المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[حروف التحضيض وأحكامها وما تختص به] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٩

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الخامس والستون باب عوامل الجزم

- ‌[الأدوات التي تجزم فعلين]

- ‌[ما تقتضيه أدوات الشرط التي تجزم فعلين]

- ‌[العامل في الجواب]

- ‌[الجزم بإذا حملا على غيرها وإهمال غيرها حملا عليها]

- ‌[حكم تقديم معمول الشرط أو الجواب عليهما]

- ‌[نيابة إذا الفجائية عن الفاء]

- ‌[أحكام في تقديم جواب الشرط على الأداة]

- ‌[حذف الشرط أو الجواب أو هما معا]

- ‌[حكم اجتماع الشرط والقسم وحديث طويل في ذلك]

- ‌[الأوجه الجائزة في المضارع المعطوف على الشرط]

- ‌[اتصال «ما» الزائدة ببعض أدوات الشرط]

- ‌[صور فعلي الشرط والجواب]

- ‌[حكم الشرط إذا حذف الجواب]

- ‌[اختصاص أدوات الشرط بالمستقبل]

- ‌[لو الشرطية معناها وما تختص به]

- ‌[أحوال جواب لو]

- ‌[لمّا ومعانيها]

- ‌[الباب السادس والستون باب تتميم الكلام على كلمات مفتقرة إلى ذلك]

- ‌[قد ومعانيها وإعرابها]

- ‌[حديث عن هل والهمزة الاستفهاميتين]

- ‌[حروف التحضيض وأحكامها وما تختص به]

- ‌[حديث عن ها ويا وألا وأما]

- ‌[حروف الجواب: سردها وأحكامها]

- ‌[كلّا وحديث عنها]

- ‌[أمّا وحديث عنها]

- ‌[أحكام أخرى لأما]

- ‌[أقل رجل يقول ذلك وأحكام هذه الجملة]

- ‌[قلّما وقليل وحديث عنهما]

- ‌[سرد لبعض الأفعال الجامدة]

- ‌[حديث عن بقية الأفعال الجامدة]

- ‌الباب السابع والستون باب الحكاية

- ‌[الحكاية بأي وبمن]

- ‌[العلم وأحكامه عند حكايته]

- ‌[مسائل خمس في باب الحكاية]

- ‌[حكاية التمييز]

- ‌[حكاية المفرد المنسوب إليه حكم للفظه]

- ‌[حكم حكاية السؤال بالهمزة]

- ‌[إلحاق حرف مد آخر المحكي]

- ‌الباب الثامن والستون باب الإخبار

- ‌[شروط الاسم المخبر عنه]

- ‌[الإخبار عن الاسم بالذي وفروعه وبالألف واللام]

- ‌[تقديم الموصول وذي الألف واللام مبتدأين]

- ‌[تقديم خبر كان مبتدا]

- ‌[حديث طويل عن الإخبار في الجملة المتنازع فيها]

- ‌الباب التاسع والستون باب التّذكير والتّأنيث

- ‌[علامة التأنيث - حكم ما لم تظهر فيها العلامة]

- ‌[مواضع تاء التأنيث]

- ‌[من أحكام تاء التأنيث]

- ‌[حكم الصفات المختصة بالإناث]

- ‌[الصفات التي لا تلحقها التاء]

- ‌[حكم فعيل بمعنى مفعول - تذكير المؤنث وعكسه]

- ‌الباب السبعون باب ألفي التّأنيث

- ‌[أوزان الألف المقصورة]

- ‌[أوزان الألف الممدودة]

- ‌[الأوزان المشتركة]

- ‌الباب الحادي والسبعون باب المقصور والممدود

- ‌[ما يعرف به المقصور والممدود القياس وغيره]

- ‌الباب الثاني والسبعون باب التقاء الساكنين

- ‌[تقدير التقاء ساكنين في الوصل المحض]

- ‌[أحوال نون من وعن ولكن]

- ‌[فك التضعيف في المجزوم والمبني]

- ‌الباب الثالث والسبعون باب النّسب

- ‌[حرف إعراب المنسوب إليه وما يحذف لياء النسب]

- ‌[النسب لما آخره ألفه أو ياء]

- ‌[ما يحذف قبل الآخر لأجل النسب]

- ‌[النسب إلى المركب]

- ‌[النسب إلى فعيلة وفعيلة وفعولة]

- ‌[النّسب إلى الثلاثي المكسور العين]

- ‌[النسب إلى الثنائي]

- ‌[النسب لما آخره ياء، أو واو قبلها ألف]

- ‌[النسب إلى أخت ونظائرها]

- ‌[النسب إلى فم وابنم]

- ‌[النسب إلى الجمع]

- ‌[فتح عين تمرات، وأرضين ونحوهما]

- ‌[شواذ النسب]

- ‌[استعمالات ياء النسب والنسب بدونها]

- ‌الباب الرابع والسبعون باب جمع التكسير

- ‌[الجمع واسم الجمع واسم الجنس

- ‌[اسم الجمع واسم الجنس]

- ‌[الفرق بين الجمع واسم الجمع]

- ‌[أوزان جمع القلة]

- ‌[الاستغناء ببعض أبنية القلة عن بعض أبنية الكثرة والعكس]

- ‌[ما يرد في التكسير وإغناء التصحيح عن التكسير]

- ‌[جمع أفعل]

- ‌[ما يجمع على أفعال]

- ‌[ما يجمع على أفعلة]

- ‌[من جموع الكثرة فعل بضم شكوك]

- ‌[من جموع الكثرة: فعل بضمتين]

- ‌[من جموع الكثرة فعل بضم فسكون]

- ‌[من جموع الكثرة فعل بكسر ففتح]

- ‌[من جموع الكثرة فعال بكسر أوله]

- ‌[ما يحفظ فيه فعال بالكسر]

- ‌[ما يشارك فيه فعول بالضم فعالا بالفتح]

- ‌[ما ينفرد فيه فعول عن فعال]

- ‌[من جموع الكثرة فعّل بالضم والتشديد]

- ‌[من جموع الكثرة فعلة بفتح الفاء والعين]

- ‌[من جموع الكثرة فعلة بضم ففتح]

- ‌[من جموع الكثرة فعلة كقردة]

- ‌[من جموع الكثرة فعلى كقتلى]

- ‌[من جموع الكثرة: فعلى]

- ‌[من جموع الكثرة فعلاء كشعراء]

- ‌[من جموع الكثرة فعلان كغلمان]

- ‌[ما يجمع على فعلان كقضبان]

- ‌[من جموع الكثرة فواعل كفوارس]

- ‌[من جموع الكثرة فعالى بالفتح وفعالى بالضم]

- ‌[من جموع الكثرة فعالي كأناسي]

- ‌[من جموع الكثرة فعائل كقبائل]

- ‌[ما بقي من أوزان الجمع]

- ‌[عدم فك المضعف اللّام في الجمع على مفاعل]

- ‌[عدم حذف الزائد إذا كان لينا زائدا في جمع الخماسي]

- ‌[ما يحذف من الزوائد في الجمع]

- ‌[ما يحذف من الخماسي عند الجمع]

- ‌[حذف الزائد عن الأربعة عند الجمع]

- ‌[التعويض عن المحذوف للجمع]

- ‌[جواز المماثلة بين بعض الأوزان]

- ‌[أسماء الجمع: تعريفا وأنواعا وأوزانا]

- ‌[كيفية جمع العلم المرتجل والمنقول]

- ‌[أحكام الجمع العلم]

- ‌[حكم تثنية المركب وجمعه]

- ‌[حكم تثنية المضاف وجمعه]

- ‌[حكم جمع المضاف والمضاف إليه]

- ‌[حكم تثنية وجمع اسم الجمع والتكسير]

الفصل: ‌[حروف التحضيض وأحكامها وما تختص به]

[حروف التحضيض وأحكامها وما تختص به]

قال ابن مالك: (فصل؛ حروف التّحضيض: هلّا وألا ولولا، ولو ما، ولا يليهنّ غالبا إلّا فعل ظاهر، أو معمول فعل مضمر مدلول عليه. وقلّ ما يخلو مصحوبها من توبيخ، وإذا خلا منه فقد يغني عنهن «لو» و «ألا» وتدلّ أيضا: لولا ولو ما على امتناع لوجوب فيختصّان بالأسماء، ويقتضيان جوابا كجواب «لو» وقد يلي الفعل لولا غير مفهمة تحضيضا فتؤوّل بـ «لو لم» وتجعل المختصّة بالأسماء والفعل صلة لـ «أن» مقدّرة).

قال ناظر الجيش: قال الإمام بدر الدين (1): «التحضيض مبالغة في الحضّ على الشيء وهو طلبه والحثّ على فعله، وحروفه: هلّا وألا ولولا، ولو ما، فيدخلن على الفعل للتوبيخ في ضمن التقديم إن كان ماضيا، وفي ضمن التقاضي إن كان مستقبلا، وكأنهن مأخوذات من «هل» المنقولة إلى التمني في نحو قوله عز وجل: فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ (2) مبدلة هاؤها همزة على لغة، ومن «لو» المنقولة إلى التمني أيضا في نحو:

لو تأتيني فتحدثني - بالنصب - لما فيها من تقدير غير الواقع واقعا، ثم ركبت مع «ما» و «لا» المزيدتين، تنبيها على نقلها إلى التحضيض، فإذا قلت: هلّا فعلت فكأنك قلت: ليتك فعلت، متولدا منه معنى التنديم، أو قلت: هلّا تفعل فكأنك قلت: ليتك تفعل، متولدا [5/ 193] منه معنى التقاضي والحث.

ولحروف التحضيض صدر الكلام، وهي مختصة بالأفعال فيليها في الغالب فعل ظاهر متصل، نحو: هلّا تضرب

زيدا، أو منفصل بمعموله نحو: هلّا زيدا ضربت، وإما معمول فعل مضمر على شريطة التفسير كقولك: هلّا زيدا ضربته، أو مدلول عليه بمذكور قبل، كقول الشاعر:

4129 -

تعدّون عقر النيب أفضل مجدكم

بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا (3)

-

(1) انظر شرح التسهيل لبدر الدين (4/ 113).

(2)

سورة الأعراف: 53.

(3)

هذا البيت من الطويل قاله جرير في ديوانه (2/ 907) من قصيدة يهجو بها الفرزدق.

الشرح: تعدون: تحسبون، النيب جمع ناب وهي المسنة من النوق، وبني ضوطرى منادى حذف منه حرف النداء، ورماهم بالحمق بذلك؛ لأن الضوطرى: المرأة الحمقاء، والكمي: المتغطي بالسلاح والمقنعا: صفته وهو الذي عليه مغفر أو بيضة.

والشاهد فيه: نصب «الكمي» بعد «لولا» بفعل مضمر دل عليه الفعل المتقدم، والتقدير: لولا تعدون عقر -

ص: 4483

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المعنى: لولا تعدون عقر الكمي، فحذف الفعل والمضاف وأقام المضاف إليه مقامه، اعتمادا على دلالة أول الكلام.

وقد يلي حروف التحضيض جملة اسمية، كقول الشاعر:

4130 -

ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة

إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها (1)

وهو شاذ نادر، ويمكن تخريجه على إضمار «كان» الشأنية وجعل الجملة المذكورة خبرها، والتقدير: فهلّا كان الأمر أو الشأن نفس ليلى شفيعها.

وتخلو الحروف المذكورة عن التوبيخ، فتكون لطلب الفعل على سبيل العرض، كما في قوله تعالى: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ (2) وقوله تعالى:

لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (3) ويجوز أن تغني عنهن حينئذ «لو» المنقولة إلى التمني كما تقدم، في نحو: لو تأتيني فتحدثني، و «ألا» المخففة كقولهم: ألا تنزل فتصيب خيرا.

وتدلّ أيضا «لولا» و «لو ما» على امتناع الشيء لوجود غيره فيختصان بالأسماء ويقتضيان جوابا كجواب «لو» فيكون فعلا مجزوما بلم أو ماضيا منفيّا بما، أو مثبتا مقرونا في الغالب بلام مفتوحة. وقد يلي الفعل «لولا» غير

مفهمة تحضيضا، كقوله:

4131 -

لا درّ درّك إنّي قد رميتهم

لولا حددت ولا عذرى لمحدود (4)

والوجه الثاني فيه: أن تكون «لو» هي التي تدل على امتناع الشيء لامتناع غيره -

- الكمي، فحذف الفعل والمضاف وأقام المضاف إليه مقامه لدلالة أول الكلام عليه. والبيت في الكامل (1/ 163) والخصائص (2/ 45) وأمالي الشجري (1/ 279)، وابن يعيش (2/ 38)، (8/ 144).

(1)

هذا البيت من الطويل، وقائله: قيس بن الملوح، وقيل غير ذلك. ونبئت أي: أخبرت.

واستشهد به على جواز إيلاء الجملة الاسمية لحروف التحضيض فوليت «هلا» في قوله «فهلا نفس ليلى» وهو نادر. ولذلك خرج على إضمار كان الشانية وجعل الجملة المذكورة خبرها والتقدير: فهلا كان الأمر أو الشأن نفس ليلى شفيعها.

والبيت في الخزانة (1/ 463)، (3/ 597)، وشرح التصريح (2/ 41)، والهمع (2/ 67).

(2)

سورة التوبة: 122.

(3)

سورة المنافقون: 10.

(4)

هذا البيت من البسيط وهو للجموح الظفري كما في اللسان (عذر).

والعذرى: الخروج من الذنب، الشاهد فيه: قوله «لولا حددت» حيث ولي الفعل «لولا» على أنه صلة لـ «أن» مضمرة والمعنى: لولا أن حددت لرميت.

ص: 4484

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

و «لا» بعدها حرف نفي مع الماضي بمعنى: لم يفعل، كقول الراجز:

4132 -

وأيّ شيء سيّئ لا فعله (1)

أي: لم يفعله، والتقدير: لو لم أحدّ لرميت، ويجوز أن تكون هي التي لامتناع الشيء لوجود غيره، وقد وليها الفعل على أنه صلة لـ «أن» مضمرة والمعنى: لولا أن حددت لرميت (2) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وقال والده في شرح الكافية (3): للولا ولو ما استعمالان:

أحدهما: يدلان فيه على امتناع شيء لثبوت غيره، ويقتضيان حينئذ مبتدأ ملتزما حذف خبره، وجوابا مصدرا بفعل ماض لفظا ومعنى، أو بمضارع مجزوم بلم، ويقترن الأول إن كان مثبتا بلام مفتوحة، كقوله تعالى: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (4) وإن كان منفيّا لم يقترن باللام، كقوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ (5) ومنه قول الأنصاري رضي الله تعالى عنه:

4133 -

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدّقنا ولا صلّينا (6)

وقد يقترن بها المنفي بـ «ما» ، كقول الشاعر:

4134 -

لولا رجاء لقاء الظّاعنين لما

أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا (7)

وقد يخلو منها المثبت، كقول الآخر: -

(1) هذا بيت من الرجز المشطور، نسب في الخزانة لشهاب بن العيف العبدي وقبله:

لا همّ إن الحارث بن جبلة

زنى على أبيه ثم قتله

وكان في جاراته لا عهد له

واستشهد به على أن «لا» دخلت على الفعل الماضي بمعنى: لم يفعل، والرجز في الإنصاف (ص 77)، وابن يعيش (1/ 109) واللسان (زني).

(2)

انظر شرح التسهيل (4/ 115).

(3)

انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1650 - 1655) تحقيق د/ عبد المنعم هريدي. وقد نقله عنه بتصرف.

(4)

سورة سبأ: 31.

(5)

سورة النور: 21.

(6)

سبق شرحه والتعليق عليه.

والشاهد فيه هنا: كون جواب «لولا» منفيّا فلم يقترن باللام.

(7)

هذا البيت من البسيط، واستشهد به على اقتران جواب «لولا» المنفي بـ «ما» باللام. وهو قليل.

والبيت في الأشموني (4/ 50).

ص: 4485

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

4135 -

وكم موطن لولاي طحت كما هوى

بأجرامه من قنّة النّيق منهوي (1)

وإذا دل دليل على جواب لولا ولو ما حذف كما فعل بجواب «إن» فمن ذلك قول الله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (2).

ويدلان على التحضيض فيختصان بالأفعال، كقوله تعالى: لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ (3) ولَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ (4) ويشاركهما في التحضيض: هلّا وألا، وقد يلي حرف التحضيض اسم معمل فيه فعل متأخر أو محذوف لدليل، كقول الشاعر:

4136 -

ألان بعد لجاجتي تلحونني

هلّا التّقدّم والقلوب صحاح (5)

وكقول الآخر:

4137 -

أتيت بعبد الله في القدّ موثقا

فهلّا سعيدا ذا الخيانة والغدر (6)

وكقول الآخر: -

(1) هذا البيت من الطويل وهو ليزيد بن الحكم.

الشرح: طحت بفتح التاء - أي: هلكت، من طاح يطوح ويطيح وهوى: سقط، والأجرام: جمع جرم الشيء وهو جثته، والقنة بضم القاف وتشديد النون مثل القلة، وهي أعلى الجبل، والنيق أرفع موضع في الجبل، ومنهوي: الهاوي.

والشاهد في قوله: «لولاي طحت» على خلو جواب «لولا» من اللام مع أنه مثبت. والبيت في الكتاب (2/ 373)(هارون) والمقتضب (3/ 73) وأمالي الشجري (1/ 177) والمفصل (ص 135).

(2)

سورة النور: 10.

(3)

سورة الفرقان: 7.

(4)

سورة الحجر: 7.

(5)

هذا البيت من الكامل، الشرح: ألان بفتح الهمزة واللام والنون وأصله الآن؛ حذفت الهمزة وأعطيت حركتها لما قبلها، قوله: بعد لجاجتي أي: بعد غضبي من لججت ألج من باب علم يعلم، وقوله: تلحونني من: لحيت الرجل ألحاه لحيّا، إذا لمته، فهو ملحى. وصحاح جمع صحيح. والمعنى:

إنكم تلومونني بعد أن وقع بيني وبينه، فهلّا كان ذلك والقلوب عامرة ليس فيها غضب. والشاهد فيه قوله:«هلّا التقدم» حيث حذف الفعل بعد حرف التحضيض؛ لأن التقدير فيه: هلّا كان التقدم باللحي، وذلك لأن التحضيض لا يدخل إلا على الفعل، والبيت في معاني الفراء (1/ 198) وشرح ابن الناظم للألفية (ص 280)، والعيني (4/ 474).

(6)

هذا البيت من الطويل، والقد بكسر القاف وتشديد الدال: سير يقد من جلد غير مدبوغ. والشاهد في «سعيدا» حيث نصب بعد حرف التحضيض بتقدير العامل؛ إذ التقدير: فهلّا أسرت سعيدا أو قيدت أو أوثقت، والبيت في أمالي الشجري (1/ 353)، وشرح ابن الناظم (ص 280)، والعيني (4/ 475) والأشموني (4/ 51).

ص: 4486

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

4138 -

تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم

بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا (1)

وربما ولي حرف التحضيض مبتدأ وخبر كقوله:

4139 -

ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة

إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها (2)

والأجود أن ينوي بعد «هلا» كان الشأنية ويجعل «نفس ليلى شفيعها» خبرا.

وألحق بحروف التحضيض في الاختصاص بالفعل «ألا» المقصود بها العرض نحو: ألا تزورنا، وهي مركبة من «لا» و «الهمزة» ، وأما «ألا» المستفتح بها فغير مركبة ولا مختصة، بل جائز أن يرد بعدها جملة اسمية نحو: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (3) وجملة فعلية نحو: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً (4) انتهى كلامه رحمه الله تعالى (5).

وإنما أوردته لما فيه من الزيادة التي لم يتضمنها كلام ولده، وليعلم أن قول بدر الدين:«فيدخلن على الفعل للتوبيخ» إلى قوله: «ومن لو المنقولة إلى التمني أيضا» هو شيء قد اتبع فيه طريقة أصحاب «علم المعاني» وأنا أذكر ما قالوه تفصيلا؛ لينكشف معنى ما ذكره إجمالا، فأقول: ذكروا أنه قد يستعمل للتمني ما هو موضوع لغيره مجازا، وذكروا لذلك أداتين وهما:«هل» و «لو» وقرروا ذلك بما أذكره؛ فقالوا في «هل» : إنها حرف موضوع للاستفهام، والاستفهام لطلب حصول في الذهن، فإذا قال القائل: هل لي من شفيع؟ في مقام يقطع فيه بعدم الشفيع، تعذّر الحمل على حقيقة الاستفهام؛ لأن حقيقته تقتضي الجهل بالمستفهم عنه؛ لأن الطلب يقتضي أن لا يكون المطلوب حاصلا وقت الطلب، والعلم هنا بأن الشفيع ليس بموجود حاصل، وإذا تعذّر الحمل على حقيقة الاستفهام، حمل على ما يناسب المقام. والذي يناسب المقام هو التمني.

قالوا: والموجب للعدول عن صيغة التمني إلى صيغة الاستفهام في هذا المقام هو إبراز المتمنّى لكمال العناية به في صورة الممكن، وعليه قوله تعالى حكاية عن الكفار فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا (6). -

(1) و (2) سبق شرحه والتعليق عليه.

(3)

سورة البقرة: 12.

(4)

سورة هود: 8.

(5)

انظر شرح الكافية الشافية: (3/ 1655).

(6)

سورة الأعراف: 53.

ص: 4487

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقالوا في «لو» ما ذكره النحاة: وهو أنها تكون للتمني بدليل نصب الفعل [5/ 194] الواقع جوابا لها نحو: لو تأتيني فتحدثني، والفعل إنما ينصب في الجواب إذا كان جوابا لأحد الأمور الثمانية. والمعنى الذي يناسب «لو» من الثمانية هو التمني؛ لأنه كما يفرض بـ «لو» ما يستحيل وقوعه وهو كون ما لم يقع في الزمن الماضي واقعا في الزمان الماضي، كذلك قد يفرض بصيغة التمني ما يستحيل وقوعه نحو: ليت الشباب يعود، فضمنت «لو» بسبب هذه المناسبة القريبة معنى التمني.

ثم لما قرروا ذلك في «هل» و «لو» قالوا: وكأن الحروف المسماة بحروف التحضيض وهي: هلّا وألا ولولا ولوما مأخوذة منهما، مركبة مع «لا» و «ما» المزيدتين مطلوبا بالتزام التركيب التنبيه على إلزام «هل» و «لو» معنى التمني، فإذا قيل: هلّا أكرمت زيدا وألا - بقلب الهاء همزة - أو لولا أو لوما، كان المعنى:

ليتك أكرمت زيدا، فيتولد منه معنى التنديم، وإذا قيل: هلّا تكرم زيدا، أو ألا كان المعنى: ليتك تكرمه، فيتولد منه معنى التحضيض.

وإذ قد تقرر هذا فلنذكر أمورا:

منها: أن المصنف قد قال: ولا يليهنّ غالبا إلّا فعل ظاهر أو معمول فعل مضمر.

وقد عرفت من كلام ولده أن معمول الفعل الظاهر يليها أيضا نحو: هلّا زيدا ضربت، لكن قد يقال: يمكن أن يستفاد هذا من كلام المصنف؛ لأنه إذا قال: إن معمول الفعل المضمر يليها ولم يقيد ذلك الفعل بكونه يضمر قبل المعمول أو بعده، علم منه جواز ولائه معمول الفعل الظاهر لها.

ومنها: أن قول المصنف وإذا خلا منه فقد يغني عنهنّ لو وألا - قد شرحه ولده بقوله: «وتخلو الحروف المذكورة عن التوبيخ فتكون لطلب الفعل على سبيل العرض، كما في قوله تعالى: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ (1) وقوله تعالى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (2) ويجوز أن يغني عنهن حينئذ لو المنقولة إلى التمني كما في: لو تأتيني فتحدثني، وألا المخففة كقولهم: ألا تنزل فتصيب خيرا» .

ولم أتحقق أولا قوله: «فتكون لطلب الفعل على سبيل العرض» لأن العرض غير -

(1) سورة التوبة: 122.

(2)

سورة المنافقون: 10.

ص: 4488

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

التحضيض، والكلام إنما هو في أدوات التحضيض، ولا شك أن التحضيض فيه طلب وحث، وأما العرض فلا طلب فيه، ولا يلزم من كون الأداة واحدة الاتفاق في المعنى، ولذا لم أتحقق ثانيا قوله:«ويجوز أن يغني عنهن حينئذ لو المنقولة إلى التمني، كما في: لو تأتيني فتحدثني وألا المخففة كقولهم: ألا تنزل فتصيب خيرا» ، ولا قول والده: فقد يغني عنهنّ لو وألا لأن معنى قوله: «وإذا خلا منه» : أن مصحوب أدوات التحضيض إذا خلا من توبيخ أنّ «لو» و «ألا» قد يغنيان عنه حينئذ، ولا شك أنه إذا لم يكن توبيخ، تعيّن أن يكون ما بعد الأداة مطلوبا، فيلزم أن يكون الكلام فيه دلالة على الطلب، و «لو» التي يستفاد منها التمني، كقولك: لو تأتيني فتحدثني لا تقتضي طلبا من المخاطب، ولم أفهم كون: ألا تنزل فتصيب خيرا، يفهم منه التحضيض، لأن التحضيض فيه طلب، والعرض لا طلب فيه، هذا هو الذي أفهمه، وقد قيل: إن بينهما فرقا وهو أن التحضيض طلب بحثّ وإزعاج، والعرض طلب بلين وتأدّب، وللمنازعة في ذلك مجال، وقد يعرض الإنسان أمرا على آخر مجاملة وتوددا في الظاهر وهو في نفس الأمر غير مجلب له، وليس بين الطلب والعرض ملازمة في الذهن ولا في الخارج.

وأقول: إن كلام المصنف في هذا الموضع غير ناصع من جهتين:

إحداهما: قوله: وقلّ ما يخلو مصحوبها من توبيخ؛ لأن هذا يعطي أن الحكم المذكور لها على الإطلاق وليس كذلك؛ لأن مصحوبها يكون ماضيا، ويكون مضارعا، ولا شك أن التوبيخ إنما يتصور إذا كان الفعل ماضيا، أما إذا كان الفعل مضارعا فلا، والحق أنها إذا صحبت الماضي كانت للتوبيخ، وإذا صحبت المضارع كانت للتحضيض، وكلام بدر الدين مصرح بذلك فإنه قال:«فإذا قلت: هلّا فعلت، فكأنك قلت: ليتك فعلت، متولدا منه معنى التنديم، أو قلت: هلّا تفعل، فكأنك قلت: ليتك تفعل متولدا منه معنى التقاضي والحثّ» نعم، قد يقصد المتكلم بالأداة إذا وليها الفعل الماضي - التحضيض دون توبيخ، فلو قال المصنف:

وقل ما يخلو مصحوبها من توبيخ إذا وليها الماضي، لكان الواجب.

الجهة الثانية: قوله: وإذا خلا منه فقد يغني عنهنّ لو وألا. وقد تقدم الكلام على ذلك بما فيه غنية. -

ص: 4489

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومنها: أن الشيخ قال (1): «إن قول المصنف في لولا ولوما الامتناعيتين:

فيختصان بالأسماء، إنه ليس جيدا، لأن ذلك يوهم أنهما كالحروف المختصة بالأسماء نحو حروف الجر، وليس كذلك، إنما يدخلان على الجمل، لكن تلك الجمل تكون اسمية» انتهى.

والجواب (2): أن هذا الوهم يدفعه قوله: ويقتضيان جوابا كجواب لو، لأن الجواب لا يكون عن مفرد إنما يكون عن كلام، فلزم من هذا أن الذي يلي هذين الحرفين يتعيّن فيه أن يكون جملة وهذا أمر ظاهر.

ثم شرع الشيخ في ذكر المذاهب في الاسم المرفوع بعد «لولا» وذكر أنها ثلاثة (3):

- مذهب سيبويه والبصريين أنه مبتدأ (4).

- ومذهب الفراء أنه مرفوع بـ «لولا» نفسها (5).

- ومذهب الكسائي أنه مرفوع بفعل محذوف (6).

وأطال الكلام في ذلك.

ولا يخفى أن مثل هذا لا ينبغي تسويد الأوراق به، وتضييع الزمان، مع أن ذكر هذه المذاهب ربما تقدّم في باب «المبتدأ» (7).

والحق الإضراب عن ذكر المذاهب الضعيفة والأقوال السخيفة، والاشتغال بما هو أهم من ذلك.

ومنها: أنه قال (8): «ليس عندي ما يختلف [5/ 195] فيه جواب لو وجواب لولا ولوما، إلا أن جواب لولا وجدناه في لسان العرب قد يقرن بـ «قد» نحو قول الشاعر: -

(1) انظر التذييل (خ) جـ 5 ورقة 192.

(2)

هذا كلام الشيخ أبي حيان في التذييل.

(3)

انظر التذييل (خ) جـ 5 ورقة 192، 193.

(4)

قال سيبويه في الكتاب (3/ 139، 140): «ولو بمنزلة لولا ولا تبتدأ بعدها الأسماء سوى أن، نحو: لو أنّك ذاهب، ولولا تبتدأ بعدها الأسماء» .

(5)

انظر الهمع (1/ 105).

(6)

المرجع السابق.

(7)

انظر الباب المذكور في إعراب الاسم الواقع بعد لولا في هذا الكتاب.

(8)

انظر التذييل (خ) جـ 5 ورقة 193.

ص: 4490