الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[من جموع الكثرة فعّل بالضم والتشديد]
قال ابن مالك: (فصل: من أمثلة الكثرة: فعّل وهو لفاعل وفاعلة وصفين، وشاركه فعّال قياسا في المذكر، وسماعا في المؤنّث، ويقلّان في المعتلّ اللّام وندرا في سخل ونفساء وفعّل في نحو: أعزل، وسروء، وخريدة وفعّال في حكيم وحفيظ).
ــ
ذكّر فعيل كغزّى فهو اسم جمع، يشير به إلى أن التذكير دليل على أن تلك الكلمة اسم الجمع يعامل معاملة المذكر فتقول، الرّهط صنع كذا، والرّكب رحل، ولا يقال الرجال ولا الزيود خرج، وقد تقدم الاستدلال على ذلك في أول الباب، وقال في شرح الكافية: وما على وزن فعيل فهو جمع؛ إن أنّث كعبيد وحمير واسم جمع، إن ذكّر نحو: كليب وحجيج، واتبع ذلك بأن قال: وما كان على فعلة فهو جمع؛ إن لم يجمع نحو: كفرة وبررة، وهو اسم جمع إن جمع كسراة وسروات (1) انتهى.
قال الشيخ: قيل ولم يأت من فعل على فعيل إلا كلب وكليب وعبد وعبيد، قال: والكليب جمع كلب عند أبي علي، وقال أبو حاتم: الكليب جمع كلاب جمع كلب، وقد تقدم أنهم قالوا: معز ومعيز، وضأن وضئين، وحكى أبو علي في الأغفال يد ويدي (2). وأنشد:
4260 -
فإن أذكر النّعمان إلّا بصالح
…
فإنّ له عندي يديّا وأنعما (3)
قالوا جمعوا يد النعمة على يدي (4).
قال ناظر الجيش: قال في شرح الكافية: من أمثلة الكثرة (فعّل) والقياسي منه -
(1) شرح الكافية (4/ 1886).
(2)
قال ابن منظور في اللسان «يدى» ، ويدي، ويدي في النعمة خاصة.
(3)
البيت من الطويل نسبه ابن منظور في اللسان إلى الأعشى، وليس في ديوانه، وفي معجم الشواهد لضمرة بن ضمرة النهشلي، والشاهد فيه: جمع يد على يديّ، قال في اللسان (يدي):(وقال الجوهري: في قوله: يديّا وأنعما: إنما فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات) وانظر: النوادر لأبي زيد (ص 53)، وابن يعيش (10/ 56)، والتذييل (6/ 15)(ب).
(4)
ينظر: اللسان (يدي).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ما كان لفاعل وفاعلة وصفين صحيحي اللام، وشاركه فعّال قياسا في المذكر، كصائم وصوّم وصوّام، وندر في المؤنث، كقول الشاعر:
4261 -
أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة
…
وقد أراهنّ عني غير صدّاد (1)
فجمع صادّة على صدّاد، وهو نادر، واعتلال اللام مانع منهما استغناء في فاعل بفعلة، كرام ورماة، وفي فاعلة بفواعل كرامية وروام، وندر غاز وغزّى، وعاف وعفّى، وكذا ندر غزّاء في جمع غاز، وسرّاء في جمع سار، كقول الشاعر:
4262 -
تقري بيوتهم سرّاء ليلهم
…
ولا يبيتون دون اللّيل أضيافا (2)
وحكى سيبويه: جانيا وجنّاء (3) وهو نظير سرّاء في جمع سار، وحكى ابن سيده ساقيا وسقّى (4)، وهو نظير غزّى في جمع غاز، وقالوا خريدة وخرّد، ونفساء ونفّس ورجل سخل أي رذل، ورجال سخّل، ورجل أعزل: لا سلاح له ورجال عزّل، وجرادة سرو أي: بيوض، وجراد سرّأ، وهذه كلها نوادر، ولا يقاس عليها (5). انتهى، وقد انحل بهذا الكلام ما تضمنه كلامه في التسهيل، واحترز بقوله: وصفين، من أن يكون فاعل وفاعلة اسمين وذلك نحو: حاجب العين، وجائزة البيت، لا يقال فيهما إذا جمعا حجّب ولا جوّز، قال الشيخ (6) مشيرا إلى قول الشاعر:
أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة
…
البيت
إن حكاية جرت بين الأصمعي وابن الأعرابي؛ وأن بعضهم تأوّل صدّاد على أنه جمع صادّ المذكر على القياس؛
وذلك بأن جعل (هن) عائدا على الأبصار؛ وأنّه -
(1) من البسيط، قاله القطامي ديوانه (ص 7)، في اللسان (صدد) برواية (عنهم) في مكان (عني) وقد اعتمد العيني رواية المصنف (4/ 521)، وكذلك صاحب التصريح (2/ 308)، والأشموني (4/ 133)، ومجالس العلماء للزجاجي (ص 275)، وشرح الشواهد للعيني (4/ 521)، وشرح الكافية (ص 1846).
(2)
من البسيط، لم أعثر على قائله، قري الضيف يقريه قري - بالكسر، والقصر، والفتح، والمد: أضافة.
(3)
الكتاب (4/ 48).
(4)
المحكم (6/ 302).
(5)
شرح الكافية (4/ 1845) وما بعدها بتصرف.
(6)
انظر التذييل (6/ 16).