الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثامنا: الاستمتاع مع الطفل
في هذه الأيام تجد في أكثر العائلات ينهمك الآباء بالعمل، أو يحدث الانفصال بين الزوجين أو الطلاق الشائع حدوثه، ويترتب على ذلك وجود أحد الأبوين فقط في المنزل مما يؤدي بالأطفال إلى عدم وجودهم مع آبائهم خلال اليوم فإذا حدث وكانوا معا فإن أحدا منهم غالبا ما يكون متعبا ومنهكا من أحداث العمل، وفي أكثر العائلات لا يشعر الآباء والأطفال بالمتعة معا فمن الصعب أن يجدوا الوقت المناسب لذلك، إنه الوقت الذي يحتاج فيه الآباء للراحة، ولن يمكنهم من مشاهدة ومتابعة تقدم أطفالهم حتى ينتهي بهم الأمر إلى مجرد الكلام للطفل وليس الكلام معه.
إن القضية المهمة ليست مقدار الوقت الذي نقضيه مع الطفل ولكن فائدة الوقت الذي نقضيه معه. إن التعب والإعياء يستبد بنا ويأخذ الكثير من جهدنا، وفي المقابل يعود ذلك على الوقت المخصص للطفل واللعب معه ورعايته.
هناك حل وحيد للتغلب على مشكلة التوفيق في الأوقات بين الطفل وأبويه وهو حدوث الاستمتاع بينهم.
فإذا شعرنا بذلك نحن أيضا فسوف لا يبدو هذا مثل العمل، وسيكون السهل الاستمرار فيه، وإذا حدث هذا الاستمتاع للآباء والأطفال معا فسوف يجد الآباء الوقت الكافي لأنفسهم بدون القلق على علاقتهم مع الطفل أو رعايتهم، فمن الممكن أن نقرأ القصص التي تستهوينا ومحاولة جعلها مسلية للطفل أو نلعب الألعاب الرياضية الذهنية التى نحبها والمحافظة على رعايتنا له.
ونستطيع أن نبدأ قصة ما ونطلب من الطفل أن يكملها ونشغل أنفسنا قليلا حتى ينتهي، أو ندغدغ بعضنا البعض، أو نقذف الأحجار في البحيرة أو نلعب الاستغماية أو نلعب الكمبيوتر، أو ندعو الأطفال الباقين لمباراة في كرة القدم معنا.
الهدف هنا أنه يمكن أن نجد أشياء كثيرة للاستمتاع بها معا إذا بذلنا مجهودا في ذلك. وهذا يتطلب منا أن نغلق التلفزيون لفترة ونترك المقاعد، عند ذلك فسوف تتطلع إلى ذلك الوقت الذي تقضيه مع طفلك هاربا من الضغط طوال اليوم. وسوف تلاحظ تغير طفلك وتقدمه في كثير من المجالات، فالطفل سوف ينتظر قدومك إلى المنزل في نهاية اليوم بفارغ الصبر ويجري قافزا على يديك بمجرد سماع وقع أقدامك أو صوت السيارة.
إن العلاقة الطيبة مع الطفل تعني الكثير، وإذا لم تستمتع مع طفلك فأنت لا تستطيع أن تقدم له ما يطلبه إن هناك أشياء حولنا أهم وأثمن من أن تحب أو تكون محبوبا من طفلك ولكن هذا لا يأتي فجأة.
ولا بد من التمهل والانتظار، فالعلاقة الجيدة لا بد لها من تمضية الوقت معا والرعاية والمتعة، ولا يعني أننا أبواه أن علينا أن نضع الأكل على المنضدة أو نضع قميصه في شنطته أو تغطيه أثناء النوم، ولكن يتأتى ذلك بالتعليم والقرب منه والتحدث معه والثناء عليه واللعب والضحك أو حتى النظام، وهكذا تكون الرعاية الحقيقية وهكذا نصنع من أنفسنا والدين.