم فيجوز فيه أقدم قياسا عنده (1)، وأما الفراء؛ فإنه يرى اطراد أفعل في ستة أوزان وهي: فعل وفعل وفعل وفعل وفعل وفعل، وعنها عبّر
المصنف بقوله: ولا في فعل وفعل، وما بينهما وذلك إذا كانت الأوزان المذكورة لمؤنث، ومثال ذلك: قدر، وقدم، وغول، وعجر، وعنق، وقنب (2)، هذه الأمثلة التي مثل لها [6/ 82] الشيخ، ثم قال: قال ابن دريد: إذا سكنت الثاني من عنق ذكرت وإذا لم تسكنه أنثته فإن كان هذا الذي قاله سماعا قبل، وإلا فلا تظهر لذلك علة.
قال ناظر الجيش: قد علم أن الذي يطرد فيه أفعل من الثلاثي هو وزن واحد وهو فعل، الاسم الصحيح العين، فقوله: أفعال لاسم ثلاثي لم يطرد فيه أفعل يفيد أن ما سوى المذكور من الثلاثي إذا كان اسما غير صفة يطرد جمعه على أفعال، قال في شرح الكافية: فبان بهذا أن نحو: بيت وأبيات، وثوب وأثواب مطّرد؛ لأن اعتلال العين مانع من (جمع فعل) على أفعل قياسا، وبان - أيضا - أن الجمع على أفعال مطّرد في غير فعل المقيد كحزب وأحزاب، وصلب وأصلاب، وجمل وأجمال، -
(1) انظر: التذييل (6/ 6)(أ)، والمساعد (3/ 402)، والأشموني (4/ 122).
(2)
انظر: المراجع السابقة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ووعل وأوعال، وعضد وأعضاد، وعنق وأعناق، وعنب وأعناب، وإبل وآبال، ورطب وأرطاب، إلا أن فعلا يقتصر فيه غالبا على فعلان كصرد وصردان (1) انتهى.
ثم إن المصنف ذكر أن هذا الوزن الذي هو أفعال، ويقل في شيء، ويندر في شيء، ويلزم في شيء، ويغلب في شيء كل هذه الأشياء من الثلاثي فيقل في: فعل معتل العين، نحو: مال وأموال، وحال وأحوال، وخال وأخوال، ويندر في فعل نحو:
رطب وأرطاب، وربع وأرباع، ويلزم في فعل، نحو: إبل وآبال، وإطل - عند من أثبته (2) - وآطال، ويغلب في سبعة أوزان مخصوصة وهي: فعل كمدي وظبى، وفعل كلبب وطلل، وفعل كنمر، وكبد، وفخذ وفعل كعضد وفعل كعنب وفعل كطنب وعنق، وفعول معتلّا كغلوّ وعدوّ فيقال: أمداء، وأظباء، وألباب، وأطلال، وأنمار، وأكباد، وأفخاذ (وأعضاد) وأعناب، وأطناب، وأعناق، وأفلاء، وأعداء، وقال الشيخ: ولا يتجاوز فعول المعتل اللام أفعالا، إلا ما حكي شاذّا فيه وهو فعال وفعول، قالوا: فلاء وفليّ (3). انتهى. وقد ذكر المصنف في شرح الكافية: أن أفعالا أكثر من أفعل في فعل الذي فاؤه واو، كوقت وأوقات، ووصف وأوصاف، ووقف وأوقاف، ووكر وأوكار، ووغر وأوغار، ووغد وأوغاد، ووهم وأوهام؛ فإنهم استثقلوا ضم عين أفعل بعد الواو فعدلوا إلى أفعال،
كما عدلوا إليه فيما عينه معتلة، وكما شذ في المعتل أعين وأثوب، كذلك شذ فيما فاؤه واو كوجه ونحوه، والمضاعف من فعل كالذي فاؤه واو، في أن أفعالا في جمعه أكثر من أفعل كعمّ وأعمام، وجدّ وأجداد، وربّ وأرباب، وبرّ وأبرار، وشتّ وأشتات، وفنّ وأفنان، وفذّ وأفذاذ، ثم قال: وكثيرا ما يستغنى في هذا النوع ببعض أبنية الكثرة؛ فلا يستعمل (غيره)(4) كخدّ وخدود، وحدّ وحدود، وقدّ وقدود، وحظّ وحظوظ، وخطّ وخطوط، وحقّ وحقوق، ورقّ ورقوق، وفصّ وفصوص، ونصّ ونصوص، ولم يسمع في شيء من هذا النوع أفعل إلا نادرا ككف وأكفّ (5). انتهى. -
(1) شرح الكافية (4/ 1817).
(2)
قال في اللسان (أطل): أنشد ابن برّي في الإطل قول الشاعر:
لم تؤز خيلهم بالثّغررا صدة
…
ثجل الخواصر لم يلحق لها إطل
(3)
التذييل (6/ 6)(أ).
(4)
في الكافية وسقطت من نسختي التحقيق.
(5)
شرح الكافية (4/ 1818 - 1820)، والعبارة منقولة بتصرف من الشارح.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وكان الواجب أن يذكر في التسهيل هذين النوعين، أعني ما فاؤه واو والمضاعف مع ما ذكر أنه يغلب، وبإضافة هذين النوعين إلى ما ذكر هنا يكون أفعال تغلب في تسعة أوزان، وأما قوله: ويحفظ في فعل صحيح العين إلى آخره، فأشار به إلى أن أفعالا يحفظ في أوزان مخصوصة، وفي كلمات مسموعة، أما الأوزان فمنها فعل صحيح العين، قال في شرح الكافية: إن ما حقه أفعل في قد يشترك فيه أفعل، وأفعال، كفرخ وأفرخ وأفراخ، وزند وأزند وأزناد (1)، وقد ذكر الشيخ في شرحه كلمات أخر، وهي رأل وأرآل، وشفر وأشفار، وفرد وأفراد، وألف وآلاف، وبرد وأبراد، وأنف وآناف، وثلح وأثلاج، وحمل وأحمال، وذكر الشيخ بعد ذلك كلمات كثيرة جاءت على أفعال؛ ثم قال: ولو ذهب ذاهب إلى اقتباس أفعال في فعل الصحيح العين؛ لكان قد ذهب مذهبا حسنا لكثرة ما ورد منه (2) انتهى. ثم أشار المصنف إلى أن الفراء يرى اقتباس أفعال في جمع فعل الصحيح العين فيما فاؤه همزة كأنف وأكف، أو واو كوقت ووقف، بقوله: وليس مقيسا فيما فاؤه همزة أو واو خلافا للفراء، وكأن الفراء لمّا رأى كثرة ما ورد من ذلك حكم بأنه مقيس (3)، ومن الأوزان التي يحفظ فيها أفعال فعيل بمعنى فاعل، وفعال وفعلة
وفعلة، أما فعيل فنحو: شريف وأشراف، وسني وأسناء، وقمير وأقمار، أي: مقامر ومقامرون عن ابن سيده قال في شرح الكافية بعد التمثيل بما ذكرته: وقالوا: أنصار وأشهار وأقصاء في جمع ناصر ونصير، وشاهد وشهيد، وقاصي وقصيّ (4)، واحترز المصنف بقوله: بمعنى فاعل، من فعيل الذي ليس بمعنى فاعل؛ إن كان اسما وهو مؤنث، فقياسه في القلة أفعلة وإن كان صفة كجريح، وقتيل، فلم يجئ شيء من هذا النوع على أفعال، وأما فعال فمثاله: جبان وأجبان، مثّل به في شرح الكافية (5)، وأما فعلة فنحو: هضبة وأهضاب، وسطبة وأسطاب، وشفرة (6) وأشفار، مثّل به في شرح الكافية (7) وأنشد: -
(1) المرجع السابق (1818).
(2)
التذييل (6/ 6)(أ) و (ب).
(3)
انظر: المرجع السابق (6/ 6)(ب) والمساعد (3/ 403)، والأشموني (4/ 125).
(4)
شرح الكافية (4/ 1821).
(5)
المرجع السابق (1822).
(6)
الشفرة: ما عرض وحدد من الحديد، كحد السيف والسكين. اللسان (شفر).
(7)
شرح الكافية الشافية: (4/ 1821).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
4243 -
ثمّ طاروا إليهم بزناد
…
واريات وحدّت الأشفار (1)
وأما فعلة، فنحو بركة وأبراك: طائر من طيور الماء، وجثّة وأجثاث، مثّل بهما المصنف في شرح الكافية (2)، وأما الكلمات المسموعة فهي إحدى وعشرون كلمة، قالوا في جمع شعفة: أشعاف وفي جمع قصرة أقصار، قال في شرح الكافية: وهي أصل العنق، وقيل: بالذال - أيضا (3) - انتهى. وقالوا في جمع فيقة أفواق، والفيقة: ما بين الحلبتين، وقالوا في جمع نمرة: أنمار، قال الشيخ: ما فيه تاء التأنيث قياسا أن يجمع جمع تصحيح (4). انتهى. وقالوا في جمع جلف أجلاف وسمع أجلف - أيضا - وقياس فعل الوصف إذا كان للعقلاء أن [6/ 83] يجمع بالواو والنون، نحو:(ردّ وردون)، وقالوا في جمع نضوة أنضاء، قال في شرح الكافية:
وقالوا في جمع لقوة وهي (العقاب السريعة)(5): ألقاء، ونظير لقوة وألقاء نضوة وأنضاء عن سيبويه (6).
انتهى. وقال في جمع حرّ: أحرار، ومثله: مرّ وأمرار، وقياس فعل الصفة للآدميين أن تجمع بالواو والنون، وقالوا في جمع خلق: أخلاق، ومثله: بطل وأبطال، وسمك وأسماك، وقالوا في جمع جنب: أجناب في لغة من يجمعه؛ لأن جنبا فيه لغتان أفصحهما الإفراد على كل حال، مذكرا كان أو مؤنثا واحدا أو مثنى أو مجموعا، واللغة الثانية المطابقة لما جرى عليه، قالوا: ولم يجئ من الصفات على فعل إلّا كلمتان، وهما جنب ومعناه معروف، وشلل، قالوا:
رجل شلل وهو السريع في حاجته (7)، قال الشيخ: ولم يتجاوز هذا الجمع بالواو والنون، وأما تأنيث فعل الصفة، فلم يجئ منه شيء (8). انتهى، وقالوا في جمع يقظ أيقاظ (9)، ومثله: نجد وأنجاد، قال الشيخ: هذا فعل الصفة وتكسيره قليل -
(1) البيت من الخفيف، ولم أعثر له على قائل ورى الزند: خرجت ناره - حدت الأشفار: صارت قاطعة. وانظر: اللسان (ورى) و (حدد).
(2)
شرح الكافية (4/ 1822).
(3)
المرجع السابق.
(4)
التذييل (6/ 7)(أ).
(5)
كذا في (ب) وفي (أ)(العقار الشريفة) تحريف.
(6)
شرح الكافية (4/ 1821) وما بعدها، وانظر: الكتاب (2/ 211).
(7)
قال في اللسان (شلل): (ورجل مشل، وشلول، وشلل، وشلشل: خفيف سريع).
(8)
التذييل (6/ 7)(ب).
(9)
(ورجل يقظ ويقظ: كلاهما على النسب، أي: متيقظ حذر، والجمع أيقاظ، وأما سيبويه، -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
جدّا، يتجاوز فيه الجمع بالواو والنون، نحو: حوت وحوتين، وفرس وفرسين، إلا نجد ويقظا كسّرا شذوذا قال الكميت:
4244 -
لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى
…
تزجّجها من حالك واكتحالها (1)
قال: لم يجئ منه بالتاء (2). انتهى. وقالوا في جمع نكد أنكاد، قال الشيخ:
ولم يتجاوز فعل الصفة الجمع بالواو والنون، نحو: قزع وقزعين، وحذر وحذرين، إلا أنهم جمعوا نكدا وفرحا
على أفعال فقالوا: أنكاد وأفراح، وأما ما جاء منه بالتاء فيجمع بالألف والتاء (3). انتهى. وقالوا في جمع كؤود عقاب أكآد وقالوا في جمع قماط وجمع غثاء: أقماط وأغثاء، وذكرهما في شرح الكافية (4) عند ذكره أن جبانا يجمع على: أجبان، وقالوا في جمع خريدة: أخراد وفي جمع ميّت وميّتة:
أموات ذكرهما المصنف في شرح الكافية (5)، وقالوا في جمع جاهل: أجهال، قال المصنف في الشرح المذكور: ورد جاهل وأجهال، وبان وأبناء، وجان وأجناء، ومنه قولهم: أبناؤها أجناؤها أي بناتها جنّاتها كذا قال أبو عبيد (6): انتهى.
وقالوا: واد وأوداء كصاحب وأصحاب، قال امرؤ القيس (7): -
- فقال: لا يكسّر يقظ لقلة فعل في الصفات، وإذا قلّ بناء الشيء قلّ تصرفه في التكسير؛ وإنما أيقاظ عنده جمع يقظ؛ لأن فعلا في الصفات أكثر من فعل) اللسان (يقظ) والكتاب (2/ 206).
(1)
من الطويل للكميت بن زيد، والشاهد فيه جمع يقظ على أيقاظ، قال سيبويه (2/ 179):
(وما كان على ثلاثة أحرف، وكان فعلا فهو كفعل وفعل، وهو أقل في الكلام منها، وذلك قولك:
عجز وأعجاز وعضد وأعضاد، وقد بني على فعال قالوا: أرجل ورجال، وسبع وسباع، جاؤوا به على فعال، كما جاؤوا بالصّلع على فعول، وفعال، وفعول أختان، وجعلوا أمثلته على بناء لم يكسّر عليه واحده؛ وذلك قولهم: ثلاثة رجلة، واستغنوا بها عن أرجال)، وانظر الشاهد في ابن يعيش (5/ 27)، وأمالي ابن الشجري (1/ 106)، العيني (2/ 612)، واللسان (خفي)، والتذييل (6/ 7)(ب).
(2)
المرجع السابق.
(3)
نفس المرجع.
(4)
شرح الكافية (4/ 1822).
(5)
المرجع السابق (4/ 1823).
(6)
كذا في شرح الكافية، والتذييل (6/ 7)(ب)، وفي نسختي التحقيق (أبو عبيدة)، وأبو عبيد هو القاسم بن سلام الخزاعي، كان مؤدبا وولي القضاء في طرسوس. كان فقيها محدثا نحويّا. راجع:
معرفة القراء (1/ 141 - 143). وانظر: شرح الكافية (4/ 1820) وما بعدها.
(7)
كذا في النسختين وليس في ديوانه.